سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ورحل قارئ الحجازية الشيخ محمد أيوب.. الموت غيّبه فجرًا بالمدينة المنورة ودُفن بالبقيع.. تتلمذ على يد كبار القرّاء.. كلفه الملك فهد بن عبدالعزيز بقرار ملكي بتسجيل المصحف كاملًا بصوته
غيّب الموت الشيخ محمد أيوب بعد صلاة فجر اليوم السبت 9 رجب 1437 ه الموافق 16 أبريل 2016 م وأقيمت صلاة جنازته في المسجد النبوي الشريف بالمدينةالمنورة بعد صلاة الظهر ودُفن في البقيع. ولد محمد أيوب في مكةالمكرمة عام 1372ه الموافق 1952، نشأ وتلقى تعليمه على يد الشيخ خليل بن عبدالرحمن، القارئ في مسجد بن لادن التابع لجماعة تحفيظ القرآن عام 1385ه، حيث حفظ القرآن الكريم، وحصل على الشهادة الابتدائية من مدرسة تحفيظ القرآن التابعة لوزارة المعارف عام 1386ه، حفظ القرآن وعمره 12 سنة ودرس القرآن على يد الشيخ زكي داغستاني في المدرسة الابتدائية عندما كان في مكةالمكرمة وكذلك الشيخ خليل قارئ، والشيخان تميزا بالقراءة الحجازية إلا أنه أخذ عن الأخير التلاوات تلقينًا، فكان يرافق الشيخ أينما رحل، فقد ذهب الشيخ خليل إلى الطائف ورحل معه الشيخ محمد أيوب إلى هناك. كان والد الشيخ محمد أيوب قد أوصى الشيخ خليل قارئ أن يهتم به كثيرًا آملًا أن يكون له شأن عظيم فكان كما أراد. التحق بالجامعة الإسلامية وتخرج في كلية الشريعة عام 1396ه، ثم تخصص في التفسير وعلوم القرآن، فحصل على درجة الماجستير من كلية القرآن، وكان موضوع الرسالة ((سعيد بن جبير ومروياته في التفسير من أول القرآن إلى آخر سورة التوبة)). حصل على درجة الدكتوراه من الكلية نفسها عام 1408ه، وكان موضوع الرسالة: ((مرويات سعيد بن جبير في التفسير من أول سورة يونس إلى آخر القرآن)). تتلمذ على يد العديد من المشايخ والعلماء في المدينة ودرس عليهم ألوانًا من العلوم الشرعية، ومنها التفسير وعلومه، الفقه على المذاهب الأربعة، الحديث وعلومه ومصطلحه، التفسير وأصول الفقه، وغير ذلك. وكان من شيوخه المفضلين: الشيخ عبدالعزيز محمد عثمان الشيخ محمد سيد طنطاوي الشيخ أكرم ضياء العمري الشيخ محمد الأمين الشنقيطي الشيخ عبدالمحسن العباد الشيخ عبدالله محمد الغنيمان الشيخ أبو بكر الجزائري وغيرهم. عمل بعد تخرجه في المرحلة الجامعية الأولى معيدًا بكلية القرآن من 1397 1398ه، وكلف بأمانة امتحانات الكلية لمدة عشر سنوات، وأصبح عضو هيئة التدريس في قسم التفسير منذ حصوله على الدكتوراه. كما أنه عضو في اللجنة العلمية بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وتولى الإمامة والخطابة في عدد من مساجد المدينة، ومنها: إمام متعاون في المسجد النبوي لصلاتي التراويح والقيام منذ عام 1410ه حتى عام 1417. إمام في مسجد قباء لصلاتي التراويح والقيام. إمام مسجد العنابية من عام 1394 1403ه. إمام مسجد عبدالله الحسيني من 1403ه مدة 23 سنة. وآخر شىء كان خطيبًا في مسجد أحمد بن حنبل بالحرة الشرقية. يعد الشيخ محمد أيوب من القراء المشهورين في المملكة والعالم الإسلامي، وله تسجيلات قرآنية في الإذاعة والتليفزيون، وقد سجل له مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف القرآن كاملًا، حيث يتم بثه من إذاعة القرآن الكريم، وسجلت له أيضًا قراءات صلاة التراويح والقيام في المسجد النبوي الشريف، وهي تنشر كذلك تباعًا في الإذاعة. حصل على عدد من الإجازات في القراءات ومنها: إجازة برواية حفص من شيخ قراء المدينة حسن بن إبراهيم الشاعر، ومن الشيخ أحمد عبدالعزيز الزيات، والشيخ خليل بن عبدالرحمن القارئ. وقد أصدر الملك فهد بن عبدالعزيز قرارًا ملكيًا يقضي بتكليف الشيخ محمد أيوب بتسجيل المصحف كاملًا في مجمع الملك فهد بالمدينةالمنورة، حيث قام الشيخ محمد أيوب بتسجيل المصحف المدني بالقراءة الحجازية المكية تنفيذًا لرغبة الملك فهد بن عبدالعزيز. وعن حياته العائلية: للشيخ محمد أيوب عائلة مكونة من 13 شخصًا وهو متزوج بزوجتين وله من الأولاد 5 كلهم من حفظة كتاب الله عز وجل وبنتان أيضًا من الحافظات لكتاب الله، وهذا مما تتميز به عائلة الشيخ عن غيرها من العائلات، فقد كرس جهده ووقته لتعليم أهله ولم يكتف بذلك بل كان لأولاده معلمًا خاصًا للقرآن في المنزل، أما أبناؤه فهم - خالد الابن الأكبر له فهو مدرس للقرآن في مدارس تحفيظ القرآن في المدينة - الزبير أستاذ في الجامعة الإسلامية في قسم اللغة العربية - سعد طالب في الهندسة - مصعب يدرس الطب في جامعة طيبة - يوسف طالب في المرحلة الثانوية ويشارك في برنامج (بالقرآن نحيا) والذي يبث أحيانًا عبر القناة الرياضية السعودية.