"حينما كنت إمامًا في مسجد قباء، سمع عني الشيخ عبد العزيز بن صالح بأن هناك شيخا يدعى محمد أيوب يتميز بصوت حسن وأداء مميز، فطلب حضوري، وتلاوة بعض الآيات، فما أن استمع إلى قراءتي حتى أعجب بها الشيخ والحاضرون، فقال لي الشيخ ابن صالح: هل تستطيع أن تصلي بالناس في الحرم المدني صلاة التراويح؟ وكان ذلك في أواخر أيام شهر شعبان، فوافقت على ذلك، فصدر القرار الحكومي بتعييني إمامًا مكلفا في الحرم المدني"، هكذا روى الإمام محمد أيوب الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 16 أبريل عام 2016م. بداياته محمد أيوب من مواليد مكةالمكرمة عام 1952م، وهو من أصل بورمي، نشأ وتلقى تعليمه الأوليّ، حيث حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ خليل بن عبد الرحمن، حينما كان عمره 12 عامًا، ثم انتقل إلى المدينةالمنورة ودرس المرحلتين المتوسطة والثانوية في معهد المدينة العلمي، وتخرج فيه.
دراسته "أيوب" التحق بالجامعة الإسلامية وتخرج في كلية الشريعة عام 1396 ه، ثم تخصص في التفسير وعلوم القرآن، فحصل على درجة الماجستير من كلية القرآن، وكان موضوع الرسالة "سعيد بن جبير ومروياته في التفسير من أول القرآن إلى آخر سورة التوبة". وحصل على درجة الدكتوراه من الكلية نفسها عام 1408ه، وكان موضوع الرسالة: "مرويات سعيد بن جبير في التفسير من أول سورة يونس إلى آخر القرآن".
وظائفه عمل "أيوب"، بعد تخرجه في المرحلة الجامعية الأولى معيدًا بكلية القرآن من 1397 - 1398 ه، وكلف بأمانة امتحانات الكلية لمدة عشر سنوات، وأصبح عضو هيئة التدريس في قسم التفسير منذ حصوله على الدكتوراه، إضافة إلى عمله الجامعي فهو عضو في اللجنة العلمية بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف. الإمامة والخطابة كما تولى الإمامة والخطابة في عدد من مساجد المدينة، ومنها إمام متعاون في المسجد النبوي لصلاتي التراويح والقيام منذ عام 1410ه حتى عام 1417ه، ثم عاد وأم المسلمين في صلاة التراويح في عام 1436ه، فضلًا عن إمامة مسجد قباء لصلاتي التراويح والقيام، ومسجد العنابية، ثم مسجد عبد الله الحسيني، ناهيك عن إمام مسجد حسن الشاعر من 1427ه حتى وفاته.
جوائزه يتميز "أيوب"، بأنه من القراء المشهورين في المملكة العربية السعودية والعالم الإسلامي، ولهُ تسجيلات قرآنية في الإذاعة والتلفاز، حيث سجل له مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف تسجيل القرآن كاملًا، ويتم بثه من إذاعة القرآن الكريم، وسجلت لهُ أيضًا قراءات صلاة التراويح والقيام في المسجد النبوي وهي تنشر كذلك تباعًا في الإذاعة. "أيوب"، حصل على عدد من الإجازات في القراءات القرآنية ومنها؛ إجازة برواية حفص من شيخ قراء المدينة حسن بن إبراهيم الشاعر، وأحمد عبد العزيز الزيات، وخليل بن عبد الرحمن القارئ. رحيله رحل "أيوب"، عن عالمنا في مثل هذا اليوم 16 أبريل 2016م، عن عمر يناهز 64 عامًا، وصُلى عليه في المسجد النبوي الشريف بالمدينةالمنورة بعد صلاة الظهر ودفن في مقبرة البقيع.