أوصت وكالة مكافحة المنشطات الدولية (وادا)، اليوم الاثنين، الاتحاد الدولي لألعاب القوى بتعليق مشاركة روسيا في المنافسات كما ذكرت خلال تقريرها في التحقيقات بوجود نظام منشطات ممنهج في البلاد. بالإضافة إلى أنها أوصت بايقاف خمسة لاعبين روس وخمسة مدربين مدى الحياة بسبب ارتكاب مخالفات تتعلق بالمنشطات كما اوصت بانه يتعين تجريد مختبر مكافحة المنشطات بموسكو من الاعتماد وابعاد جريجوري رودشينكوف مدير المختبر من منصبه بشكل دائم . واعترف رودشينكوف للجنة أنه اتلف 417ر1 عينة "من اجل الحد من نطاق التدقيق بوادا" بحسب ما ذكره التقرير. وقال ديك باوند رئيس اللجنة المفوضة إن الرياضيين الروس لا يزال بإمكانهم المنافسة في الأولمبياد التي ستقام العام المقبل بريو دي جانيرو إذا تحرك اتحادهم بحزم ليصبح متوافقا مع معايير مكافحة المنشطات. في نفس الوقت أصر على منعهم إذا لم يحدث هذا الأمر. وقال باوند ان عمق الفضيحة كان "أسوأ مما كنا نعتقد" وأننا :"لا نعلم منذ متى تحدث هذه الأمور". وتابع :" اعتقد أنه هذا ارث منذ أيام الحرب الباردة في حقبتي الستينات والسبعينات". وتتضمن أسماء الرياضيين الذين يواجهون الإيقاف مدى الحياة ماريا سافينوفا، التي فازت بالميدالية الذهب لسباق 800 متر في اولمبياد لندن 2012 و إيكاترينا بويستوجوفا ، التي فازت بالميدالية البرونز في ذات السباق. وذكر التقرير :" كانت أولمبياد لندن قد تعرضت للتخريب من قبل اشراك لاعبين كان يتعين عدم مشاركتهم فيها، وكان من الممكن منعهم من المنافسات لولا سياسة التعامل الحر للاتحاد الدولي لألعاب القوى والاتحاد الروسي والوكالة الروسية لمكافحة المنشطات (روسادا". ورد الاتحاد الدولي، بإن رئيسه سيباستيان كو "اتخذ خطوة عاجلة للحصول على موافقة من قبل بقية أعضاء مجلس الاتحاد الدولي لبحث فرض عقوبات ضد الاتحاد الروسي لألعاب القوى". وقال كو :"أؤكد لرياضيينا، وشركائنا وجماهيرنا بان أي خطأ في ادارتنا أو في برامجنا لمكافحة المنشطات سنقوم بإصلاحه. سنبذل كل ما في وسعنا للحفاظ على سمعة اللاعبين وسنعيد بناء الثقة في لعبتنا". وأحد الجوانب المروعة في التقرير هي الإشارة إلى وجود مختبر ثان في موسكو بنفس قدرات مختبر وادا. وذكر التقرير :" هناك ما يكفي من الأدلة الموثقة التي تشير إلى ان المختبر الثاني كان يساعد في التغطية على نتائج الفحوص الإيجابية عن طريق اتلاف العينات". العينات التي يتم فحصها بشكل مسبق والتي جاءت نتائجها غير إيجابية يمكن إرسالها إلى المختبر لاعتمادها". وذكر الموظفون ان جهاز الامن الفيدرالي الروسي ابدى اهتماما بمختبر موسكو المعتمد وتم انشاء مختبر مؤقت بسوتشي لدورة الألعاب الشتوية العام الماضي. وكانت اللجنة، التي استجوبت وزير الرياضة الروسي فيتالي موتكو في زيوريخ يوم 22 آب/سبتمبر، قد انتقدت الدور الذي لعبته الوزارة. وذكر التقرير أن الوزارة كانت "سلبية بالكامل" في البحث في الادعاءات التي طالت وكالة مكافحة المنشطات الروسية. وذكر التقرير "إن اللجنة الأولمبية الدولية لم تتمكن اثبات الادعاءات بأن التدخل الفعلي حدث بمشاركة مباشرة مع وزارة الرياضة، ولكنها استنتجت انه مع حجم الضغوط والتأثير فمن المستحيل تصديق إن وزارة الرياضة لم تكن تعلم بحدوث مثل هذه الأنشطة". وشكك فاديم زيليشينوك رئيس الاتحاد الروسي لالعاب القوى بوجود نظام منشطات ممنهج وأن روسيا يجب أن يكون لديها حق الدفاع عن نفسها. ونقلت صحيفة " جارديان" عن زيليشينوك قوله لقناة "ار سبورت" :" أي ايقاف يجب مناقشته خلال اجتماع الاتحاد الدولي للعبة في تشرين ثان/نوفمبر". وأضاف :" يجب أن يتم اثبات ان أي انتهاكات كانت خطأ من الاتحاد وليس من اللاعبين. ويجب أن نحصل على فرصة لتبرئة ساحتنا". كانت محطة "ايه ار دي" الألمانية اول من اطلق مزاعم عن تعاطي المنشطات وثقافة الفساد للتستر على وجود اختبارات ايجابية في روسيا في كانون أول/ديسمبر من العام الماضي. وردا على ذلك، شكلت وادا لجنة ثلاثية ترأسها ديك باوند اجرت تحقيقا على مدار 11 شهرا. و اثنى باوند على قناة "أي ار دي" بسبب "تحقيقها الصحفي الممتاز" والذي ساعد على اعطاء الفرصة لتطهير الرياضة. ولكنه شدد على :" لا نعتقد أن روسيا هي الوحيدة التي لديها مشكلات منشطات كما اننا لا نعتقد ان ألعاب القوى هي الرياضة الوحيدة التي بها مشكلات منشطات". وتم حجب معظم بنود التقرير، الذي ركز على الاتحاد الدولي لألعاب القوى، لعدم المساس بالتحقيقات التي تجريها السلطات فرنسية مع الرئيس السابق للاتحاد لامين دياك. ويخضع دياك 82/ عاما/ للتحقيقات بتهمة الفساد وغسيل الأموال من خلال تلقيه رشاوى للتستر على تهم تعاطي المنشطات وفي وقت سابق من اليوم الاثنين، أوصت لجنة القيم باللجنة الأولمبية الدولية بالتعليق المؤقت لعضوية دياك الشرفية في اللجنة. وقالت الشرطة الدولية (الانتربول) :" انها ستتعاون في التحقيق العالمي التي تقوده فرنسا حول مزاعم وجود فساد دولي متعلق بمسؤولين رياضيين بالإضافة لرياضيين يشتبه في تورطهم في التغطية على وقائع تعاطي المخدرات". وفي رد فعل لرئيس الاتحاد الدولى لألعاب القوى قال سيباستيان كو اليوم الاثنين إنه منح الاتحاد الروسي مهلة لمدة أسبوع للرد هذه المزاعم التى قد تتسبب في حظر مشاركة روسيا في دورة الألعاب الأولمبية المقبلة.