عقب فشل نظام الحمدين في تشكيل اتحاد علماء الإرهاب بقيادة يوسف القرضاوي، سعت الدوحة إلى استقطاب هيئة كبار العلماء في السعودية. جن جنون النظام القطري وأذرعه الإعلامية بعد تصنيف الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين كيانا إرهابيا، وما سبقه من تحذير هيئة كبار العلماء السعودية من أفكار الاتحاد الذي يترأسه شيخ الفتنة يوسف القرضاوي.
تجلى الجنون القطري في ما شهدته الأيام القليلة الماضية من تركيز هيستيري واضح من وسائل إعلام قطر وتوابعها، وعلى رأسها قناة "الجزيرة"، على ما يُسمى "الجامية"، مع محاولة إلصاقها زورا وبهتانا بالمؤسسة الدينية التقليدية في السعودية.
جزيرة التزييف خلاصة تقرير "الجزيرة" مفاده، أن "بروز الجامية كفرقة دينية جاء بالتزامن مع حرب الخليج الثانية بعد دخول القوات الأميركية إلى السعودية، محملا بخطاب ديني يتحدث بصوت الحاكم ويبرر أفعاله".
تقرير الجزيرة عن الجامية جاء "انفعاليا" يفتقد للمصداقية حتى على المستوى التاريخي، والموضوعية العلمية، بل إن "الجزيرة" استندت في مادة تقريرها الملفق إلى كتاب ل"أبي محمد المقدسي"، أبرز منظري تنظيم القاعدة، وهو نفسه الكتاب الذي كان موجودا بخزينة أسامة بن لادن زعيم التنظيم، حسب ما كشفت "وثائق أبوت أباد" التي أفرجت عنها مؤخرا وكالة الاستخبارات الأميركية.
أهل الحديث والجامية ونشأة قديمة يرجع مصطلح "الجامية"، نسبة إلى عالم الدين والمحدث السعودي، من أصول إثيوبية، الشيخ محمد أمان الجامي، الذي اشتهر بتركيزه على علم الحديث، ومحاربة التقليد ومناصرة العقيدة السلفية إبان وقبل حرب الخليج 1990، ونسب بعد ذلك المخالفون هذا التيار من باب التنابز بالألقاب إلى اسم الشيخ الجامي.
وخلافا لما أفتى به تقرير الجزيرة، لم تكن ولادة ما يعرف بتيار "الجامية"، مع دخول القوات الأميركية إلى السعودية لتحرير الكويت من الغزو العراقي، إنما كان قديم النشأة مع قدم جذور تيار "أهل الحديث" في الشام والعراق ثم الهند، مشتهرا بخلافاته مع المذاهب الأربعة حول مسألة التقليد المذهبي وأيضا حول مسائل في العقيدة، الأسماء والصفات والتصوف مع المذاهب الثلاثة.
الألباني إلى الجامعة الإسلامية ومن نجوم هذا "التيار" الشيخ محمد ناصر الألباني، ونقله بعد قدومه إلى المدينةالمنورة، والتدريس بالجامعة الإسلامية، ومن تحت كنف هذا الشيخ ترعرع ما عرف لاحقا بالتيار الجامي الذي ركز على علم الأحاديث النبوية والتصحيح والتضعيف.
بعد حل الإخوان المسلمين وحظر نشاطها عام 1954م، من قبل الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، وقادها، ووفود أدبيات المؤسس الأول للإسلام الحركي أبو الأعلى المودودي الملهم ل"سيد قطب"، إلى منطقة الجزيرة العربية، وكذلك جماعات "أهل الحديث" و"التبليغ"، انبعث من وسط هذه المدارس، ومن رحم الاختلافات البينية ما يعرف بتيار "السرورية"، الذي أخذ منحنى راديكالياً، فكانت "الجامية" من بينها.
وقد تزامن ظهور مصطلح السرورية مع بروز لقب الجامية، والعكس صحيح، كنوع من أنواع السجال الذي ظهر في تلك المرحلة. الخلاف حول طاعة ولي الأمر وبينما انحازت السرورية نسبة إلى الإخواني السوري محمد سرور، الذي حاول إظهار نفسه "سلفيا" مع انتمائه القطبي (نسبة إلى سيد قطب)، ظهر في الوقت ذاته تيار يُعرف قبل ظهور الجامية هو "أهل الحديث"، بزعامة رجل الدين السوري محمد ناصر الدين الألباني.
وفي ظل المشتركات التي جمعت بين هذه المدارس، كان الخلاف الأبرز الذي ظهر من نقاشهم حول مبدأ طاعة ولي الأمر، ومآخذ السلفية، وأهل الحديث، علما أن مبدأ طاعة ولي الأمر قديم وممتد منذ نشأة السلطة في الإسلام.
العودة والقرني أعضاء في خلية التجسس قالت مصادر سعودية إن سلمان العودة وعوض القرني وباقي الدعاة والشخصيات التي تم اعتقالها في المملكة خلال اليومين الماضيين، هم من ضمن خلية التجسس التي أعلنت رئاسة أمن الدولة ضبطها للاشتباه في قيامهم بأنشطة تجسس لصالح قوى أجنبية.
قائمة الموقوفين شملت كلا من سلمان العودة وعوض القرني وعلي العمري ومحمد الهبدان، وغرم البيشي، ومحمد عبدالعزيز الخضيري، وإبراهيم الحارثي، وحسن إبراهيم المالكي، بالإضافة إلى شخصيات أخرى كالإعلامي فهد السنيدي والشاعر زياد بن نحيت فضلا عن شخص متهم بالانتماء لجماعة الحوثي في اليمن، والتواصل المباشر معها.
من جانبها، أشادت هيئة كبار العلماء السعودية بالخطوات الأمنية في تغريدة بتويتر جاء فيها أن: "استهداف الوطن في عقيدته وأمنه ولحمته الوطنية؛ جريمة يؤخذ على يد مرتكبها، ولا تقبل هوادة في ذلك".
ونقلت وكالة رويترز عن مصدر سعودي قوله إن المعتقلين محتجزون وسيحصلون على حقوقهم القانونية، ووصف حساب "أخبار السعودية" بموقع تويتر "المجموعة الاستخباراتية" بأن أعضاءها "كانوا يلبسون لباس الدين وينشطون في مواقع التواصل الاجتماعي".
أنشطة مشبوهة فيما أفادت صحيفة "الرياض" بأن المجموعة لها تاريخ طويل في التواصل والإسهام في أنشطة مشبوهة تضر بأمن الدولة واللحمة الوطنية، وأنها ساهمت في التحريض بشكل مباشر وغير مباشر ضد الوطن ورموزه، إضافة إلى أنها تشارك بصفة مستمرة في المؤتمرات واللقاءات والندوات المشبوهة.
وكشفت أن نشاط المجموعة يتمثل في استقطاب وتجنيد الشباب في نشاطات معادية، مشيرة إلى ارتباطهم بدعم مباشر وغير مباشر بتنظيمات معادية للمملكة، وأوضحت المصادر أن بعض أعضاء المجموعة سبق إيقافهم والتنبيه عليهم بإيقاف أنشطتهم العدائية.
جرم #الحمدين.. هكذا سعت #الدوحة لاستقطاب هيئة كبار العلماء في #السعودية وحين فشلوا شكلوا اتحاد علماء الإرهاب بقيادة #القرضاوي!#قطريليكس pic.twitter.com/3PRxL8gZkr — قطريليكس QatariLeaks (@qatarileaks) December 30, 2017