يشكل الرئيس السودانى عمر البشير حالة استثنائية بين قادة العالم، فهو الرئيس الوحيد الباقى رغم وجود مذكرة اعتقال ضده من المحكمة الجنائية الدولية، بخلاف اتهامه بأنه العقل المدبر للإبادة الجماعية فى دارفور حيث شنت القوات السودانية والميليشيات التى ترعاها الحكومة حملة من الهجمات ضد المدنيين الأبرياء. وفى 4 مارس 2009 أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمرا بالقبض على البشير لتورطه فى 7 تهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، وفى 12 يوليو 2010 أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمرا إضافيا بإضافة 3 تهم بالإبادة الجماعية للتطهير العرقى لقبائل الفور والماساليت والزغاوة. وهناك موقع على الإنترنت تحت عنوان البشير واتش، ويمثل هذا الموقع مجموعة من النشطاء الساعين لبناء حركة دولية قوية للضغط على صانعى السياسات وممثلى الحكومات ومسئولى المحاكم وغيرهم من صناع القرار، خاصة فى إفريقيا والشرق الأوسط، لدعم مذكرة المحكمة الجنائية الدولية للبشير، وإحضاره، ونقله إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمته. يرصد الموقع تحركات الرئيس السودانى المختلفة كما يلقى الضوء على الدائرة المقربة من عمر البشير التى تضم ثلاث شخصيات من أخطر رجال السودان. 1- أحمد محمد هارون أصدرت محكمة الجنايات الدولية أمراً باعتقال أحمد محمد هارون فى 27 إبريل 2007. ووجهت إليه 20 تهمة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية و 22 تهمة بارتكاب جرائم حرب. هارون كان وزيرا للدولة ورئيسا لمكتب الأمن فى دارفور فى الفترة من أبريل 2003 إلى سبتمبر 2005. وفى الفترة من 2006 إلى 2009، شغل منصب وزير الدولة للشئون الإنسانية، واتهم بتجنيد وتمويل وتسليح ميليشيا الجنجويد الذين هاجموا المدنيين ونهبوا المدن والقرى خلال هجمات مكافحة التمرد. هارون هو حاكم جنوب كردفان، الذى يحد من جنوب السودان، حيث تندلع حملة مكافحة التمرد الوحشية، والأكثر حدة فى جبال النوبة، وهو من مواليد إقليم كردفان وينحدر من قبيلة البرقو ذات الأصول السودانية ودرس القانون بجامعة القاهرة، وانضم للتيارات الإسلامية منذ أن كان طالبا فى الثانوية العامة وبعد عودته من القاهرة التحق بسلك القضاء واشتهر بأحكامه الصارمة والمتشددة، وفى بداية التسعينيات عمل منسقاً للشرطة الشعبية وهى أقرب للميليشيات الدينية. 2- عبد الرحيم محمد حسين متهم هو الآخر فى 20 تهمة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية و21 تهمة بارتكاب جرائم حرب، وأصدرت محكمة الجنايات الدولية أمرا بالقبض عليه فى 1 مارس 2012. عين حسين وزيرا للداخلية فى عام 1993، قبل أن يصبح بعدها بنحو عشرة أعوام الممثل الخاص لدارفور، وهو منصب شغله حتى عام 2004. واتهم حسين بتجنيد وتسليح وتمويل قوات الشرطة وميليشيا الجنجويد فى دارفور، ويشغل حسين حاليا منصب وزير الدفاع الوطنى فى الحكومة السودانية. يذكر أن حسين هو أحد أقرب حلفاء البشير ويقال إنه يقود حملة ضد المتمردين فى الجنوب، وهناك صورة شهيرة للبشير وهو يرقص أثناء الاحتفال مع عبدالرحيم محمد حسين، بعد يومين من إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه، وذلك فى تجمع لقوات شبه عسكرية فى ملعب لكرة القدم بالعاصمة السودانية الخرطوم. 3- على محمد العبد الرحمن كوشيب أصدرت محكمة الجنايات الدولية أمرا باعتقال على محمد العبد الرحمن كوشيب فى 27 إبريل 2007. واتهم ب 22 تهمة لارتكاب جرائم ضد الإنسانية و 28 تهمة بارتكاب جرائم حرب. وكان على كوشيب أحد كبار القادة فى ميليشيا الجنجويد وعضواً فى قوات الدفاع الشعبى. واتهم على كوشيب بإصدار أوامر إلى ميليشيا الجنجويد والقوات المسلحة بالاغتصاب الجماعى والقتل والتعذيب والأفعال اللاإنسانية والنهب وسلب المساكن والأسواق وتهجير المجتمع المقيم. ووفقا للسلطات السودانية، اعتقل على كوشيب وتم نقله إلى الخرطوم فى عام 2009 لمزيد من التحقيق. ولكن يبدو أن كوشيب يعيش حرا طليقا فى السودان حيث ظهر فى العام الماضى فيديو يعترف فيه على كوشيب باستخدام أسلحة محظورة دوليا فى دارفور. وقال على كوشيب فى الفيديو إنه قتل أعداداً كبيرة من الناس، كما اعترف كوشيب، وهو يخاطب مجموعة من أفراد الميليشيات وأفراداً من قبيلته بمنطقة أم دخن بجنوب دارفور، باستخدام سلاح ممنوع دولى. وقال كوشيب إنه قام بتجنيد 17 ألف شخص وسلم قائمة أسمائهم إلى الرئيس عمر البشير باعتبارهم من قوات دفاع شعبى وقوات أخرى.