تبرأ السلفيون من التيار المدخلي وقالوا انه ينتمي زورا وبهتانا إلى السلفية، وأعلن الدكتور هشام كمال عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة السلفي أن أعضاء هذا التيار كانوا يتعاونون مع جهاز أمن الدولة السابق، ويرون أنه من وسائل التقرب إلى الله، الحافظ على الحكم حتى ولو كان ظالمًا. وقال كمال ل "قناة النيل للأخبار" إنه فى عام 2005 قام بعض أعضاء هذا التيار بوضع لافتة في دمنهور مكتوب عليها "نؤيد أمير المؤمنين حسنى مبارك" مؤكدًا أن جميع التيارات الإسلامية بلا استثناء تخالف هذا الاتجاه، وهو منبوذ من هذه التيارات وتصريحاتهم التي تحدثت عن تزوير الانتخابات مرفوضة من قبل كل التيارات الإسلامية. وأكد كمال أن هذا التيار كان يقوم بإبلاغ جهاز أمن الدولة السابق بكل تحركات السلفيين والتيارات الإسلامية في مصر. ودعا كمال جميع القوى السياسية في مصر التي وصلت إلى البرلمان للتوافق والعمل من أجل مصلحة مصر. ماهو التيار "المدخلى" يذكر ان تيار السلفيه "المدخلية" ظهر في المملكة العربية السعودية إبان حرب الخليج الثانية 1991 كتيار مضاد للتيارات المعارضة لدخول القوات الأجنبية للجزيرة العربية- كالإخوان والسرورية- بعد غزو العراق للكويت؛ و ذهب منظروه أبعد مما ذهبت إليه مؤسسات الدولة الرسمية مثل "هيئة كبار العلماء السعوديين" التي أفتت بجواز دخول القوات الأجنبية على أساس أن فيها مصلحة، إلا أنهم لم يجرموا مَن حرَّم دخولها، أو أنكر ذلك، فجاء "المدخلية" واعتزلوا كلا الطرفين، وأنشئُوا فكرا خليطًا يقوم على القول بمشروعية دخول القوات الأجنبية، ومعاداة من يحرم دخولها أو ينكر على الدولة ذلك، مؤسسين رأيهم على مرجعية سلفية تتمترس وراء أدلة من القرآن والسنة. وسُمي هذا التيار في السعودية ب"الجامية"؛ نسبة لمحمد أمان الجامي الأثيوبي الأصل، وهو المؤسس الحقيقي لهذا التيار، كما يُلقبون ب "المدخلية" نسبة إلى ربيع بن هادي المدخلي، وهو أحد رموزهم في السعودية، كما يسمون بتسميات أخرى. وهذه التسميات غير معترف بها من التيار الجامي أو المدخلي الذي ينسب نفسه إلى السلفية الخالصة، والذي يقوم أساس منهجه على رفض الطائفية والفرقة والتحزب، ومن ثَم كان من الأولى رفضه إطلاق مسمى على نفسه، لاسيما إذا كان يرجع إلى شخص مهما كانت مكانته. وتحولت هذه المسميات من ألقاب تعطي توصيفات لتيار بعينه - تمييزًا له عن باقي التيارات - إلى لقب يعده الآخرون تهمة أو سبة تجرح من يتصف به؛ إلا أن رموز هذا التيار وعت ذلك؛ وقامت بالرد عليه وقبلت ضمنا بهذا المسمى، وحاولت أن "تبيض وجهه" بدلا من تجاهل التعامل معه ونكرانه. وأبرز رموز هذا التيار السلفي في مصر محمود لطفي عامر وأسامة القوصي ومحمد سعيد رسلان وطلعت زهران وأبو بكر ماهر بن عطية وجمال عبد الرحمن وعلي حشيش وعبد العظيم بدوي. التعريف والتمايز لم يختلف المدخلية عن غيرهم من التيارات السلفية