- المحكمة: بحيري" خلط نقده للتراث والكتب التاريخية بعبارات تثير العامة وتؤذي مشاعرهم وتستفذ وجدانهم - المحكمة تنتصر لحرية الفكر والتعبير وترفض غلق «القاهرة والناس» استناداً إلى حق المشاهد في انتقال الأفكار من خلال برامج متنوعة أودعت محكمة القضاء الاداري، بمجلس الدولة، حيثيات حكمها في الدعوي المقامة من شيخ الأزهر، المطالبة بوقف بث برنامج "مع إسلام"، الذى يقدمه الباحث إسلام بحيرى على فضائية "القاهرة والناس"، ومنعه من الظهور بالفضائيات، وحظر نشر حلقات البرنامج، وإلزام السلطات بحظر بث حلقات "البحيرى" على الفضائيات. وقضت المحكمة بعدم قبول طلب وقف قناة القاهرة والناس، كما قضت برفض طلب منع ظهور إسلام البحيري على القنوات الفضائية، استناداً إلى حق المشاهد في انتقال الأفكار والمعلومات إليه واستقبال رسالة اتصالية تعددية، من خلال برامج متنوعة وإفساح المجال للتعبير عن الآراء وانتصارا لحرية الفكر والتعبير، وأن لكل ذي حق إذا ما رأى أن ما يعرض عليه يمثل مخالفة أن يلجأ إلى الجهة الإدارية المختصة بطلب وقف مايراه مخالفاَ للنظام العام والآداب. كما قضت المحكمة بإلزام المجلس الأعلى للإعلام وهيئة الاستثمار ووزارة الاتصالات بعدم بث أو نشر برنامج "مع إسلام "الذي كان يذاع على قناة القاهرة والناس، تأسيسا على أن محتوى حلقات البرنامج كانت محلاً لحكم جنائي بات تناول منهج مقدم البرنامج في نقد التراث والعبارات التي تدعوا لهدمه باعتباره عفنا حقيقيا إلى آخر العبارات التي أشار إليها الحكم الجنائي، الذي انتهى بثبوت تهمة إزدراء الأديان في حق " بحيري" ومن ثم أصبح ما أثبته الحكم الجنائي حقيقية ثابتة بما لا يدع مجالا لإعادة بحثه. صدر الحكم برئاسة المستشار سامى عبد الحميد نائب رئيس مجلس الدولة وعضوية كلا من المستشارين شريف أبو الخير وأحمد عِوَض حسن ومصطفى حبيشي وبهجت عزوز نوح حسين ويماني عبد النبي واحمد جلال ومحمد غيث ومحمد ابراهيم نواب رئيس مجلس الدولة وبسكرتارية محمد عايد . وأضافت المحكمة أن " بحيري" خلط نقده للتراث والكتب التاريخية بعبارات تثير العامة وتؤذي مشاعرهم وتستفذ وجدانهم، حيث سلط الضوء على الغث والثمين من التراث بدلا من نقده بالمنهج العلمي وهو ما يخالف منهج المصلحين والمفكرين، لما حاوه البرنامج من سب وقذف وطلب هدم للتراث الإسلامي ووصف بعض المجتهدين في زمانهم بالقتلة إلأى آخر المخالفات التي حفلت بها حلقات البرنامج التي لفظته قناة " القاهرة والناس" والذي كان محلا لحكم جنائي بات ثبت فيه أنه مما أحتواه البرنامج يعد إزدرء للأديان، مما مفر معه من حجبها عن المشاهدين وعرضها على المهتمين بها أو الدارسين لصنوفها أو المعنين بإصلاحها دون غيرهم، وأنه درءا للفتنة وعدم تدني لغة الخطاب الإعلامي، فإنه يتعين حظر إعادة بث هذه الحلقات
وتابعت المحكمة أنها إذا تقضي بحظر نشر الحلقات فإنها تنتصر لحرية الفكر والتعبير، ذلك الفكر الذي يهب النفوس ولا يثير الفتن، والتعبير الذي يرتقي بالأفهام ولا يعادي الناس فيما يقدسونه، ينقد الخطأ ليقيم الصواب، لا لايسب المخطأ، يعالج المشكلات اتاريخية بالرأفة والعقل والتروي لا بالتقريع والتوبيخ والاستقطاب، يعالجها بالتنوير لا بالتعميم والإزدارء، فإن لم تعالج الأمور وتعرض على عامة الناس بذلك كان الضرر أكثر من النفع، وأضحت ذريعة للمتطرفين في الجانب الآخر للتوتر والإضطراب.وفي الأخير أكدت المحكمة أنه لا مساس بحيرة الفكر والتعبير الذي تواترت عليه دساتير العالم المتحضر اليوم، مشددة على أنه ليس من حق السلطات التدخل في وسائل الإعلام المقروءة أو المشاهدة أو الرقمية، إلا في الحالات التي تمس كيان المجتمع بأثره وحسب كل حالة على حده وفقاً لظروفها وملابساتها وتأثيرها على سكينة المجتمع وأمنه.