"إذا كان ثمن حرية شعبى فقدان حريتى، فأنا مستعد لدفع هذا الثمن".. بهذه الكلمات هتف القائد الفلسطينى الأسير "مروان البرغوثي" فى وجه قضاة الاحتلال، الذين قضوا بحبسه "خمس مؤبدات وعشرين عاما" عام 2002، بتهمة قيادة حركة "فتح" وجناحها العسكرى فى الضفة الغربية، وحمّلته مسئولية مقتل العديد من الإسرائيليين. في مثل هذا اليوم الخامس عشر من إبريل عام 2002، ألقت قوات الاحتلال الإسرائيلية القبض على المناضل الفلسطيني "مروان البرغوثي"، ومنذ ذلك الحين وهو قابع داخل سجونهم أسير.
نشأته ولد "البرغوثي" البالغ من العمر 59 عامًا، في قرية كوبر إلى الشمال الغربي من مدينة "رام الله"، لعائلة فقيرة لا تجد بيتًا يأويها، حيث كانت تعيش في مقام قديم لأحد الأولياء الصالحين.
بداية نضاله بدأ "البرغوثي"، قائد حركة فتح، نضاله ضد قوات الاحتلال منذ أن أخشن صوته وعرفت قدميه السير في التظاهرات، فاعتقلته السلطات الإسرائيلية في سن ال15 من عمره، حكم عليه بالسجن أربع سنوات ونصف السنة بتهمة تصنيع متفجرات، أضيف إليها ستة أشهر، من السجن فى زنزانة انفرادية لأعمال ارتكبها داخل السجن، لتبدأ من هنا رحله نضاله التي تستمر حتى تلك اللحظة، حيث أنه لم تستطع سنوات الاعتقال طفي الروح النضالية للقائد المغوار.
إصرار وعزيمة استطاع "مروان البرغوثي" تجاوز عقوبة إبعاده عن دراسته بسبب سجنه وثابر حتى حصل على شهادة الثانوية العامة داخل السجن، وأضاف إليها تعلمه للغة العبرية ومبادئ اللغة الفرنسية والإنجليزية، وعند إطلاق سراحه، ذهب البرغوثي إلى الضفة الغربية حيث ترأس مجلس الطلبة في جامعة بيرزيت وتخرج منها بعد أن درس التاريخ والعلوم السياسية ونال على شهادة الماجستير في العلاقات الدولية.
اعتقالاته.. ومطارداته وفى عام 1985، اعتقلته قوات الاحتلال الصهيونى لمدة ستة أشهر اعتقالا إداريا، خرج بعدها زعيما لحركة فتح فى الضفة الغربية، ثم أبعدته قوات الاحتلال الصهيونى أثناء انتفاضة فلسطين الكبرى الأولى عام 1988 إلى الأردن، حيث بقى فى المنفى 6 سنوات، وعند عودته إلى فلسطين عام 1994، شغل منصب أمين سر حركة فتح فى الضفة الغربية، وفي عام 1996، حصل على مقعد في المجلس التشريعي الفلسطيني.
وأمضى البرغوثى أكثر من 20 سنة من عمره فى السجون الإسرائيلية و6 سنوات فى الإبعاد وعزل فى زنزانة انفرادية 23 مرة، وتأجل زواجه 20 مرة لأنه كان مطاردا من قوات الاحتلال، إلا أنه لا يصمت، ولا يتردد عن الدعوة للمقاومة، وتلقى العقاب، ومرشح بقوة لقيادة السلطة الفلسطينية، ربما من داخل السجن.
رجل الوحدة الوطنية وعلى عكس غيره، البرغوثي رفض الدخول في صراع أو صدام مع الحركات الإسلامية الفلسطينية وبخاصة حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" بل على العكس اختار التحالف معهما إلى جانب التحالف مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وتنسيق أعمالهم العسكرية اليومية ضد الكيان الصهيوني وشكلوا معا ما أصبح يعرف بالقوات الإسلامية الشعبية، أصبح البرغوثي من خلال هذه المواقف رجل الوحدة الوطنية حيث يلتف حوله الفلسطينيون باختلاف مشاربهم الأيديولوجية والفكرية والسياسية من اليمين إلى اليسار ومن العلماني إلى الديني.
