نظمت لجنة التضامن بمجلس النواب برئاسة عبد الهادى القصبي جلسة حوار مجتمعي اليوم الاثنين بمقر البرلمان بحضور الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية واللواء أبو بكر الجندي رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، والشيخ سعيد عامر أمين الدعوة بمجلس البحوث الإسلامية، والقس بولس سرور ممثلاً عن قداسة البابا تواضروس الثاني بشأن حل أزمة الزيادة السكانية. لا يتعارض مع أي نصوص قرآنية من جانبه، قال سعيد عامر، أمين عام الدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، وممثل شيخ الأزهر، إن هناك عدة حقائق عن الزيادة السكانية، تتمثل فى أن الأديان السماوية جاءت رحمة وسعادة للبشرية، ولغرس المعانى الفاضلة فى نفوس الناس جميعا، وبالتالى فإن الكلام فى الأمور الدينية يجب أن يكون مبنيا على الفهم والعلم الصحيح.
وأضاف عامر، أن الحقيقية الأخرى تتمثل فى الخلاف فى بعض الأمور التى تقبل الاجتهاد، ما دام القصد الوصول إلى الحق، متابعا: نعلم جميعا أن الأولاد زينة الحياة الدنيا، ولكن فى نفس الوقت أمانة فى يد الآباء، لذا عليهم أن يراعوها حق رعايتها، بإخلاص فى إحسان تربيتهم، والحقيقة الأخرى تتمثل فى أن هذا الكون الذى نعيش فيه أقامه الله على نظام بديع محكم، ونحن نعيش فى عصر لا تتنافس فيه الامم بكثرة تناسلها او اراضيها ولكن بالابتكار العلمى.
وتابع ممثل الأزهر: "من الضرورى توضيح رأى الدين فى حل هذه المشكلة، خاصة أن هناك مفاهيم مغلوطة وجب على أهل العلم توضيح الصحيح فى هذا الاتجاه، ومن التفسيرات الخاطئة التى تشيع بين الناس أن الله تكفل بالرزق لكل كائن حى، ويستشهد هؤلاء بآيات القرآن ولهذا فإن الدعوة لتنظيم الأسرة لا تتعارض مع النص، والجميع يعلم أن الله هو الرزاق، وجعل لكل شيئا سببا والسعى والأخذ بالاسباب ولابد من السعى كما امرنا الله، و استخدام عقولنا لتدبير امور حياتنا وعدم استخدام العقل يعد من الذنوب الكبرى، خاصة وان العقل لا يتعارض مع الدين".
زيادة السكان خطر كبير وقال القس بولس سرور، إن الكنيسة تنادى منذ زمن بعيد بتنظيم الأسرة، وفى سبيل تحقيق ذلك توظف عددا من الآليات للوصول للهدف المنشود، مضيفًا أن الدين نص صراحة على هذا الأمر من خلال عدد من الآيات، منها أن السيد المسيح قال "من أراد أن يبنى برجا فلا يجلس أولا"، ويحسب حساب النفقة حتى لا يبتدئ ولا يكمل، ولهذا فإن تنظيم الأسرة أمر خطير، ومن الآيات أيضا "لا تشتهى كثرة الأولاد الذين لا خير فيهم، ولا تفرح بكثرتهم إن لم تكن فيهم مخافة الرب".
وطالب ممثل الكنيسة المصرية بتصحيح المفاهيم الدينية المغلوطة لدى البعض فى القرى والنجوع والكفور، وأن القضية ليست بالكم، وعلى الأسرة أن تكون نواة حل هذه المشكلة، وهذا لن يتحقق سوى من خلال تغيير المفاهيم المغلوطة ونشر الثقافة الحقيقية والتنويرية للمواطنين فى كل أنحاء الجمهورية، وعليهم أن يعلموا أن هناك فرقا بين التواكل والاتكال على الله.
كارثة ونقمة كما أكد اللواء أبو بكر الجندى، رئيس جهاز التعبئة والإحصاء، أن الزيادة السكانية أهم تحد يواجه المجتمع حالياً، وفى هذه اللحظة تعد بمثابه نقمة ومشكلة وكارثة لعدم وجود موارد، قائلا: " البعض يتحدث أن السكان أهم مورد للدولة .. نعم صحيح، ولكن عندما يكون هناك موارد يخرجوا سكانا، أما فى حال عدم وجودها هيخرجوا حاجة تانية".
وقال الجندى، إن أحد انعكاسات الزيادة السكّانيّة، وجود 8 ملايين تلميذ، فى ضوء التعداد السكانى المتوقع بحلول 2030، بحاجة إلى 100 ألف فصل، تقدر تكلفه الفصل الواحد 300 ألف جنيه، بإجمالى 300 مليار جنيه لتستوعب الأعداد بمتوسط 20 مليار جنيه سنوياً، كذلك الانعكاس على سوق العمل بحلول 2030 يتمثل فى 10 ملايين خريج، وتصل تكلفه فرصة العمل الواحدة 50 ألف جنيه.
مطلب شرعى وطالب جابر طايع يوسف، رئيس القطاع الدينى بوزارة الاوقاف وممثلا عن الوزير، بمحاسبة كل من أسند إليه ملف الزيادة السكانية وفشل فى إيجاد حلول فى هذا الصدد ولم يقدم خطوات إيجابية على أرض الواقع مما نتج عن هذا الفشل زيادة السكان بشكل غير مسبوق فى السنوات الأخيرة، وذلك لأن هذا الأمر يعد إخفاق كبير فى مهام عملهم وتجنى على حق المجتمع ككل، مؤكدا أن تحديد النسل مطلب شرعي.
ونفى طابع، أن يكون الدين هو السبب فى الزيادة السكانية بمزاعم البعض بالتفسير بعض آيات القرآن الكريم، موضحًا أنه لو كان الدين هو السبب فى الزيادة السكانية لكانت الدول مهبط الرسالات هى أكثر الدول عددا للسكان، وهذا غير حقيقيى على أرض الواقع، ومن هنا يتثنى لنا أن نؤكد على أن الدين ليس السبب فى ذلك، وأن الوزارة قدمت العديد من الخطب وفى هذا الصدد سواء خطب الجمعة أو الدروس اليومية.
والله العظيم تنظيم النسل مش حرام وقال الدكتور حسام عبد الغفار ممثل وزارة الصحة أمام البرلمان، إن الخطاب الإعلامى الموجه للمواطن بشأن الزيادة السكانية يجعله لا يشعر بمدي خطورة القضية، موضحًا: "لو سألت حد على سد النهضة هيقولك المياه خط أحمر، لكن لو على السكان هيقولك العيل بييجي برزقه، وذلك لأن الخطاب الأول كان واضح ومحدد فى شأن المياه، عكس ما يقال فى الزيادة السكانية، ولابد أن يعرف المواطن أن تنظيم النسل مش حرام والله".