أهم خطوة تم تحقيقها في الحرب علي الإرهاب في سيناء، وقد تبدو بسيطة وهينة في نظر كثيرين، هي الدور الذي تقوم به حالياً قبيلة الترابين التي تستوطن وسط سيناء. والذي تقوم به القبيلة حالياً ليس حمل السلاح كما يتوقع أو يظن الكثيرون، ولكنها تقوم بعملية تطهير حقيقية لكل التكفيريين وخلافهم الذين يريدون أن يسيطروا علي مقاليد الأمور في أرض الفيروز.. الدور الذي تقوم به الترابين ليس سهلاً أو بسيطاً ولا يتحركون في شيء دون تنسيق مع القوات المصرية في سيناء.. ولذلك فإننا عندما نسمع أن الشيخ موسي الدلح يعلن القضاء علي كل الإرهابيين في المناطق التي تقطن بها أفراد القبيلة فهو صادق وعلي حق.. وفعلاً يكون قد انتهي الإرهابيون في هذه المنطقة إلي غير رجعة. ويبقي الدور علي القبيلة الأخري التي تعد من أكبر القبائل في وسط سيناء وهي قبيلة التياهة وأتمني من الله أن تنجح أية مباحثات مع هذه القبيلة وتقوم بنفس الدور الوطني تجاه مصر وألا تتخلي أبداً عن إثبات دورها في خدمة مصر حتي يتم التخلص تماماً من كل الإرهابيين والمتطرفين الذين استوطنوا المنطقة.. ويؤكد الباقون أن قبيلة التياهة أقدم قبائل العرب التي استقرت في التيه بسيناء واسم القبيلة تم اشتقاقه من هضبة التيه المعروفة بوسط سيناء ويقال إن أهلها من بني هلال من بلاد نجد. وقد اشتهرت بالبساطة مع شراسة الأخلاق ونشبت بينها وبين الترابين عدة حروب من قديم الزمن. وتتمركز قبيلة التياهة في منطقة «نخل» بوسط سيناء وجبل الحلال والقسيمة وعين المويلح ووادي العريش.. وكل المؤشرات تؤكد أنه باعتزام التياهة تطهير أماكن تواجدهم من التكفيريين، سيتغير علي الفور حال المنطقة، وأعتقد أيضاً أن كرم الأخلاق والواجب الكبير الذي تتمتع به قبيلة التياهة، يجعلها تقوم بهذا الدور الوطني والعمل علي تطهير المنطقة من كل إرهابي أو تكفيري، وللتياهة مواقف كثيرة لا يمكن أن يتجاهلها المرء، فكم لعبت من الأدوار الوطنية الكثير خلال حقبة من الزمن خاضت مصر خلال عدة حروباً. ألا يمكن أن يفعل المرء أيضاً الأدوار الوطنية الأخري لقبائل الشمال مثل قبائل السواركة والرميلات والبياضية وبلي والأفارسة والعقايلة والدواغرة والسماعنة والعبايدة والرياشات والمساعيد والحويطات والأحيوات، بالاضافة إلي العشائر الأخري.. كل هذه القبائل الوطنية معقود الأمل عليها في تطوير سيناء من الإرهاب.. ويبقي علي الدولة بعد ذلك اشراكهم فعلياً في عملية التنمية المستدامة فهل نسمع قريباً عن القيام بهذه القبائل بالدور الوطني الذي عهدناه فيها؟!