عندما خرجت إشاعة وفاة شادية الوطن، هرولت على الفور للفنانة شهيرة، الصديقة الأقرب لها، فنفت الخبر وأكدت أنها لا زالت بالمستشفى تتلقى العلاج، وأولاد أختها بجوارها وأنه لا صحة لنبأ الوفاة، ثم عندما خرج نبأ تحسن حالتها وعودتها لمنزلها سألتها أيضاً، فنفت ذلك وكان مصدر الخبر الأخير المستشار الإعلامى لنقابة المهن الموسيقية، الذى قرر الفنان هانى شاكر إقالته بعد نشره تلك الإشاعة وتصريحه بها باسم النقابة. شادية التى لو كتبت عنها لا يكفى عدد واحد أو عددين، فأنا برؤيتى المتواضعة كتبت قبلاً أثناء الحديث عن فاتن حمامة أنها تفوقت على فاتن، فقد كانت فاتن الفتاة الناعمة الرومانسية لكن شادية غنت ورقصت وقدمت كافة الأدوار حتى أدوار فتيات الليل، ووصل الأمر لاقتدارها التمثيل، أفلاماً كثيرة لم تغن فيها مثل ميرامار فاسم شادية كفيل بإنجاح عمل أو إسقاطه، حتى بالإذاعة كانت تجمع القلوب والعقول حول المذيع أيام ما الناس كانت متعلقة به، لتستمتع بأغانيها وتمثيلها، نحن لا نزرع الشوق والذى تحول لعمل سينمائى وغيره من المسلسلات. شادية التى كان يحلم أى فنان أن يمثل أمامها مشهد حتى لو صغير، وهنا أحكى على لسان الصديق الفنان سمير صبرى قصة أشهر أغانيه، سكر حلوة الدنيا سكر، حيث لم يكن له سوى ترديد كلمة سكر حلوة الدنيا سكر مع شادية، فى سياق الأغنية بالفيلم الشهير نصف ساعة جواز، وطلب منه المخرج أن يذهب للأستوديو ليسجل بعد الحفظ، فذهب فوجد بليغ حمدى يردد اللحن مع الفرقة الموسيقية فجلس بعيداً على كرسى وأخذ يردد الأغنية بالإنجليزية «lovely» ويدندن، وقتها كانت الفنانة شادية قد حضرت وجلست خلفه، فأعجبت بالكوبليه بالإنجليزية وطريقة آداء سمير صبرى، فطلبت من بليغ حمدى أن يضيفها كما هى، وأن يغنيها سمير بالإنجليزية، بينما هى تغنى بالعربية، ويكون غناء سمير في شكل كوبليه. لم يصدق سمير نفسه أن تطلب منه شادية أن تشاركه الأغنية مناصفة، بل وأن يترجم كلمات الأغنية للإنجليزية، وقالت: «من فضلك يا بليغ اكتب وراه عشان نسجل»، وقد كان.. فرقعت الأغنية ولم يكن يعلم أحد أنها مجرد مصادفة لدندنة ممثل ومطرب ناشىء يشارك في مشهدين فى الفيلم، ليشارك بطلة العمل أغنيتها لتكون الأشهر لسميروتحوله لنجم، وتفتح له أبواب العمل والمجد، وكان التواضع الجم من شادية التى لم تتعال لتعطى فرصة لممثل ناشيء بل وتشاركه الغناء.. الله يشفيكى يا شادية مصر.