غير الجهادية الأخرى في اعتقادهم بعدم الخروج على الحاكم المسلم وإن كان فاسقا؛ ولا يختلفون عن غيرهم أيضا في أنهم اعتبروا أن الخروج على الخليفة عثمان بن عفان (رضي الله عنه) كان سبب الفتنة التي وقعت بين صحابة رسول الله(صلى الله عليه وسلم)، وأن الخروج على ولاة الأمور هو سبب الفرقة والضعف والخوار الذي أصاب الدولة الإسلامية إلا أن المدخلية - خلافا لكثير من التيارات السلفية - تعتبر أنه لا يجوز معارضة الحكم مطلقًا، ولا حتى إبداء النصيحة له علناً، وتعتبر ذلك أصلاً من أصول عقيدة أهل السنة والجماعة؛ ومخالفة هذا الأصل تعتبر خروجا على الحاكم المسلم. والخروج مصطلح يطلق على إحدى الفرق الضالة التي تخرج عن نطاق أهل السنة والجماعة، وهو مصطلح تاريخي أيضاً يطلق على الطائفة أو الفرقة التي خرجت على الإمام علي (رضي الله عنه) وكفرته؛ متهمة إياه بالحكم بغير شرع الله، كما كفرت تلك الفرقة كل من لم يؤمن بما تعتقد به؛ وشنت حروبا على نظم الحكم على مر التاريخ الإسلامي. كما أن المدخلية تعتبر أن الاعتراف بالحاكم والولاء له وحده لا يكفي إذا لم يتم الاعتراف بمؤسسات الدولة الأخرى، كمنصب المفتي مثلاً أو بمؤسسة الأزهر، كما أنه ليس لأحد أن يخرج عن فتوى علماء البلاد الرسميين، فإذا حلل هؤلاء العلماء فوائد البنوك فإنه على الرعية المسلمة في هذا البلد الإذعان لتلك الفتوى وعدم مخالفتها، ومن يخالف ذلك فإنه على طريق "الخوارج". وتتمايز المدخلية عن غيرها من التيارات السلفية في أنها تعتبر أن الجماعة المسلمة هي الدولة والسلطان؛ ومن ثم فهي تشن هجوماً حاداً على أي عمل جماعي، وتناهض الجماعات الإسلامية والحزبية؛ لأنها ضد مفهوم الجماعة في رأيهم؛ ومن ثم فهم "خوارج" على النظام، ومبتدعون في الدين، وهجومهم عليهم يهدف إلى إنهاء الفرقة في الأمة والتفافها حول سلطانها. ويعرف المدخلية أنفسهم من خلال نقاط أساسية، تقول إن المدخلي هو: - كل من يدعو إلى السمع والطاعة لولاة الأمور في المعروف، ويدعو لهم بالصلاح والعافية والتوفيق وحسن البطانة، سواءٌ في مجالسه الخاصة أو في خطب جمعة أو في محاضرة أو في مقالة. - من يحذر من الخروج على ولاة الأمور، وينهى عن شق عصا الطاعة. ومن يحذر من الفكر التكفيري ورموزه. - من ينشر فتاوى العلماء ومؤلفاتهم التي تحذر من الجماعات الحزبية كجماعة الإخوان المسلمين، وجماعة التبليغ وأمثالهم. والفتاوى التي تحذر من الطرق المخترعة المبتدعة في الدعوة إلى الله؛ كالأناشيد المسماة بالإسلامية، والتمثيل، والقصص وأمثالها، وردود العلماء ومؤلفاتهم التي تكشف عن أخطاء الجماعات، أو أخطاء الدعاة التي تمس العقيدة أو تمس منهج الدعوة إلى الله تعالى. - كل من يحذر الشباب من الانخراط في الفتن التي لبست بلباس الجهاد، وهي لم تستوف شروط الجهاد الشرعي. - من يحذر من استغلال الأنشطة الخيرية المشروعة لتحزيب الشباب وضمهم إلى التيارات التكفيرية