بنسبة 51.2% استطاع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن يمرر التعديلات الدستورية التي توسع في صلاحياته من خلال الاستفتاء الذي أجري أمس، ورغم معارضة الشعب التركي وعدد كبير من الدول لذلك الاستفتاء إلا أن هناك طرفين كانوا من أشد الفارحين بنتيجته وكانوا أول المهنئين إن لم يكونوا الوحيدين. تهنئة قطر ل"أردوغان" فكان من أول المهنئين بإعلاء صوت "نعم" في استفتاء التعديلات الدستورية بتركيا هي دولة قطر، فقالت صحيفة "تركيا الآن" المقربة من النظام الحاكم وحزب "العدالة والتنمية"، إن "أردوغان" تلقى التهانى من عدد من نظرائه حول العالم، أبرزهم أمير قطر، إثر إعلان نتيجة الاستفتاء الشعبى بتأييد التعديلات الدستورية، كما سارع وزير الخارجية القطرى محمد بن عبد الرحمن آل ثانى، بالاتصال هاتفيا بنظيره التركى جاويش أوغلو، وهنّأه على فوز جبهة "نعم" فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية. تهنئة الإخوان ل"أردوغان" وجماعة الإخوان لا يفوتها "واجب التهنئة"، فقدمت حركة النهضة الإسلامية - الجناح التونسى لجماعة الإخوان - التهنئة ل"أردوغان" على الفوز فى الاستفتاء وتمرير التعديلات الدستورية، وقال راشد الغنوشى، زعيم الحركة الإخوانية، إنه اتصل بالرئيس التركى وأبلغه تهانيه على هذا النجاح، وتمنياته له ولكل الشعب التركى بمزيد من الازدهار والرقى. دور خاص ل"إخوان مصر" أما إخوان مصر فلم يكونوا من المهنئين فقط، فقبل الاستفتاء كانوا من أشد الداعمين حيث ل"نعم" حيث استعان لرئيس التركي رجب طيب أردوغان قام بالاستعانة بعناصر تنظيم الإخوان المتواجدين داخل تركيا للترويج للتعديلات الدستورية، من خلال إلقائهم لخطب الجمعة في العديد من مساجد تركيا، وذلك بالمخالفة للقوانين التركية التي تحظر اعتلاء أي أجنبي للمنابر، وذلك في إطار محاولات أردوغان المستميتة لفرض هيمنته على مقاليد الأمور في تركيا. واستعان النظام التركي بالإخواني الهارب محمد الصغير في القيام بعدة جولات في محافظاتجنوب شرق تركيا، لحث المواطنين الأتراك على التصويت بالموافقة على تلك التعديلات، لافتة إلى أن أردوغان يتبع نفس الأساليب التي اتبعها التنظيم الإرهابي في مصر خلال الانتخابات، وذلك بتوزيع الهدايا والمواد الغذائية والبطاطين عبر زيارات قامت بها عناصر من أمانة الشباب بالحزب الحاكم "العدالة والتنمية". وبعد ساعات من إعلان نتيجة الاستفتاء، هنأت جماعة الإخوان المسلمي في مصر، تركيا لإقرار التعديلات الدستورية التي تقضي بتحول نظام الحكم التركي من برلماني إلى رئاسي، وجاء ذلك في بيان نشرته الجماعة عبر صفحة الناطق الإعلامي باسمها، طلعت فهمي، على "فيس بوك". وقال البيان: "هذا الإنجاز التاريخي يعد نجاحًا للدولة وللشعب التركي – مؤيدين ومعارضين – وخطوة متميزة على طريق احترام إرادة الشعوب، تقدم درسًا بليغًا في الممارسة الديمقراطية والاحتكام لصندوق الانتخابات، وتلقن أنصار الحكم الاستبدادي والانقلابات العسكرية درسًا في أخلاقيات ومبادئ حكم الشعوب". وأضاف بيان الجماعة أن النتائج تمثل انتصارًا كبيرًا لحرص الشعب التركي على التعبير عن إرادته الحرة والمضي قدمًا في تحقيق تطلعاته وآماله، وتأمل الجماعة أن تفتح نتائج هذا الاستفتاء الأبواب أمام عهد جديد تنطلق فيه تركيا إلى آفاق النهضة الشاملة، وخيم البيان بقول الجماعة: "حفظ الله تركيا من كل مكروه وسوء وحقق للشعب التركي نهضته المنشودة ورد عنه كيد المتربصين والكارهين، إنه سميع مجيب". الإخوان تتدخل في إرادة شعب تركيا خالد الزعفراني، الباحث في الحركات الإسلامية، قال إن ما فعلته جماعة الإخوان خلال استفتاء تركيا بالإمس من توجيه الناخبين للتصويت ب"نعم" من خلال عدة طرق ما هو إلا "تدخل في إرادة شعب تركيا"، والاستفتاء أمور تخص الدولة، وبالتالي لم يكن يجب على الاخوان أن يساعدوا في توجيه الناخبين لنعم أول لأ. وتعليقًا عن تهنئة أمير قطر ل"أردوغان"، أضاف الباحث في الحركات الإسلامية ل"الفجر"، أن تلك التهنئة لا يمكن وضعها تحت بند "المكايدة السياسية في مصر"، لأن هناك علاقات بين كل دولة والآخرى لا يمكن اللوم على دولة لتهنئة لنظيرتها وفقًا للعلاقات الدولية. أما عن ما أسفر عنه الاستفتاء، يقول "الزعفراني" أن "أردوغان حاليًا أصبح محل المؤسسة العسكرية، فتركيا لم تكن دولة ديمقراطية من قبل فكانت المؤسسة العسكرية هي لمتحكمة الأولى والأخيرة في القرارات داخل الدولة من خلال إعطاء التعليمات لرئيس الوزراء والرئيس الشرفي، وما حدث من تعديلات أن "أردوغان" أصبح محل المؤسسة العسكرية. خفايا تهنئة الإخوان وقطر ل"أردوغان" الدكتور رفعت السعيد، رئيس المجلس الاستشاري لحزب التجمع، كشف عن خفايا تهنئية كل من أمير قطر وجماعة الإخوان للرئيس التركي رجب طيب أردوغان قائلًا: "التهنئة بها جزء من المكايدة في مصر وجزء من التحالف فيما بينهم سياسيًا وهو ما أظهرته تلك التهاني". وأضاف رئيس المجلس الاستشاري لحزب التجمع، في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن قطر والاخوان يعتبرون أن هزيمة "أردوغان" في الاستفتاء هزيمة لهم ومن هنا جاءت الفرحة والتهنئة للرئيس التركي، متابعًا: "هذا ثالوث معادي ومن الطبيعي أن يهنوا بعض ويستمروا في تحالفهم مع بعضهم البعض".