لم تترك دولة قطر، فرصة لنشر أفكارها الإرهابية والمتطرفة، إلا واغتنمتها، حيث ضخت الدوحة استثمارات طائلة لتمويل المساجد في أوروبا لنشر الفكر الوهابي، كما حدث في فرنسا حينما أنشأت مساجد فيها، لدعم التنظيمات المسلحة عبر نشر الفكر المتشدد، وكذلك هولندا وإندونيسيا. فرنسا اعتزمت دويلة قطر، تنفيذ مخططها لنشر الفكر الوهابي، عبر تمويل المساجد في فرنسا، وهو ما انتبهت إليه فرنسا، وجعلها ترفض عددًا من المشاريع التي تقدمت بها الحكومة القطرية لخدمة الجاليات المسلمة، والتي كان من بين تلك المشاريع إنشاء مساجد لهم. ويرجع قلق فرنسا إلى الخوف من تكرار ظاهرة تجنيد الشباب الأوروبي للانخراط في تنظيمات مسلحة عبر نشر الفكر المتشدد، والذي تعانى منه فرنسا حاليًا جراء عودة المقاتلين الأجانب العائدين من الحرب مع داعش، من دولتي العراقوسوريا، وفور وصول "فرانسوا أولاند" دفع سلطات باريس إلى تعديل مشاريع قطر الموجهة للجالية الإسلامية.
إسبانيا وفي إسبانيا، اعتزمت دويلة قطر، إقامة مسجد في قلب مدينة برشلونة، وجاءت التسريبات التي نشرتها جريدة "الموندو" حول سعى قطر لشراء ساحة مصارعة الثيران لتسبب إزعاجًا كبيرًا وصداعًا في رأس الحكومة الإسبانية التي اعترضت على إقامة مثل هذا المسجد الذي تتسع مساحته ل 40 ألف شخص للصلاة بعد تقدم رجل أعمال قطري بهذا المشروع الذى رفضه رئيس بلدية برشلونة خافيير ترياس لتحويل ساحة الثيران الى مسجد، مؤكدًا أنها من مآثر المدينة، معلنًا في الوقت ذاته أنه يفضل تحويلها إلى مركز ثقافي على أن يحولها إلى مسجد تستغله قطر لنشر أذرعها الإرهابية.
هولندا وكشفت المعارضة القطرية، عن وثائق فضحت استثمارات الدوحة في نشر التطرف بهولندا، وكان ذلك عبر سفارة قطر في لاهاى التي تعد منجم الإرهاب فى هولندا. وكشف أن خالد الخاطر سفير قطر السابق كان المشرف على عمليات التمويل، وسهل التحاق مغربيين وهولنديين للذهاب إلى سوريا والقتال هناك. كما كشف الأموال التي ضختها الدوحة في تمويل الإرهاب داخل هولندا، حيث تمثلت في 257 ألف يورو سجلات بنكية كغطاء للنفقات المشبوهة، و20 مليون يورو مدفوعات لترشيح شباب لاختراق المساجد، و107 ألف يورو لإنشاء مركز إسلامي قطري بورتردام. وأكدت أن الدوحة مولت 242 جمعية إخوانية في فرنسا، واستطاعت السيطرة على اتحاد المنظمات الإسلامية "لواف"، حيث وفر أمير قطر السابق حمد بن خليفة له الحماية رغم معاداته للعلمانية.
إندونيسيا هذا وسعت قطر للسيطرة على الجاليات المسلمة في أندونيسيا، التي تواجه مخاطر تتعلق بعودة المقاتلين الآسيويين العائدين من الحرب مع داعش، والتي تشكل عودتهم خطرا كبيرا على مستقبل "جاكرتا" التي استهدفتها قطر ببناء أكثر من 762 مسجدًا خلال عام 2016 ، والتي تمددت خلالها للوصول إلى القرى والمدن الكبرى لتمويل إنشاء تلك المساجد.