شهدت كلمة وزير الخارجية سامح شكري، خلال منتدى حوار المتوسط الذي تستضيفه العاصمة الإيطالية روما، العديد من التفاصيل، حيث شدد على أهمية مد يد العون لمصر، لمساعدتها في الحصول على كل ما تحتاج في كفاحها ضد الإرهاب، فضلاً عن انتقاده إلى طريقة مواجهة داعش. وشارك وزير الخارجية سامح شكري، في منتدى حوار المتوسط الذي تستضيفه العاصمة الإيطالية خلال الفترة من 30 نوفمبر وحتى 2 ديسمبر الجاري.
منتدى روما للحوار المتوسطي أُنشئ عام 2015 بمبادرة مشتركة بين وزارة الخارجية الإيطالية والمعهد الإيطالي للدراسات الدولية، وذلك بهدف إطلاق نقاش رفيع المستوى بين دول شمال وجنوب المتوسط حول التحديات المشتركة فى ظل الأزمات المتعددة التي تهدد الأمن والاستقرار بالمنطقة، وكذا الفرص المتاحة للتعاون والتنمية بين الجانبين.
يتضمن برنامج المنتدي لهذا العام عددا من الموضوعات الهامة، في مقدمتها كيفية تحقيق التوازن الإقليمي في ظل الأزمات الراهنة، الشراكات الاقتصادية والاستثمار الأجنبي كأدوات لتحقيق النمو، كيفية بناء شراكة للتعامل مع قضية الهجرة، الإدارة الأمريكية والشرق الأوسط، سبل تحقيق الرخاء في منطقة المتوسط، دور المدن في تحقيق التكامل والتنمية، إلي جانب جلسات تم تخصيصها لمناقشة موضوعات الطاقة والثقافة والرياضة والمجتمع المدني، والتدابير الاحترازية التي يمكن اتخاذها لمواجهة التطرف، إلي جانب عرض رؤي عدد من الدول للأوضاع في الإقليم.
انتقاد طريقة مواجهة داعش أكد سامح شكري، وزير الخارجية، أن العمليات العسكرية الناجحة في العراق وسوريا للتخلص من تهديد داعش كانت إيجابية، ولكن تبين أن هناك تساهل مع المقاتلين الأجانب فيما يتعلق بالسماح لهم بالفرار من مناطق المواجهات العسكرية، قائلا "حذرنا مرارا وينبغي أن تسمع تحذيراتنا بفاعلية أكثر من ذلك".
وأضاف " شكري"، أن السماح بفرار الإرهابيين من الممكن أن يؤدي إلى تمرد وإعادة بروز التهديد الارهابي في أفريقيا وليبيا وسيناء وتشاد مالي وغيرها من الدول، بعدما تبين بروز المقاتلين الأجانب من خلال المخيمات والمعسكرات في أفريقيا بجنوب الصحراء وهذا له عواقب وخيمة وقد يتسبب في تهديد أمني كبير على مصر وباقي البلدان الأفريقية.
لماذا لا تمد الدول يد العون لمصر وشدد وزير الخارجية، على ضرورة مواجهة الأعمال الإرهابية في سيناء عسكريا وبمساعدة من الأسرة الدولية والدول المتوسطية والشركاء التقليديين، وتساءل قائلا: "هناك معدات رصد لأجهزة التفجير الذاتية التي تحتاجها مصر لماذا لا تمد الدول يد العون لمصر، لمساعدتها في الحصول على كل ما تحتاج في كفاحها ضد الإرهاب؟".
وأضاف "شكري"، أن توفير هذه المعدات سوف يؤدي إلى استعادة الأمن والاستقرار الذي طالما كان من المظاهر الأساسية للمجتمع المصري، مؤكدا أن مجتمعنا ينأى بنفسه عن الطائفية واللا تسامح الدينية وأن طبيعة مصر تتماشى مع الشرق المتوسط والحضارات القديمة.
مواجهة الإرهاب في سيناء مع تنميتها اقتصاديا ضروري وأشار "شكري" إلى أن حكومة مصر لديها مشروعات تنموية أساسية لشبه جزيرة سيناء، موضحا أن معالجة الإرهاب لن يكون فقط من خلال مشروعات اقتصادية فهذه المشروعات ستُوفر للشعب وسكان سيناء لأنها مسئولية الحكومة، ولكن لابد حماية من هذه المجتمعات من استغلال الاوضاع الاجتماعية فيها لصالح الايدلوجية الارهابية، منوها إلى ضرورة المواجهة العسكرية جنبا إلى جنب مع التطوير.
المؤسسات فى شرق المتوسط تأثرت نتيجة النزاع الطائفي وقال "شكري"، إن المؤسسات والحوكمة في منطقة شرق المتوسط تأثرت بشكل كبير جراء النزاع الطائفي الذي تسبب في زيادة التهديداتالإرهابية والأيديولوجيات الأصولية التي أثرت على طبيعة المنطقة وشموليتها على مدى عقود.
وأضاف "شكري"، إن منطقة شرق المتوسط وصلت إلى "الحضيض" من حيث المخاطر التي واجهتها جراء عواقب السياسات والتنمية خلال السنوات الماضية.
يجب بذل جهد أكبر على مستوى التعاون بين جنوب وشمال المتوسط وأردف " شكري"، أن تدخل الجهات من خارج المنطقة يأتي بدافع النفوذ وليس المساعدة، مضيفا أنه يجب بذل جهد أكبر على مستوى التعاون بين جنوب وشمال المتوسط سعيا لتغيير هذه الديناميكيات عن طريق تبادل القدرات والخبرات بين دول المنطقة. حادث الروضة هجمة بربرية وعلق وزير الخارجية على حادث الروضة وقال: "هى هجمة بربرية همجية لا يمكن أن تقبل بأى حال من الأحوال"، متابعًا: "لا بد أن تشد من عزمنا وإصرارنا على المقاومة، وأن يقف بجانبنا العالم بأثره من أجل مواجهة هذه القوى الارهابية بنفس القوى التى وقفت بها فى مواجهة داعش فى العراق".