يظهرن بملابسهن البيضاء وابتسامهن الصافية يساعدن كل من حولهنّ، فيعيطن الدواء لهذا ويغيرنّ الملاءات لذاك، ويبدلنّ ملابس المريضات المسئولات منهنّ، ويتعرضنّ للإهانات من أهالي مرضاهم ..هذه هي الحياة التي تحياها الممرضات الملقبات ب"ملائكة الرحمة" في المستشفيات بمصر. يحتفل العالم في تلك اللحظات باليوم العالمي للتمريض، ذلك اليوم الذي يتم الاحتفال فيه بالممرضات للإشارة ألى إسهاماتهم في المجتمع، حيث أنهم يعتبروا العمود الفقري للمنظومة الصحية، وبالتزامن مع الاحتفال بهنّ قامت "الفجر" بجولة داخل المستشفيات المختلفة للكشف عن المعاناة التي تعيشها الممرضات في مصر. ممرضات "الصدر" يتعرضن للضرب والتحرش والتفرقة العنصرية بدأت جولتنا من داخل مستشفى الصدر بالجيزة، حيث التقينا ب"شيماء سراج" ثلاثينية تعمل في مهنة التمريض من 13 سنة، لقيت خلالها شتى أنواع الإهمال والمعاملة السيئة والتقليل من ذاتها كممرضة، فتقول في حديثها معنا، أن كونها ممرضة فهي عرضة للتحرش والاعتداء البدني، حيث أنها تعمل في مستشفى بدون أمن حقيقي، حيث أن أمن على البوابات صوري لا يتدخلن لحل أي أزمة تتعرض لها الممرضات داخل المستشفيات. فقالت شيماء، أنها تتعرض يوميًا الإهانات سواء بالاعتداء اللفظي أو الضرب، والتحرش داخل المستشفى من أهالي المرضى، حيث أن المستشفى تعاني من نقص الإمكانيات التي تثير غضب الأهالي الذين يثورون على الممرضات ويقومون بضربهم أو شتمهم. وأضافت رباب رياض، ذو التسعة وعشرين سنة، تعمل في مهنة التمريض منذ 13 سنة بمستشفى الصدر بالجيزة، جانب آخر من جوانب المعاناة التي تعيشها الممرضات هناك، حيث أنهن يعاملنّ معاملة سيئة تختلف عن معاملة الإدارة للأطباء، فتقول رباب: "في المستشفى بتتعامل معاملة سيئة جداً، الدكاترة بيكون ليهم وجبتين فطار وغداء والممرضات يحصلن على وجبة واحدة رغم أن مدة عملهم أكبر، وهذا بخلاف الحمام الذي يعانون منهم حيث أنه لا يصلح للآدميين، فالصرف فيه غير سليم، فيجب أن تتدخل النقابة لمراعاة حقوق الممرضين في المستشفى". ممرضات "أم المصريين" يطالبن بأمن مدرب وزيادة عدد الممرضين الرجال لم يتغير الحال لممرضات مستشفى "أم المصريين" الذين يعانينّ نفس أزمات ممرضات مستشفى الصدر، فقالت فاطمة. ط، أربعينة، تعمل في مهنة التمريض من 25 سنة، أن أزمات الممرضات تتلخص في المشاكل التي يواجهونها مع أهالي المرضى التي يكونون فيها عرضى للضرب والإهانة منهم، مطالبة بوجود أمن مدرب في المستشفى تحميهنّ من تلك التجاوزات. وأشارت نادية محمد، إلى أزمة أخرى تواجهها ممرضات أم المصريين، وهي نقص عدد الممرضين، مشيرة إلى أن نقصهم سبب لهنّ أزمة في وردية الليل حيث أن الكثير من الممرضات لا يقدرون على المبيت خارج منازلهم. ممرضات "القصر العيني" يعانون من التعنت الإداري ونقص مادي وفي مستشفى القصر العيني، روت داليا محمد، ممرضة بقسم الطوارئ، معاناة الممرضين داخل المستشفى، فقالت أن الممرضات في المستشفى يواجهن العديد من الأزمات التي يأتي على رأس أولويتها الحقوق المادية بداية من المرتب وصولاً لبدل العدوى الذي لم يتحصل عليه الممرضين في مصر. واشارت داليا، في حديثها، أن الممرضات يعاملن معاملة سيئة حال اعتراضهم على أي قرار من إدارة القصر العيني، موضحة أنه في حال قيام الممرضات بوقفة أو تظاهرة احتجاجية لعرض مطالبهم وإثبات اعتراضاتهم يتم التدخل الأمني لفضها ويتم تهديدهم بالفصل. الممرضات في المستشفيات الخاصة أكثر راحة وبالانتقال للمستشفيات الخاصة نجد وضع الممرضات أكثر راحةً من وضع زميلاتهن في المستشفيات الحكومية، فجميع احتياجاتهم مجابة، ولكن الأمر يختلف في أحد جوانبه التي تبعد الممرضة عن الرسالة الإنسانية التي تؤديها لمرضاها، حيث أنها تقوم بممارسة مهنتها على أنها تجارة يحكمها عقد يحاسبن عليها إدارة المشفى بالأموال. مدير مستشفى خاص: نعامل الممرضات بلين لنضمن عملهم معنا قال سيد عبد الباري، مدير مستشفى الإمام علي الخاص، إن الممرضات في المستشفى لا يعانون من أي أزمات حيث أن عملهن يحكمه عقد إذا وجدت فيه الممرضة أي معاناة ستنسحب منه بخلاف وضعها في المستشفيات الحكومية، موضحاً أن الممرضات أعلى راتب لهنّ داخل مستشفاه 3000 حنيه، وأقل راتب 1800 جنيه. وأشار عبد الباري، في حديثه ل"الفجر" أنهم يقومون في المستشفى بتقسيم الممرضات عكس المستشفيات الحكومية، وكل ممرضة لها مرتب مختلف، مؤكداً أنه يتم اختيارهم حسب الخبرة، ويتم التعامل معهم باللين حتى نضمن استمرارهن في العمل. وتأكيداً على حديث مدير المستشفى، أكدت الممرضة سلمى كرم، على حسن المعاملة التي تتلقاها داخل المستشفى، موضحة أن العمل داخل المستشفيات الخاصة لا يقارن بالحكومية، فالوضع مختلف في المعاملة فهنا تتعرض الممرضة لرقي في المعاملة من الجميع أهل المريض والإدارة والأطباء، والعكس في المستشفيات الحكومية.