فجرت الناشطة الفرنسية، مفاجأة من العيار الثقيل، حيث تقدمت بشكوى ضد الداعية طارق رمضان، حفيد الشيخ حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية، تتهمه بارتكاب جرائم اغتصاب واعتداءات جنسية وأعمال عنف متعددة وتحرش وتهديد، إلا أن ياسين بوزرو محامي طارق رمضان، نفى قطعيًا هذه المزاعم وسيتم رفع دعوى بتهمة الافتراء أمام مدعي عام الجمهورية في روان "شمال غرب فرنسا". أصولها هند عياري تنحدر من أصول عربية، ولدت لأم تونسية وأب جزائري، وعاشت تحت ظل الالتزام السلفي ل 21 سنة منذ سن الثامنة عشرة تقريبًا، قبل أن تقرر أخيرًا التحرر، قبل حوالي السنة، وهي في التاسعة والثلاثين من عمرها، لتقود حاليًا "جمعية النساء المتحررات" في فرنسا.
الالتزام السلفي عاشت "عياري"، تحت ظل الالتزام السلفي ل 21 سنة منذ سن الثامنة عشرة، لتحكي عن تلك الفترة في كتابها الذي نشرته في نهاية عام 2016 تحت عنوان "اخترت أن أكون حرة.. الهرب من السلفية في فرنسا": "كنت واحدة من الأحياء الموتى، فقد ساهمت السلفية في تخديري، إلى أن أفرجت عن نفسي من السجن الذهني".
وتروي: "لقد تعلمت في البدء أن المجتمع هو الشيطان وأن الموسيقى والرقص شرّ محض، وأننا نحن المسلمون ضحايا لمؤامرة أميركية، صهيونية، وهذا جعلني أقطع علاقاتي مع جميع المسلمين الذين لا يتبعون قواعدنا لأجل أن أحصل على الجنة".
معاناتها مع الزواج وتروي "عياري" في كتابها معاناته مع الزواج، حيث تركت دراستها الجامعية لتتزوج في سن 21 سنة في تونس، من زوج ينتمي للفكر المتشدد، قائلةً؛ إنه كان يضربها، إذا لم ترتد الحجاب وأنه كان يُصوّر فرنسا على أنها بلد الكفار والكراهية للمسلمين، إلا أنها استجابت له تحت الضغوط". "عياري" أنجبت 3 أبناء من زوجها المتعصب، ورغم المعاناة التي تعرضت لها، والعنف، إلا أنها كانت تتحلى بالصبر، ليكون إجبار ابنتها ذات السبع سنوات بأوامر والدها، للبس الحجاب، القشة التي قصمت ظهر البعير، ففرت للاختباء في منطقة بشمال فرنسا.
وبالرغم من حصولها على الطلاق، إلا أنها لا زالت تعاني، خاصة بعد أن وجدت نفسها بدون مال أو حماية قانونية حيث لم تكن لها وثيقة زواج مدنية، فقد كان زواجها دينيًا، لتضع المحكمة الأطفال تحت رعاية والدهم باسم القانون، لينتهي المطاف برعايتها قانونيًا للأطفال.
قصة اغتصابها روت "عياري"، قصة الاعتداء عليها من قبل مثقف إسلامي، ورمزت إليه باسم "الزبير"، لتكشف عن اسمه مؤخرًا هو طارق رمضان أستاذ الدراسات الإسلامية المعاصرة بجامعة أوكسفورد وحفيد مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية حسن البنا، بحسب زعمها.
وتابعت في كتابها، أنها التقت أستاذ الدراسات الإسلامية المعاصرة بجامعة أوكسفورد البالغ من العمر 55 عاما، بشكل مستمر للسماع إلى نصائحه الدينية والاجتماعية، إلى أن كان اللقاء في فندق بباريس 2012 والذي فجّر الأزمة التي تتكلم عنها اليوم.
وبعد إلقاء طارق رمضان، على هامش مؤتمر اتحاد المنظمات الإسلامية في باريس، دعا هند إلى غرفته بالفندق، وتقول إنه استفاد من ضعفها ليقوم بمعانقتها وتقبيلها، وعندما تمردت عليه بحسب – روايتها – قام بصفعها بعنف.
وقالت: "لقد صمت لعدة سنوات خوفًا من الانتقام"، موضحة أنه هددها، وأضافت: "كنت خائفة وصمت كل هذا الوقت".
تحررها ظلت "عياري"، أثيرة الالتزام السلفي، حتى عاصرت الهجمات الإرهابية التي وقعت في فرنسابباريس في 2015 التي شكّلت لها ردة فعل لمغادرة الحركة السلفية، ومن ثم تحررت، وكتبت قصتها في كتابها.
مساعدة النساء ونظرًا لقساوة حياتها الشخصية وبخاصة بعد طلاقها، ساهمت "عياري"، في مساعدة النساء ممن يعيشون وحدهن، وأسست جمعية لمساعدتهن، بعد أن واجهن النبذ من قبل أزواجهن، وانتهت حياتهن بالطلاق والحرمان الاجتماعي.
تقول: "لأن رحلتي إلى مركز الجحيم تشبه هؤلاء النساء، اللائي هن ضحايا الاضطهاد الديني والاجتماعي، فقد أسست هذه الجمعية لمكافحة التمييز والتطرف ضد النساء ومساعدتهن للتخلص من الصعوبات".