لا يتوقف الرئيس عبد الفتاح السيسي عن جهوده للتواصل مع العالم، وتعميق أواصر المودة والروابط بدوله وتجمعاته السياسية والإقليمية المختلفة، وفي إطار هذه الجهود الرئاسية المتواصلة والفاعلة، يزور الرئيس السيسي العاصمة الفيتنامية »هانوي»، البلد صاحبة التاريخ الطويل ومسار الاستقلال المهم، الذي يشبه مسار مصر في رحلتها نحو التحرر، وبلد الزعيم التاريخي »هوتشي منه». وتُعد الزيارة الرسمية المرتقبة للرئيس السيسي هي الأولي من نوعها لرئيس مصري في تاريخ العلاقات بين البلدين، ومن المقرر أن يلتقي الرئيس خلال الزيارة كبار المسؤولين الفيتناميين، وفي مقدمتهم الرئيس، وسكرتير عام الحزب الشيوعي، ورئيس الجمعية الوطنية »البرلمان» ورئيس الوزراء، بهدف بحث سبل تطوير وتعزيز العلاقات التاريخية بين البلدين في مختلف المجالات. العلاقات المصرية الفيتنامية قديمة وتاريخية، إذ تمثل مصر إحدي الدول التي بادرت بفتح سفارة بالعاصمة »هانوي» إبان الحرب الفيتنامية في العام 1963، وقد تطورت العلاقات الثنائية بشكل ملحوظ علي مدار تلك السنوات، فتم توقيع عدد من اتفاقيات التعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتجارية، فضلاً عن تبادل التأييد في المحافل الدولية، وعقد مشاورات سياسية منتظمة بين الجانبين علي مستوي مساعدي وزيري الخارجية. وتمثل اجتماعات اللجنة الوزارية المشتركة بين البلدين أهم آليات التعاون القائمة بين مصر وفيتنام، وقد انعقدت حتي الآن أربع دورات للجنة المشتركة، آخرها التي عُقدت بالقاهرة في نوفمبر 2008، وتمت مناقشة سبل سد احتياجات فيتنام من المنتج المصري من البترول والغاز والأسمدة واليوريا والأدوية. واتفق الجانبان في 2008 علي اتخاذ الخطوات اللازمة لإقامة تعاون مشترك بين البلدين، بإقامة مشروع مشترك في مجال الثروة السمكية والاستزراع السمكي في مصر باستخدام الخبرة الفيتنامية المتطورة في هذا المجال، وبحث إمكانية مساعدة مصر لفيتنام في إقامة مشروعات توصيل الكهرباء وتوليد الطاقة في القري والمدن الفيتنامية، بالاستعانة بخبرتها المتقدمة في هذا المجال. كانت القاهرة قد شهدت جولة مشاورات سياسية »ثامنة» بين مصر وفيتنام، بمقر وزارة الخارجية المصرية، في شهر مايو 2015، ترأس الجانب المصري فيها السفير ياسر مراد، مساعد وزير الخارجية للشؤون الآسيوية، وترأس الجانب الفيتنامي السفير هونج نام فو، نائب وزير الخارجية الفيتنامي، وتناولت المباحثات بين الجانبين العلاقات الثنائية بمختلف مجالاتها والمسائل الإقليمية، إضافة إلي القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك. تستورد فيتنام قائمة من السلع الاستراتيجية بكميات كبيرة، أهمها الحديد والصلب بإجمالي 6 مليارات دولار سنويا، والمنتجات الكيماوية بما يقرب من 5.2 مليار دولار، والأدوية بما يقرب من 1.7 مليار دولار، والأسمدة ب1.6 مليار دولار، والنسيج الخام ب1.4 مليار دولار، والقطن ب875 مليون دولار، والألبان ومنتجاتها ب850 مليون دولار، وتتوافر كل تلك المنتجات في مصر ويمكن تصديرها ل»فيتنام» لتكون سوقاً مهمة للسلع المصرية وموردا ضخما للعملة الصعبة. وإلي جانب الشق الاقتصادي، تقدم مصر عددا من المنح الدراسية للطلبة والباحثين الفيتناميين، تتضمن 12 منحة لدراسة اللغة العربية في جامعة القاهرة، لطلبة جامعتي هانوي وهوتشي منه للغات، و3 منح دراسية بالأزهر الشريف للطلاب الفيتناميين من المسلمين، و5 منح لدورات تدريبية من المركز الدولي بوزارة الزراعة، وعقب افتتاح قسم اللغة العربية بكلية اللغات الأجنبية بجامعة هانوي الوطنية في فيتنام بالعام 2006، ويوفد الأزهر الشريف أستاذا مصريا للإشراف علي دراسة اللغة العربية به، الأمر الذي كان له عظيم الأثر في تنمية قدرات الطلبة ونجاح الدراسة بالقسم.