النصرة تعتقل المزيد من قيادات القاعدة وتؤكد عمق الخلاف معها

اعتقلت جبهة النصرة مؤخرا عدداً من قادة قاطع البادية التابع لها الذين أعلنوا في وقت سابق بيعتهم لتنظيم القاعدة بقيادة أيمن الظواهري.
وبحسب مصادر ميدانية فإن القادة الذين تم اعتقالهم هم "خطاب الغدقة وأبو إمامة، إداري القاطع وأبو عبد القادر إداري عسكري"، وجميعهم تم نقلهم إلى جهة مجهولة ولا أنباء عن الأسباب حتى اللحظة.
وسبق أن اعتقلت النصرة عددا من قادتها بتهمة انتمائهم لتنظيم القاعدة الذي تعد النصرة بالأساس ذراعاً له في سوريا، تلا ذلك هجوما لزعيم تنظيم القاعدة "أيمن الظواهري" خلال كلمة له على "جبهة النصرة/تحرير الشام" وزعيمها الجولاني، معتبراً إياه ناكثاً للبيعة ومحارباً لكل من أظهر ولاءه وارتباطه بالقاعدة.
يبدو أن الخلاف القائم بين زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري وزعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني لا حدود له.
وتظهر تصريحات المسؤول الشرعي في هيئة تحرير الشام أو ما تعرف سابقا بجبهة النصرة عبد الرحيم عطون، أن الهيئة لن تمتثل إلى أوامر الظواهري، وضربت بها عرض الحائط.
وعليه فإن الخلاف يتسع أكثر فأكثر بين الهيئة والقاعدة، ويزيد من حدة الإضطرابات الداخلية في الهيئة، التي شُقَ صفها بين مؤيد للظواهري ورافض للجولاني، أو العكس.
تصريحات صديق الجولاني عبد الرحيم عطون، كشفت معلومات أخرى عن الخلافات بين القاعدة وهيئة تحرير الشام، ومنها ما قاله عبر حسابه الخاص على "التليغرام":
1. إن نائب الظواهري أبو الخير المصري الذي قَدِمَ إلى سوريا وقُتِلَ في شهر شباط/فبراير الماضي، رفض أن يتسلم زعامة الهيئة من الجولاني، ورفض فكرة دعوةِ عامةِ السوريين إلى مبايعة القاعدة.
2. وأضاف عطون بأن أبو الخير المصري، دعا الجولاني إلى الإتجاه نحو تعزيز العمل السياسي.
3. الأمر الثالث الذي تحدث عنه عطون في معرض رده على كلمة الظواهري، أن جبهة النصرة لم تعقد يوما بيعة للقاعدة، إنما جددتها بناء على تبيعتها السابقة لتنظيم داعش.
الجولاني وجبهته اعلنوا في وقت سابق اعتقال قياديين بارزين كانوا قد انشقوا عن الجبهة وأعلنوا تبعيتهم للقاعدة. وقد اتهم الظواهري جبهة النصرة بمحاربة كل من أظهر ارتباطه بالقاعدة ، مضيفاً أنه تم منح الجبهة مهلة لأكثر من سنة من أجل إصلاح الأوضاع إلا أن الأخيرة تجاهلت مطالبه وزادت من التعدي على "الحقوق والحرمات".
وفي ظل تصاعد الخلافات، يسعى الظواهري إلى استمالة الكثير من العناصر المؤسسة في هيئة تحرير الشام، وتشكيل تنظيم قاعدي جديد في الساحة السورية، وفق ما فسره مراقبون من خطابه الأخير، على أن يقوده حمزة بن لادن.