التدميرية. - من لم يرتض أن ينضم تحت لواء أي فرقة من الفرق، وإنما اكتفى باسم الإسلام والسنة والانتماء إلى السلف الصالح لا يتعصب لفرقة، ولا يتعصب لرأي، ولا يسير على منهاج دعوي مخترع. - من يحرص على التوحيد دعوة وبياناً، ويحرص على بيان الشرك تنبيهاً وتحذيراً، ويعتني بنشر العلم الشرعي وبيان البدع حسب استطاعته. - من يوقر العلماء العاملين الذين بذلوا أنفسهم لنشر العلم الشرعي، وبذلوا أنفسهم لرد البدع والتحذير من أهلها، يحبهم في الله ولا يطعن فيهم ولا يسميهم علماء حيض ونفاس، ولا علماء سلاطين، ولا يلمزهم بشيء من صفات النقص، مع اعتقاده أنهم بشر يخطئون ويصيبون، لكن يكفيهم فضلاً ونبلاً أنهم في غاية الحرص على موافقة الكتاب والسنة ومنهاج السلف الصالح. خصوم المدخلية أما خصوم المدخلية فيقولون إنهم: - يعتبرون أن الحكم بما أنزل الله أمرًا فرعيًا، وليس أصلاً من أصول العقيدة، وبذلك فان من يحكم بغير ما أنزل الله ويشرع القوانين الوضعية المخالفة للنصوص الإلهية لا يكون قد ارتكب ناقضاً من نواقض الإسلام بأي حال من الأحول. - يرون أن أي اعتراض بأي وسيلة على أفعال الحكام هو من فعل الخوارج المارقين. - يرون أن كل من وقع في بدعة "أو ما يظنونه بدعة" سواء كان قاصداً أو متأولا أو مخطئا أو ناسيا فهو مبتدع لا يقبلون منه صرفا ولا عدلا ولا يأخذون عنه كلمة حق قالها، ويرون من واجبهم تحذير الناس منه ونبذه بالكلية. - يعتبرون من ارتكب فعلا من أفعال الكفر هو كافر، دون إقامة حجة أو انتفاء موانع التكفير وتحقق شروطه. - يسبون علماء الأمة ودعاتها من كل التيارات والتوجهات المخالفة لهم، ويصفونهم بالمبتدعين والزنادقة والخوارج وغيرها من الألفاظ، وهم متفاوتون في هذه المسألة؛ فمنهم من يجاهر بذكر أسماء من يتهمهم؛ ومنهم من لا يجرؤ على ذلك، حتى لا ينصرف عنه الطلبة والأتباع. - يعتبرون العمل الجماعي في الإسلام من الفتن التي تجب محاربتها، وبذلك فإنهم يصنفون أي جماعة تعمل في الدعوة إلى الله كجماعة مبتدعة بدءًا من جماعة الإخوان المسلمين، مرورًا بجماعة التبليغ والدعوة، وصولا إلى كافة الجماعات المجاهدة والدعوية في العالم. - يرون أن تسلط اليهود والنصارى على المسلمين هو أمر قدري لا حيلة لنا فيه، وأنه مع تفوق المشركين على المسلمين في كل الجوانب المادية فإن جهادهم يعد مهلكة، فلا يجوز جهادهم بحال من الأحوال إلا إن أذن "ولي الأمر" بذلك. - يعتبرون أنهم وحدهم الممثلون الحقيقيون للمنهج السلفي، وأن كل من عداهم مبتدعون، ويصطادون الأخطاء ولي عنق الكلام لكل من خالفهم، كما أنهم يستدلون على أقوالهم باستدلالات باطلة فاسدة، ويحاولون اقتناص ما يوافق آراءهم من كلام الأئمة الكبار المشهود لهم من السلف والخلف، واجتزاء كلام العلماء لتبرير منهجهم، ويستدلون لكلامهم بنقل مغلوط عن شيوخ كبار كابن باز وابن عثيمين والألباني وغيرهم. محمد كمال يتحدث عن البرهامي