أخطر أعمال "البرغوثي" أما أخطر عمل قام به منذ بداية حياته السياسية والنضالية فتمثل قي تأسيسه لكتائب شهداء الأقصى في شهر أكتوبر سنة 2001، وحسب بعض المصادر الإسرائيلية، فإن هذا التنظيم قام مع الفرقة 17 (الحرس الخاص بالرئيس الفلسطيني) بالقيام ب50 بالمائة من العمليات الفدائية.
محاولات اغتياله تعرض البرغوثي إلى أكثر من محاولة اغتيال ولكنه نجا منها، وكانت إحدى أشهر هذه المحاولات هي إطلاق صواريخ موجهة عليه وعلى مساعديه، كما تم إرسال سيارة ملغومة له خصيصاً.
حقد الإسرائيليين ل"البرغوثي" ينظر الفلسطينيون إلى "مروان البرغوثي" على أنه رمزًا من رموز المقاومة الشعبية للاحتلال الإسرائيلي، وبسبب التفاف الفلسطينيين حوله، كان يحقد عليه الإسرائيليين، فذات مرة وزارة العدل الإسرائيلية كانت قد طلبت رسميا من ياسر عرفات في شهر سبتمبر سنة 2001، نفي البرغوثي خارج الضفة الغربية، وقال عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون "يؤسفني إلقاء القبض عليه حياً، كنت أفضل أن يكون رماداً في جرة".
أما شاؤول موفاز، وزير الدفاع الإسرائيلي فقد علق قائلاً: "إن اعتقال البرغوثي هو هدية عيد الاستقلال التي يقدمها الجيش للشعب الإسرائيلي، إان اعتقاله ضربة قاتلة للانتفاضة"، والياكيم روبنشتاين المستشار القانوني للحكومة قال عنه "إنه مهندس إرهابي من الدرجة الأولى وقد راجعت ملفاته طوال ثلاثين عاما ووجدت انه من النوع الذي لا يتراجع ولذلك يتوجب إن يحاكم بلا رحمة وإن يبقى في السجن حتى موته".
كيف يمضى "البرغوثي" فترة اعتقاله؟ "أقطع يدي ولا اكتب اعترافاً، وإني اعتبرت نفسي في مهمة نضالية استشهادية. وإذا كان الجلاد يملك من أدوات القتل والتعذيب والقهر الكثير وأنا أسير مقيد لا أملك سوى إرادة المقاومة والإيمان المطلق بعدالة قضية شعبي، وإذا كان ثمن حرية شعبي فقدان حريتي، فسأدفع هذا الثمن".. هكذا لخص المناضل "مروان" فترة تحقيق كبار المحققين الإسرائيليين معه وهم الذين كانوا ينتظرون آية معلومات تدين الرئيس الراحل ياسر عرفات معتبرين ذلك، حسب أقوالهم، جوهر التحقيق وخاصة علاقة الرئيس بكتائب شهداء الأقصى.
وقد استخدمت إسرائيل أساليب تعذيب، جسدية ونفسية، قاسية بحق البرغوثي طوال مئة يوم من التحقيق، ويقول "مروان" بهذا الصدد: "يبدو جلياً ان هذه الأساليب الإحباطية والنفسية، المصحوبة بالنزعة العنصرية والغرور وتشويه الحقائق والتاريخ، كانت تستهدف مني اعترافاً على ياسر عرفات الرأس المطلوب واقراراً مني بفشل الانتفاضة والمقاومة وعدم جدواها". وتقول زوجته فدورى البرغوثى، إن مروان "يقضى فترة اعتقاله فى قراءة الصحف العبرية وإعطاء محاضرات للأسرى فى مواضيع مختلفة، وحصل على شهادة الدكتوراه فى العلوم السياسية من معهد البحوث والدراسات العربية فى القاهرة عام 2010، وغاب عن مناقشة رسالته واكتفى بالرد على أسئلة اللجنة فى رسالة هربها من السجن، ولكن حضرت صوره وروحه وصوته الذى لا يغيب".في ذكرى اعتقاله.. كيف يقضي "مروان البرغوثي" سنوات سجنه داخل إسرائيل؟ "إذا كان ثمن حرية شعبى فقدان حريتى، فأنا مستعد لدفع هذا الثمن".. بهذه الكلمات هتف القائد الفلسطينى الأسير "مروان البرغوثي" فى وجه قضاة الاحتلال، الذين قضوا بحبسه "خمس مؤبدات وعشرين عاما" عام 2002، بتهمة قيادة حركة "فتح" وجناحها العسكرى فى الضفة الغربية، وحمّلته مسئولية مقتل العديد من الإسرائيليين.
