عقب مشاركته في اجتماعات "بريكس" يتوجه الرئيس عبد الفتاح السيسي صباح غدٍ الأربعاء، إلى العاصمة الفيتنامية (هانوي) في زيارة رسمية، تعد الأولى من نوعها لرئيس مصري وذلك في تاريخ العلاقات بين البلدين. وبالرغم من أن زيارة السيسي تعد الأولى لزعيم مصري إلى البلد الآسيوي، إلا أن العلاقات بين البلدين كانت متواصلة خلال السنوات الماضية، حيث بدأت علاقات مصر مع فيتنام رسميًا في الخمسينيات من القرن العشرين، عندما افتتحت جبهة التحرير الفيتنامية مكتبها في القاهرة، ثم كانت مصر الدولة العربية الأولى التي تبادلت التمثيل الدبلوماسي مع فيتنام عام 1963، ثم أعقب ذلك افتتاح السفارة المصرية في "هانوي" عام 1964.
العلاقات السياسية مع اندلاع حرب فيتنام (1956– 1973)، كان موقف مصر مساندًا بقوة وحسم على الصعيد السياسي لكفاح الشعب الفيتنامي الذي كان يقود بدعم حلفائه (الاتحاد السوفيتي السابق، والصين بصفة أساسية) حربًا وطنية في مواجهة الولاياتالمتحدة وحلفائها (أستراليا وكوريا الجنوبية وغيرهما).
المجال الاقتصادي كما بدأت العلاقات بين هانوي والقاهرة تأخذ منحا عمليا يركز على الجوانب ذات الطابع الاقتصادي والتعاون الفني في عدد من المجالات، الأمر الذي تجسده الاتفاقات التي عقدت بين البلدين منذ بداية التسعينيات حتى الآن، وكذلك الزيارات المتبادلة بين المسئولين. وبالرغم من ذلك إلا أن العلاقات الاقتصادية مازالت محدودة ولا ترتقى إلى مستوى الفرص المتاحة أمام البلدين، وبحسب آخر الاحصائيات، بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر وفيتنام حوالي 314 مليون دولار عام 2016، بلغ حجم الصادرات الفيتنامية إلى مصر294 مليون دولار، وضمت قائمة الصادرات الفيتنامية إلى مصر الأسماك والمأكولات البحرية والمنتجات الزراعية والمنسوجات والملابس والهواتف المحمولة والمعدات وقطع الغيار والمركبات والمكونات الإلكترونية، أما الصادرات المصرية إلى فيتنام فبلغت حوالي 20 مليون دولار فقط، وشملت المواد الكيماوية والعسل والمنتجات البترولية.
الثقافة في المجال الثقافي تقدم مصر عددًا من المنح الدراسية للطلبة والباحثين الفيتناميين تتضمن 12 منحة لدراسة اللغة العربية بجامعة القاهرة لطلبة جامعتي هانوي وهوشي منه للغات و3 منح دراسية بالأزهر الشريف للطلاب الفيتناميين من المسلمين و5 منح لدورات تدريبية من المركز الدولي بوزارة الزراعة، ومنذ افتتاح قسم دراسة اللغة العربية بكلية اللغات الأجنبية بجامعة هانوى الوطنية في عام 2006، يوفد الأزهر الشريف أستاذا مصرياً للإشراف على دراسة اللغة العربية به.
الزيارات المتبادلة أما على صعيد الزيارات المتبادلة فإنها أيضا محدودة، وتنحصر في اجتماعات الفنيين أو اللجان المشتركة، حيث توجد لجنة وزارية مصرية فيتنامية مشتركة عقدت عدة دورات بالتناوب في البلدين ولكنها لم تنعقد في السنوات الاخيرة، بالاضافة الى زيارات مسئولين وفنيين ورموز ثقافية من البلدين وأبرز الزيارات من الجانب الفيتنامي تمثلت في قيام وفد برئاسة "تران داك لو"، النائب الأول لرئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان الفيتنامي بزيارة لمصر في (8 مايو 2017) التقى خلالها ببعض أعضاء البرلمان المصري ونقل دعوة للرئيس عبد الفتاح السيسي لزيارة فيتنام.