- المرأة: إذا كانت هناك علاقة جسدية بين الذكر والأنثى، ولا يوجد بينهما انسجام وتوافق فكري ومحبة تسمى الأنثى هنا (امرأة). الزوجة: إذا كانت هناك علاقة جسدية ويترافق ذلك مع انسجام فكري وتوافق ومحبة- تسمى الأنثى هنا (زوجة). قال الله تعالى: (امرأة نوح) - (امرأة لوط) ولم يقل: زوجة نوح ولا زوجة لوط بسبب الخلاف الإيماني بينهما! فهما نبيان مؤمنان وانثى كل منهما غير مؤمنة! فسمى الله كلا منهما امرأة وليست زوجة. وكذلك قال الله (امرأة فرعون)- لأن فرعون لم يؤمن ولكن امرأته آمنت فلم يتفقا في الايمان فكانت امرأة وليست زوجة بينما أنظر إلى مواضع استخدام القرآن الكريم للفظ (زوجة). وقال تعالى في شأن آدم وزوجه: (وقلنا يا ءادم اسكن أنت وزوجك الجنة) وقال في شأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم (يا أيها النبي قل لأزواجك)- وذلك ليدلل الحق جل جلاله على التوافق الفكري والانسجام التام بينه وبينهن. ولكن هناك موضوع طريف؛ لماذا استخدم القرآن الكريم لفظ (امرأة) على لسان سيدنا زكريا على الرغم من أن هناك توافق فكري وانسجام بينهما؟ يقول الله تعالى: (وكانت امرأتي عاقرًا)- والسبب في ذلك أنه من المحتمل أن يكون هناك خلل ما في علاقة زكريا مع زوجته بسبب موضوع الإنجاب، فيشكو همه إلى الله تعالى، واصفا من معه بأنها امرأته وليست زوجته! ولكن بعد أن رزقه الله ولدا وهو سيدنا يحيى اختلف التعبير القرآني، فقال الله تعالى: (فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه). فاسماها الله تعالى زوجة وليست امرأة بعد اصلاح خلل عدم الانجاب! وفضح الله بيت أبي لهب، فقال تعالى: (وامرأته حمالة الحطب) ليدلل القرآن أنه لم يكن بينهما انسجام وتوافق! الصديقة أو الصاحبة: يستخدم القرآن الكريم لفظ (صاحبة) عند انقطاع العلاقة الفكرية والجسدية بين الزوجين. لذلك فمعظم مشاهد يوم القيامة استخدم فيها القرآن لفظ (صاحبه) قال تعالى: (يوم يفر المرء من أخيه وأمه أبيه وصاحبته وبنيه)، لأن العلاقة الجسدية والفكرية انقطعت بينهما بسبب أهوال يوم القيامة، وتأكيدًا لذلك قال الله تعالى صراحة: (أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة) لماذا لم يقل (زوجة) أو (امرأة)؟ وقال الله تعالى ذلك لينفي أي علاقة جسدية أو فكرية مع الطرف الآخر نفيًا قاطعًا جملةَ وتفصيلًا، فسبحان الله الذي أنزل هذا الكتاب المعجز والذي قال فيه في سورة الإسراء - الآية 88 (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرا), جعلنا الله جميعًا ممن يقولون: (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاما).