الشيخ القارئ محمد أيوب، يعرفه المسلمون في أصقاع العالم بصوته المؤثر في القلوب، الذي يحرك دموع الخاشعين، ويملأ المسجد النبوي الشريف بنحيب الباكين. تردد اسم الشيخ السعودي الجنسية بكثرة على مسامع الناس في العالمين العربي والإسلامي بعدما أمر الملك فهد بإمامته للحرم النبوي 7 أعوام، وفي أحدها أمّ المصلين في صلاتي التراويح والقيام 27 ليلة في محراب النبي دون أن يشاركه أحد، ليتوج ذلك بأمر ملكي آخر بتسجيل القرآن كاملًا في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، تسجيلًا صوتيًا لقراءات صلاة التراويح والقيام في المسجد النبوي الشريف بالقراءة الحجازية. ووزعت مآذن المسجد النبوي العشر صوته الجميل في أنحاء المدينةالمنورة. نشأته وتعليمه ولد الشيخ محمد أيوب في مكةالمكرمة عام 1372 ه الموافق 1952، وبها نشأ وتلقى تعليمه الأولى، حيث حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ خليل بن عبد الرحمن القارئ في مسجد "بن لادن" التابع لجماعة تحفيظ القرآن عام 1385ه، 1965م، وحصل على الشهادة الابتدائية من مدرسة تحفيظ القرآن التابعة لوزارة المعارف عام 1967م، ثم انتقل إلى المدينةالمنورة ودرس المرحلتين المتوسطة والثانوية في معهد المدينة العلمي، وتخرج فيه عام 1972م. الحياة الجامعية التحق الشيخ محمد أيوب بالجامعة الإسلامية وتخرج في كلية الشريعة عام 1976م، ثم تخصص في التفسير وعلوم القرآن، فحصل على درجة الماجستير من كلية القرآن، وحصل على درجة الدكتوراه من الكلية نفسها عام 1408ه،1987م، وإضافة إلى دراسته في المدارس الحكومية والجامعة فقد تتلمذ على العديد من المشايخ والعلماء في المدينة ودرس عليهم ألوانًا من العلوم الشرعية، منها التفسير وعلومه، الفقه على المذاهب الأربعة، الحديث وعلومه ومصطلحه، التفسير وأصول الفقه، وغير ذلك. وكان من شيوخه، الشيخ عبد العزيز محمد عثمان الشيخ محمد سيد طنطاوي، الشيخ أكرم ضياء العمري، الشيخ محمد الأمين الشنقيطي، الشيخ عبد المحسن العباد، الشيخ عبد الله محمد الغنيمان، الشيخ أبو بكر الجزائري، وغيرهم. حياته العملية عمل بعد تخرجه في المرحلة الجامعية الأولى معيدًا بكلية القرآن من 1397،1398ه، ما يوافق 1978، وكلف بأمانة امتحانات الكلية لمدة عشر سنوات، وأصبح عضو هيئة التدريس في قسم التفسير منذ حصوله على الدكتوراه، وإضافة إلى عمله الجامعي فهو عضو في اللجنة العلمية بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف. تولى الإمامة والخطابة في عدد من مساجد المدينة، منها، إمام متعاون في المسجد النبوي لصلاتي التراويح والقيام منذ عام 1989م، حتى عام 1996م، وإمام في مسجد قباء لصلاتي التراويح والقيام، ثم إمام مسجد العنابية من عام 1974 إلى 1982م، فضلًا عن إمام مسجد عبد الله الحسيني من 1982 لمدة 23 سنة.. قصته مع القرآن حفظ القرآن وهو في نعومة أظافره، فكان عمره 12 سنة، ودرس القرآن على الشيخ "زكي داغستاني" في المدرسة الابتدائية عندما كان في مكةالمكرمة، وكذلك على الشيخ خليل قارئ، وكلا الشيخين تميزا بالقراءة الحجازية إلا أنه أخذ عن الأخير التلاوات تلقينًا، فكان يرافق الشيخ أينما رحل فقد ذهب الشيخ خليل إلى الطائف ورحل معه الشيخ محمد أيوب إلى هناك، وكان والد الشيخ محمد أيوب قد أوصى الشيخ خليل قارئ أن يهتم به كثيرًا آملًا أن يكون له شأن عظيم. تعيينه إمامًا للمسجد النبوي وعن تعيينه إمامًا للمسجد النبوي، يروي الشيخ محمد أيوب تعيينه في الحرم المدني قائلًا: "حينما كنت إمامًا في مسجد قباء سمع عني الشيخ عبد العزيز بن صالح بأن هناك شيخًا يدعى محمد أيوب يتميز بصوت حسن وأداء مميز، فطلب من ابنه أن يحضرني لمجلسه، فحينما وصلت إليه طلب منى الشيخ ابن صالح أن أتلوا بعض الآيات، فما إن استمع إلى قراءتي حتى أعجب بها الشيخ والحاضرون، فقال لي الشيخ ابن صالح هل تستطيع أن تصلي بالناس في الحرم المدني صلاة التراويح وكان ذلك في أواخر أيام شهر شعبان، فوافقت على ذلك، فصدر القرار الحكومي بتعييني إماما مكلفا في الحرم المدني، وكان ذلك العام 1410ه، 1989م. وأضاف أيوب قائلًا: "صليت صلاة التراويح كاملة لوحدي في تلك السنة عدا ثلاثة أيام من رمضان، وقد كان شيخي الشيخ خليل قارئ في تلك السنة في خارج البلاد فكان يستمع إلى قراءتي عن طريق المذياع ويتصل بي يوميا ويدعو لي، مُستطردًا:"كانت تنتابني رهبة شديدة كلما وقفت في محراب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنت أخشى ألا أقوم بها على الوجه المطلوب وسألت الله أن يثبتني وأن أقوم بالمسئولية الملقاة على كاهلي". وفي 2015، أعاد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، إمام الحرم النبوي الشريف الشيخ محمد أيوب لإمامة المصلين مرة أخرى من جوار قبر الرسول الكريم في شهر رمضان، بعد 25 عامًا من الأمر الملكي الموقع باسم الملك فهد بن عبدالعزيز. وفاة الشيخ أيوب وتوفي إمام المسجد النبوي، فجر اليوم السبت، الشيخ الدكتور محمد أيوب إمام المسجد النبوي، حسبما ذكرت وسائل إعلام سعودية، مؤكدة أنه سيصلى على الفقيد بعد صلاة الظهر في المسجد النبوي، أغمده الله برحمته وغفرانه، وأسكنه فسيح جناته.