وبعد بيان 302 مارس ، تم الإفراج عن الطلاب المحتجزون فى سجن القلعة , وخرجنا جميعاً من المعتقلات لكى نطبق هذا البيان ، ولكى نعمل جيشاً وشعباً من أجل إسترداد ماتم اخذه بالقوة ، ولن يعود بغير القوة ! وهنا أقفز بالزمن إلى يونيو 1970حينما تخرجت دفعتى من الكلية ، وإستلمت وظيفتى فى أغسطس 1970بمصنع "الشوربجى للغزل والنسيج" ، وفى إحدى الأمسيات كنت أحضر فيلم لعمر الشريف فى "سينما الروضة" الصيفى بمنيل الروضة وإذ بصديقى المرحوم "سعيد الوتيرى" ، يأتى لى ويأخذنى خارج السينما ، لكى نقف أمام مقهى بميدان الروضة أمام شاشة التليفزيون لكى يعلن "أنور السادات" وفاة المرحوم "جمال عبد الناصر" مساء اليوم 28 سبتمبر 1970وأظلمت الدنيا كلها أمامنا !! كان هو الأمل وهو المنقذ وهو صاحب الأمر والمسئولية ، وهو كل شىء أمامنا كشباب ، وتحركت مع جحافل الناس حتى وصلنا إلى ميدان التحرير ، لكى نمكث هناك ، دون حركة للتزاحم الرهيب للشعب المصرى كلنا صوب بيت الرئيس إلى منشية البكرى (سكن الرئيس جمال عبد الناصر ) ولم نستطع ذلك حتى يوم تشييع جنازته من "مجلس قيادة الثورة" فى الجزيرة ثم كوبرى قصر النيل ، فميدان التحرير فشارع رمسيس ، فشارع الخليفة المأمون حتى مقبرته فى مسجده ، بجانب وزارة الدفاع ، "الوداع ياجمال ياحبيب الملايين الوداع "!! وكان قرارى مع زملاء كثيرين لم يكن لدينا خدمة عسكرية ( حيث الأبن الأكبر) لوالدى المصاب فى حرب 1948 ، وهنا كان القرار المؤهلات العليا تدخل الخدمة العسكرية طواعية ، وتطوعاً ،وكان تمزيقى لشهادة التأجيل للخدمة العسكرية والتى فى حوزتى ، ودخول الخدمة العسكرية ، يوم 6 أكتوبر 1970وبداية جديدة لكفاح من نوع أخر من أجل الوطن . لقد تقدم زملائى الذين لم يكن لديهم واجب الخدمة العسكرية فى السادس من أكتوبر عام 1970 إلى "منطقة تجنيد الزيتون" وكنا نحمل فى أيادينا ، الإعفاء من الخدمة أو التأجيل لأدائها ، وطالبنا بالإنضمام للقوات المسلحة ، وإمتثلنا أمام ضباط منطقة التجنيد ، وبدأت إجراءات ضمنا للخدمة العسكرية بعد أخذ الموافقات اللازمة . وكانت تلك الساعات المفعمة بالوطنية وإحساسنا بإفتقادنا ( للأب والزعيم ، والقائد ) حيث رحل "جمال عبد الناصر" منذ أقل من أسبوع ونحن فى حداد وحزن ، وأيضاً حماس منقطع النظير ، نريد الإلتحاق بالقوات المسلحة ، والتى كانت فى هذه اللحظات تخوض حرب الإستنزاف بعد أن تم إعادة بنائها بقوة ، وعزم ، وإصرار من الراحل "جمال عبد الناصر" ومعاونوه الفريق "محمد فوزى" والفريق "عبد المنعم رياض" والذى إستشهد على الجبهة فى سبتمبر 1969 قبل وفاة "عبد الناصر" بعام واحد وإنتقلت قيادة الدولة إلى نائب رئيس الجمهورية "محمد أنور السادات" وتطلعنا إلى أن نحارب ، وللحديث بقيه !!