ساعات قليلة، كانت كافية، لإثارة غضب المؤسسات والشعب المصري، إثر نشر موقع "روسيا اليوم" لاستطلاع رأى، طلب فيه المشاركة من القراء حول تبعية مدينة حلايب وشلاتين لمصر أم السودان، لتتواصل السلطات المصرية مع المسؤولين الروسين، للتأكيد على سيادة مصر وعدم مهنية الاستطلاع. استطلاع حول تبعية حلايب شر موقع "روسيا اليوم" استطلاع للرأي لمتصفحيه حول تبعية مثلث حلايب، لمصر أو للسودان، وبرر الموقع الذي يرجع إلى الحكومة الروسية الاستطلاع بعودة الجدل بين القاهرةوالخرطوم على خلفية مثلث حلايب الحدودي، حيث طالب والي ولاية البحر الأحمر السودانية بإعادة مثلث حلايب وشلاتين وأبو رماد إلى سيادة الخرطوم. الاستطلاع الذي طرحته "روسيا اليوم" يتيح للشخص نفسه التصويت أكثر من مرة واحدة، على عكس المعروف في استطلاعات الرأي المشترطة عدم إتاحة التصويت أكثر من مرة لشخص واحد من أجل تحري الدقة والأمانة.
تشاور داخلي لاتخاذ إجراءات وسارعت الهيئة العامة للاستعلامات، إلى إصدار بيان رسمي شديد اللهجة تعلن فيه عن أسفها وإدانتها الشديدين لقيام موقع "روسيا اليوم" بنشر استطلاع للرأي لمتصفحيه حول تبعية مثلث حلايب، لمصر أم للسودان، متابعة: "تعلم الهيئة الرأي العام المصري أنه فور نشر هذا الاستطلاع المسيء والمستفز للحقائق الثابتة وللعلاقات الراسخة بين الدول الشقيقة والصديقة، بدأ التشاور بينها وبين الجهات المصرية المختصة وعلى رأسها وزارة الخارجية، للاتفاق على الخطوات والإجراءات التي سيتم اتخاذها في مواجهة هذا الخروج عن التقاليد الإعلامية المهنية واحترام سيادة الدول ووحدة أراضيها".
وأضافت الهيئة، أنه حتى يتم إعلان هذه الخطوات والإجراءات، فقد قررت هيئة الاستعلامات استدعاء المسئولين المعتمدين لديها عن مكتب "روسيا اليوم" في مصر، لإبلاغهم برفض مصر التام وإدانتها الكاملة لطرح ما يخص سيادتها ووحدة أراضيها بتلك الطريقة، والتعرف منهم على ملابسات نشره تمهيدًا لاتخاذ الخطوات والإجراءات المشار إليها سابقًا.
تواصل الخارجية مع الجانب الروسي وعقب تداول استطلاع الرأي الروسي، أوضح المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن وزارة الخارجية تواصلت صباح اليوم السبت، مع الجانب الروسي للإعراب عن استنكارها الشديد للاستطلاع الذي قامت به القناة التابعة للحكومة الروسية حول حلايب، وطلبت تفسير عاجل لهذا الإجراء المرفوض.
وجاء ذلك ردًا على استفسار عدد من المحررين الدبلوماسيين عن موقف مصر من استطلاع الرأي الذي أجرته قناة روسيا اليوم على موقعها الإلكتروني أمس الجمعة بشأن حلايب.
إلغاء حوار "شكري" وعلى الفور، ألغى وزير الخارجية المصري، سامح شكري، لقاءً تلفزيونيا مقررًا مع قناة "روسيا اليوم"، احتجاجًا على استطلاع للرأي أجرته القناة بموقعها الإلكتروني بشأن ما إذا كانت منطقة حلايب الحدودية تابعة لمصر أم السودان.
وكان من المقرر أن يجري شكري الحوار اليوم بمناسبة انعقاد اجتماعات بين وزراء الخارجية والدفاع من مصر وروسيا في العاصمة الروسية موسكو الاثنين المقبل.
"روسيا اليوم" تحذف استطلاع حلايب وتعتذر وإثر تواصل الجهات المصرية، مع الجانب الروسي، حذفت إدارة موقع "روسيا اليوم" الإخباري استطلاعها للرأي عن تبعية مثلث حلايب المصري، واعتذرت عن ما تسبب فيه من اعتراضات، مؤكدةً أنها لم تشكك في وحدة الأراضي المصرية.
وعبر "روسيا اليوم" في بيان توضيحي، عن أسفه لما سببه استطلاع الرأي الذي نشره حول تبعية مثلث حلايب المصري، قائلًا: "تأسف إدارة قناة RT لما سببه الاستطلاع من استياء لدى الجانب المصري، فإنها توضح أن الغرض منه لم يكن الإساءة لمصر، ولا التشكيك في وحدة أراضيها".
الاتصالات المكثفة وراء حذف الاستطلاع وفور حذف استطلاع الرأي، أكدت الهيئة العامة للاستعلامات، أنه جاء عقب اتصالات مكثفة أجرتها الهيئة العامة للاستعلامات، فور نشر الاستطلاع، مع مسئولي "روسيا اليوم" في موسكووالقاهرة، ومع شخصيات وجهات روسية مسئولة حريصة على سلامة العلاقات المصرية – الروسية.
وأوضحت هيئة الاستعلامات للجانب الروسي خطورة مثل هذه التصرفات غير المسئولة وغير المهنية، وأنها تستهدف في حقيقتها الوقيعة بين الشعبين المصري والروسي، والإساءة لمشاعر الشعب المصري في قضية تتعلق بوحدة الأراضي المصرية والسيادة الوطنية عليها.
وتواصل الهيئة اتصالاتها مع المسئولين في "روسيا اليوم" ومع كل الجهات والشخصيات الروسية المعنية، من أجل ضمان عدم تكرار مثل هذه التجاوزات، ولكي يكون الإعلام في البلدين عنصرًا مساعدًا على تعزيز العلاقات وليس الإساءة إليها، في ظل التزامه بالقواعد المهنية المتعارف عليها عالميًا.