عاش طفولته وهو يحلم بأن يكون أحد أفراد القوات المسلحة، وعاصر الاحتلال البريطاني لمصر، وشارك بحروب الاستنزاف، وأكتوبر العبور العظيم، بعدما قرر الرئيس الراحل "جمال عبد الناصر" عدم إنهاء خدمته بالقوات المسلحة، بعد إصابته إصابات بالغة، أحدثت نسبة عجز كبيرة. إنه "الشهيد الحى" عبد الجواد محمد، الذى كُرم من الراحلين "عبد الناصر والسادات"، والمخلوع "مبارك" والرئيس عبد الفتاح السيسي، لدوره الكبير وإخلاصه فى الحروب والمعارك المختلفة، التى أدت لقتل عشرات الإسرائيليين، وتدمير عدد كبير من المدرعات، وتحرير مصر من الاحتلال. هي قصة حقيقية لجندي مصري بطل معارك الاستنزاف "عبد الجواد محمد مسعد سويلم" 68 سنة فبعد إصابته واصل كفاحه وشارك فى معارك أكتوبر 1973، ويعد الجندي الوحيد على المستوى العالمى الذى قاتل وهو مصاب بنسبة عجز 100 % "الشهيد الحي أو هيكل القناة" ينتمي إلى أسرة شرقاوية كانت تسكن بمركز فاقوس بمحافظة الشرقية، ثم انتقلت إلى الإسماعيلية فى عزبة "أبو عمر" وبعد ذلك إلي عذبة ابو رضوان التابعة لمركز أبو صوير، وكان من مواليد السادس والعشرين من شهر ابريل عام 1947 وجاء ترتيبه الثالث بين أشقاءه ( عزيزة ) ثم ( جودة ) و(حميدة ) وأخ غير شقيق هو "علي ". ويقول "عبد الجواد" كنت استعجل الأيام للالتحاق بسلاح الصاعقة الذي عشقته من خلال رجالاته عندما كنت أشاهدهم، وفي عام 1966 تم تجنيدي وبعد الكشف تم توزيعي علي سلاح الحرس الجمهوري فذهبت إلي أخي ( علي ) وطلبت منه الحاقي بسلاح الصاعقة وبالفعل التحقت به وتلقيت التدريبات، وحصلت علي فرقة الصاعقة ثم فرقة المظلات وكان ترتيبي الأول وتم ترحيلي إلي بير تمادا بسيناء في أواخر شهر ابريل عام 1967 ثم كانت حرب الخامس من يونيو عام 1967 وحزنت كثيرا لما حدث؛ لأن الجندي المصري لم يدخل المعركة، وبالتالي نالت إسرائيل نصرا لا تستحقه، ونالت مصر هزيمة لا تستحقها واشتركت فى معركة راس العش فبعد وصولي إلى البلاح ذهبت فى مهمة عسكرية وقطعت المسافة من الإسماعيلية حتى بور سعيد سيرا على قدمي . وفى الأول من شهر يوليو عام 1967 تحركت قوة إسرائيلية متمثلة فى 120 جنديا و6 دبابات و6 عربات مجنزرة مدعمة بالمدفعية والطيران لاحتلال بور توفيق وفى رأس العش كنا فى انتظار القوات الإسرائيلية وبمجرد وصولها تعاملنا معها، وتمكنت من تدمير مدرعة ودبابة وقفز من الدبابة مجموعة من الجنود الإسرائيليين فى محاولة للفرار وتمكنت من قتل 6 منهم وحصلت على أسلحتهم ولم تفكر إسرائيل بعد ذلك فى الغارة مرة أخرى على بور توفيق وفى الخامس من شهر يونيو عام 1967 قمت مع زملائى بالهجوم على مطار المليز وتمكنا من تدمير 6 طائرات إسرائيلية وهذه العملية كان يتابعها الرئيس (جمال عبد الناصر)، وفى العشرين من شهر يوليه عام 1969 قمت مع زملائى بالهجوم على منطقة ادارية إستراتيجية للقوات الإسرائيلية بين الكاب والتينه شرق قناة السويس، وتمكنا من تدميرها. واستكمل: كان الرئيس "جمال عبد الناصر" يتابع تلك العملية وبعد أن اندلعت انفجارات في هذه النقطة وفى طريق عودتنا ظهر الطيران الإسرائيلى فى الجو للبحث عمن قام بذلك ورصدنى طيار إسرائيلى وكلما حاول إطلاق النيران عليّ كنت أخادعه حتى اختفى دقيقة وإذا بصاروخ أصابنى وعندما حضر رفاقى إلى مكانى لانقاذى لم أشعر باصابتى وفى مستشفى دمياط تقرر نقلى إلى مستشفى الحلمية العسكرى بالقاهرة نظرا لفداحة الإصابة، وعندما وصلت اليه دخلت فى غيبوبة لمدة 72 ساعة نتج عن اصابتى بتر ساقى اليمنى وايضا ساقى اليسرى وكذلك ساعدى الايمن وفقدت عينى اليمنى . وتابع: هذا بالإضافة إلى جرح كبير غائر بالصدر مما استدعى تركيب أطراف صناعية، واستغرقت رحلة علاجى 37 يوما فقط وخرجت من المستشفى فى شهر مايو عام 1970، وقرر التقرير الطبي الحصول على إجازة لمدة شهر ثم العرض للرفد من الخدمة العسكرية، ولكننى رفضت وصممت على إثبات أننى مازلت قادرا على الكفاح فرصدت مدرعة إسرائيلية كانت تحضر لإحضار جنود الحراسة واخذ من كانوا قبلهم، وفى التوقيت المحدد أطلقت نيران اسلحتى عليها فانفجرت وقتل 21 من الإسرائيليين، وعلم الرئيس "جمال عبد الناصر" بذلك فاستدعانى للمقابلة برئاسة الجمهورية فذهبت مع قياداتى وكان معه اللواء " سعد الشاذلى " قائد سلاح الصاعقة، وعندما هممت لمصافحة الرئيس " جمال عبد الناصر " بيدى غير المصابة، قال: لا وصافحنى على اليد المبتورة وقبلها، فقلت له: القوات المسلحة تريد رفدى من الخدمة، فقال: لا وفي شهر يناير 1971 تم إنهاء خدمتى . ولكن رفضت وتوجهت إلى وحدتى وعندما اندلعت معارك السادس من أكتوبر 1973 عبرت مع الأبطال قناة السويس، وبعد ان انتصرنا خرجت من الخدمة العسكرية بصفة نهائية. وقال عبد الجواد: خلال خدمتى نفذت مع ابطال الصاعقة 18 عملية عبور داخل وخلف خطوط القوات الإسرائيلية منها 10 عمليات وتمكنت من تدمير 16 دبابة و11 مدرعة و2 عربة جيب و2 بلدوزر وأتوبيسا بالإضافة إلى الاشتراك فى تدمير 6 طائرات إسرائيلية وتم تكريمى من الرئيس (جمال عبد الناصر ) حيث منحنى نوط الشجاعة العسكرى كما كرمنى الرئيس ( محمد انور السادات ) بعد توليه رئاسة الجمهورية فى شهر اكتوبر عام 1970 وأيضا كرمنى الرئيس (محمد حسنى مبارك) فى الاحتفالات باليوبيل الفضي لانتصارات أكتوبر، وكرمني الرئيس عبد الفتاح السيسي في مؤتمر شباب الإسماعيلية . لمشاهدة الفيديو اضغط هنا