أكَّد البريطاني سيباستيان كو، رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى، اليوم الأربعاء، أنَّه ينبغي على اللعبة أن تواصل المضي قدمًا في جميع الجوانب لاستعادة مصداقيتها، وكي تظل جديرة بالثقة دائمًا. وسلط كو الضوء، خلال حديثه في مؤتمر "التواصل" لأسرة ألعاب القوى على فترات ولاية رؤساء الاتحاد باعتبارها خطوة هامة نحو الاتجاه الصحيح للعبة. وقال رئيس الاتحاد الدولي: "لن يبقى أحد في مراكز السلطة دون قيود لفترات زمنية طويلة، مثل خوان أنطونيو سامارانش (رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الأسبق)، وجوزيف بلاتر (رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السابق)، وبيرني إيكلستون (مالك الحقوق التجارية لسباقات سيارات فورمولا 1)". وحدد كو "3 عوامل كانت غائبة، وهى الثقة والملاءمة والقيادة.. الأمر متروك لنا لمواجهة تلك التحديات وسد أوجه العجز". وأضاف كو، الذي سبق له الفوز بسباق 800 متر مرتين بدورات الألعاب الأولمبية: "إن جوهر هذه الإصلاحات عنصران هما النزاهة والثقة، نريدها أن تكون سمة جميع المسؤولين في رياضتنا.. وأن يقوموا بالعمل لرفع معايير السلوك". وشملت الاجتماعات، التي جرت لمدة يوم واحد فقط بمركز مؤتمرات إكسيل بالعاصمة البريطانية لندن، ورش عمل بمجالات تتراوح بين الحوكمة، ومكافحة المنشطات، والإدارة الفنية لعرض الفعاليات، والتواصل مع الجماهير. ومن المقرر أن يعقد الاتحاد الدولي للقوى اجتماعًا لجمعيته العمومية، غدًا الخميس، عشية افتتاح بطولة العالم للعبة، التي ستقام ببريطانيا في الملعب الأولمبي بلندن. ومنذ أن تولى كو رئاسة الاتحاد الدولي للقوى عام 2015، واجهت المنظومة الكبرى لتلك الرياضة عدة فضائح، لاسيما عقب خضوع السنغالي لامين دياك، رئيس الاتحاد السابق، لتحقيقات جنائية على خلفية اتهامه بالفساد، والتستر على عينات إيجابية في اختبارات المنشطات على نطاق واسع للرياضيين الروس، والتي تسببت في تعليق نشاط الاتحاد الروسي للعبة من قبل الاتحاد الدولي، حتى الآن. وقال كو: "رياضتنا خضعت للاختبار بشدة خلال العامين الماضيين". وبينما اعترف كو بأن العديد من المشاكل تم التصدي لها مع جملة أمور أخرى، من خلال إقامة لجنة النزاهة بالاتحاد، التي كان الهدف منها مكافحة المنشطات وغيرها من إجراءات التلاعب، فإنه شدد على أن هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به. وردًا على سؤال حول ما إذا كانت ألعاب القوى لا تمثل الرياضة المفضلة لدى الشباب، الذي يمتلك عددًا لا نهائي من الخيارات، صرح كو: "نحن جميعًا لا نملك المعرفة الكاملة عن جيل الألفية، هل ندرك حقًا ما هي خياراتهم، وتفكيرهم، وما تعنيه أعمالهم لرياضتنا؟". وشدد كو على ضرورة وضع فترة ولاية محددة لرئيس الاتحاد "حتى يكون لدينا الأكسجين دائمًا للتنفس من خلال هذه المنظمة"، التي شهدت 5 رؤساء فقط منذ إنشائها قبل 105 أعوام. وتشكل لجنة النزاهة حجر الزاوية الآخر في الإصلاحات التي يجريها الاتحاد حاليا، خاصةً أن تعاطي المنشطات مازال قضية رئيسية، أثارها أمس العداء الجامايكي الأسطوري، يوسين بولت. وقال بولت: "كان يتعين علينا إنشاء لجنة خاصة بتلك القضية حقا، نحن نسير الآن في الطريق الصحيح". وأقر كو بأنه سيكون هناك دائما رياضيون مخادعون، ولكن الإجراءات الإصلاحية كانت ضرورية لكشفهم. وتابع: "إننا دائمًا في صف الرياضيين النزهاء، ولن نتسامح مطلقًا مع المخادعين.. وحدة نزاهة الرياضيين هي الأولى من نوعها حقا التي تعالج أوجه الفشل، التي نسعى لإصلاحها، كما أنها تعزز النقاش والشفافية".