شيع ظهر أمس السبت 16 أبريل جثمان الشيخ محمد أيوب إمام المسجد النبوي بالمدينةالمنورة وسط حضور مسئولي وأعيان أهالي المدينة بالمسجد النبوي. ورحل الشيخ أيوب عن عمر ناهز 68 عاماً وهو إمام الحرم النبوي الذي عين به لمدة 7 أعوام لكنه أنقطع عن إمامة المصلين فيه لمدة 19 عامًا، حتى عاد مرةً أخرى خلال شهر رمضان من العام الماضي. عندما عين أماماً في الحرم المدني قال :"حينما كنت إماما في مسجد قباء سمع عني الشيخ عبد العزيز بن صالح بأن هناك شيخا يدعى محمد أيوب يتميز بصوت حسن وأداء مميز فطلب من ابنه أن يحضرني لمجلسه فحينما وصلت إليه طلب مني الشيخ ابن صالح منه أن أتلو بعض الآيات". مضيفاً:"فما أن استمع إلى قراءتي حتى أعجب بها الشيخ والحاضرون فقال لي الشيخ ابن صالح هل تستطيع أن تصلي بالناس في الحرم المدني صلاة التراويح وكان ذلك في أواخر أيام شهر شعبان فوافقت على ذلك فصدر القرار الحكومي بتعييني إماما مكلفا في الحرم المدني". ولد الشيخ أيوب في مكةالمكرمة 1372ه الموافق 1952 وتلقى تعليمه الأولى فيها، وحفظ القرآن على يد الشيخ خليل بن عيد الرحمن القارئ في مسجد بن لادن التابع لجماعة تحفيظ القرآن وهو في عمر 12 عاماً. يعد الشيخ محمد أيوب من أشهر القراء في العالم الإسلامي، كما أنه أشهر من قرأ بالحجازية في محراب المسجد النبوي وله تسجيلات قرآنية في الإذاعة والتلفزيون وسجل له مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف القرآن كاملاً كما سجلت له القراءة في صلاة التراويح والقيام في المسجد النبوي الشريف. حرص الشيخ محمد أيوب أن يكرس جهده ووقته لتعليم أهله، فله عائلة مكونة من 13 شخصا، وهو متزوج بزوجتين وله من الأولاد 5 كلهم من حفظة كتاب الله عزوجل وبنتان أيضًا من الحافظات لكتاب الله وهذا مما تتميز به عائلته عن غيرها من العائلات. كان معلماً خاصاً لأولاده في حفظ القرآن الكريم في المنزل، فخرج منهم مدرس لقرآن الكريم في المدينة خالد الابن الأكبر، والزبير أستاذ في الجامعة الإسلامية في قسم اللغة العربية، وسعد طالب في الهندسة، ومصعب بالطب في جامعة طيبة، ويوسف طالب في المرحلة الثانوية. حصل أيوب على الشهادة الابتدائية من مدرسة تحفيظ القرآن الكريم التابعة لوزارة المعارف عام 1383ه ثم انتقل إلى المدينةالمنورة ودرس المرحلتين المتوسطة والثانوية في معهد المدينة العلمي وتخرج فيه عام 1392ه. التحق الشيخ محمد أيوب بالجامعة الإسلامية وتخرج من كلية الشريعة عام 1396ه ثم تخصص في التفسير وعلوم القرآن، وحصل على درجة الماجستير من كلية القرآن الشريعة، وحصل على الدكتوراه من الكلية نفسها عام 1408. تتلمذ على العديد من المشايخ والعلماء في المدينة ودرس عليهم ألواناً من العلوم الشرعية، ومنها التفسير وعلومه، الفقه على المذاهب الأربعة، الحديث وعلومه أبرزهم الشيخ عبد العزيز محمد عثمان، والشيخ أكرم ضياء العمري، والشيخ محمد الأمين الشنقيطي، والشيخ عبد المحسن العباد. كما حصل على عدد من الإجازات في القراءات ومنها إجازة برواية حفص من شيخ قراء المدينة حسن بن إبراهيم الشاعر، ومن الشيخ أحمد عبد العزيز الزيات، والشيخ خليل بن عبد الرحمن القارئ.