ظهر خلال انعقاد قمة وزراء دفاع التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب في الرياض أمس الأحد الفريق رحيل شريف؛ إذ يتولى منصب القائد العسكري للتحالف الإسلامي. وكان شريف الملقب ب"رجل باكستان القوي" قد تم اختياره للقيادة العسكرية للتحالف بعد أن تقاعد من عمله قائدًا للجيش الباكستاني. وكانت إيران قد أبدت معارضتها على اختيار رحيل شريف قائدًا عسكريًّا للتحالف، وحاولت الضغط كثيرًا على باكستان؛ إذ إن طهران أبلغت إسلام أباد رسميًّا بأن لديها ملاحظات حول موافقة الأخيرة على تعيين شريف في هذا المنصب. وكان رحيل شريف خلال عمله سابقًا قائدًا للجيش الباكستاني قد صعَّد لهجة الحديث تجاه إيران، معتبرًا أي تهديد للسعودية سيثير ردًّا قويًّا من جهة باكستان. وتصف "العرب اللندنية" رحيل شريف بالرجل العسكري الذي يتزعم أكبر المؤسسات في باكستان، وأكثرها تأثيرًا وصناعة للقرار.. وجاء حديثه عن إيران معبرًا عن فَهم حقيقي للخطر الذي تحمله الطموحات الإيرانية بالسيطرة والتغلغل في دول الجوار لها، التي تمثل باكستان إحداها. ويأتي اختيار رحيل شريف في التحالف الإسلامي الذي تقوده السعودية تأكيدًا لعلاقة الرياضبإسلام أباد المتجذرة في الأصالة والثوابت، واستمرارًا للتعاون السياسي والعسكري الوثيق بين البلدين، وتوافقًا إسلاميًّا على شخصية القائد العسكري الجديد. وُلد الفريق رحيل شريف في 16 يونيو 1956 في كويتا لعائلة عسكرية بارزة؛ فوالده هو الجنرال المتقاعد محمد شريف. وترجع جذوره لبلدة كونجة في مقاطعة كجرات في البنجاب. حصل شريف على تعليمه الأساسي من الكلية الحربية في لاهور، ثم التحق بالأكاديمية العسكرية الباكستانية، وأصبح قائدًا لفرقتَي مشاة، ثم رئيسًا للأكاديمية العسكرية الباكستانية. وبعد ترقيته لرتبة فريق خدم سنتين قائدًا لفيلق حتى أصبح مفتشًا عامًّا للتدريب والتقييم الذي بموجبه كان مشرفًا على التدريب في الجيش الباكستاني. وفي نوفمبر 2013 تولى رئاسة الأركان؛ وأصبح رئيس الأركان الخامس عشر للجيش الباكستاني. معروف عنه أنه رجل مهني بالدرجة الأولى، ويتمتع بسيرة ذاتية متميزة، تجمع بين الخبرة الأكاديمية والعملية.. وقد لعب دورًا محوريًّا في رئاسة تغيير الفكر العسكري منذ 2007، التي بموجبها يتم توجيه التركيز على قتال مسلحي طالبان بدلاً من مواجهة العدو التقليدي، وقام بالإشراف على تصميم وتحديث الاستراتيجية الحربية للجيش الباكستاني وبرامج التدريب المستقبلية للجيش. ويضم التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب 41 دولة، تشكل منظومة إسلامية موحدة لمواجهة التطرف العنيف ومحاربة الإرهاب. وترتكز الرؤية الاستراتيجية للتحالف على أن تكون الدول المشاركة في التحالف الإسلامي، وبمساندة الدول الصديقة المحبة للسلام والمنظمات الدولية، قادرة على تنسيق وتوحيد جهودها في المجال الفكري والإعلامي، ومجال محاربة تمويل الإرهاب، والمجال العسكري لمحاربة جميع أشكال الإرهاب والتطرف، والإسهام بفاعلية مع الجهود الدولية الأخرى لحفظ السلم والأمن الدوليَّيْن. ويتحدد المجال العسكري للتحالف في المساعدة في تنسيق تأمين الموارد، والتخطيط للعمليات العسكرية لمحاربة الإرهاب في الدول الأعضاء، وتيسير عمليات تبادل المعلومات العسكرية بصورة آمنة، وتشجيع الدول الأعضاء على بناء القدرات العسكرية لمحاربة الإرهاب من أجل ردع العنف والاعتداءات الإرهابية.