استمرت القيادة القطرية، على مدار سنوات عدة، حريصة على دعم وإيواء جماعة الإخوان الإرهابية، حتى أصبحت أحد الأذرع الكبيرة، التي تستخدمها قطر لشق الصف العربي، وإثارة الفتن والنعرات الطائفية، تنفيذاً لمخطط الدوحة الرامي لإغراق العالم العربي في الفوضى، وبسط هيمنتها على المنطقة. وكشفت وثائق خاصة بوحدة التعاون الدولي بوزارة الثقافة والفنون والتراث القطرية، عن حجم الدعم الذي قدّمته الدوحة للإعلام الإخواني إبان حكم التنظيم الإرهابي لمصر، إذ أظهرت إحدى الوثائق التي يرجع تاريخها إلى فبراير 2011، تعليمات من رئيس مجلس الوزراء القطري وزير الخارجية السابق، الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، بتخصيص مبالغ مالية لدعم المؤسسات الإعلامية والثقافية المصرية، وإعطاء منح وهبات ومكافآت إلى بعض الإعلاميين والنشطاء العاملين بالصحف والمجلات والإذاعة والتلفزيون، وكذا مواقع التواصل الاجتماعي وأصحاب المدونات في مصر، وفقاً لموقع قطريليس، الذي يستهدف فضح الأعمال الإجرامية التي تقوم بها قطر.
ووصلت قيمة ذلك الدعم، بحسب الوثيقة، إلى نحو 200 مليون دولار، حصل عليها إعلاميون وصحافيون بتمويل من المخابرات القطرية، من أجل اختراق الأمن القومي المصري، ونشر ما يصب في صالح دعم تنظيم الإخوان والمخططات القطرية.
وتكشف وثيقة أخرى – بحسب قطريليكس- عن تعليمات أصدرها وزير الثقافة والفنون والتراث في قطر برفع سقف المنح والهبات المقدمة للمؤسسات الإعلامية والثقافية المصرية بنسبة 50%، اعتبارًا من العام المالي 2013/2014، بنسبة 100% بالنسبة للإعلاميين بالصحف والمجلات والإذاعة والتليفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي وأصحاب المدونات والنشطاء السياسيين بمصر، كما كشفت الوثيقة عن استثناء بعض الأسماء من تلك القيمة، ووضعهم في كشوف خاصة، واعتماد نسبة زيادة 150% بأثر رجعي اعتبارا من العام 2012/2013.
ورغم تصنيف الحكومة المصرية جماعة الإخوان "تنظيماً إرهابياً" منذ ديسمبر 2013، وصدور أحكام قضائية بالسجن على عدد من قيادات الجماعة، فإن قطر أصرت على استضافتهم، وعكفت قنوات "الجزيرة" على دعم الجماعة، فأضحت منبراً إعلامياً للحشد ضد الدولة المصرية، كما تجاهلت قطر أكثر من مرة مطالب مصرية وخليجية بالتوقف عن دعم الإخوان.
وهنا كان "التدخل في الشؤون الداخلية ودعم الإرهاب واستضافة ودعم الإخوان"، أهم أسباب قطع العلاقات الدبلوماسية من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر مع قطر، بعد فشل محاولات إقناع أمير قطر تميم بن حمد بالتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية ودعم الإرهاب في المنطقة.