في مثل هذا اليوم الخامس عشر من إبريل عام 2002، ألقت قوات الاحتلال الإسرائيلية القبض على المناضل الفلسطيني "مروان البرغوثي"، ومنذ ذلك الحين وهو قابع داخل سجونهم أسير.
نشأته ولد "البرغوثي" البالغ من العمر 59 عامًا، في قرية كوبر إلى الشمال الغربي من مدينة "رام الله"، لعائلة فقيرة لا تجد بيتًا يأويها، حيث كانت تعيش في مقام قديم لأحد الأولياء الصالحين.
بداية نضاله بدأ "البرغوثي"، قائد حركة فتح، نضاله ضد قوات الاحتلال منذ أن أخشن صوته وعرفت قدميه السير في التظاهرات، فاعتقلته السلطات الإسرائيلية في سن ال15 من عمره، حكم عليه بالسجن أربع سنوات ونصف السنة بتهمة تصنيع متفجرات، أضيف إليها ستة أشهر، من السجن فى زنزانة انفرادية لأعمال ارتكبها داخل السجن، لتبدأ من هنا رحله نضاله التي تستمر حتى تلك اللحظة، حيث أنه لم تستطع سنوات الاعتقال طفي الروح النضالية للقائد المغوار.
إصرار الطالب استطاع "مروان البرغوثي" تجاوز عقوبة إبعاده عن دراسته بسبب سجنه وثابر حتى حصل على شهادة الثانوية العامة داخل السجن، وأضاف إليها تعلمه للغة العبرية ومبادئ اللغة الفرنسية والإنجليزية، وعند إطلاق سراحه، ذهب البرغوثي إلى الضفة الغربية حيث ترأس مجلس الطلبة في جامعة بيرزيت وتخرج منها بعد أن درس التاريخ والعلوم السياسية ونال على شهادة الماجستيرفي العلاقات الدولية.
اعتقالاته.. ومطارداته وفى عام 1985، اعتقلته قوات الاحتلال الصهيونى لمدة ستة أشهر اعتقالا إداريا، خرج بعدها زعيما لحركة فتح فى الضفة الغربية، ثم أبعدته قوات الاحتلال الصهيونى أثناء انتفاضة فلسطين الكبرى الأولى عام 1988 إلى الأردن، حيث بقى فى المنفى 6 سنوات، وعند عودته إلى فلسطين عام 1994، شغل منصب أمين سر حركة فتح فى الضفة الغربية، وفي عام 1996، حصل على مقعد في المجلس التشريعي الفلسطيني.
وأمضى البرغوثى أكثر من 20 سنة من عمره فى السجون الإسرائيلية و6 سنوات فى الإبعاد وعزل فى زنزانة انفرادية 23 مرة، وتأجل زواجه 20 مرة لأنه كان مطاردا من قوات الاحتلال، إلا أنه لا يصمت، ولا يتردد عن الدعوة للمقاومة، وتلقى العقاب، ومرشح بقوة لقيادة السلطة الفلسطينية، ربما من داخل السجن.
رجل الوحدة الوطنية وعلى عكس غيره، البرغوثي رفض الدخول في صراع أو صدام مع الحركات الإسلامية الفلسطينية وبخاصة حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" بل على العكس اختار التحالف معهما إلى جانب التحالف مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وتنسيق أعمالهم العسكرية اليومية ضد الكيان الصهيوني وشكلوا معا ما أصبح يعرف بالقوات الإسلامية الشعبية، أصبح البرغوثي من خلال هذه المواقف رجل الوحدة الوطنية حيث يلتف حوله الفلسطينيون باختلاف مشاربهم الأيديولوجية والفكرية والسياسية من اليمين إلى اليسار ومن العلماني إلى الديني.
أخطر أعمال "البرغوثي" أما أخطر عمل قام به منذ بداية حياته السياسية والنضالية فتمثل قي تأسيسه لكتائب شهداء الأقصى في شهر أكتوبر سنة 2001، وحسب بعض المصادر الإسرائيلية، فإن هذا التنظيم قام مع الفرقة 17 (الحرس الخاص بالرئيس الفلسطيني) بالقيام ب50 بالمائة من العمليات الفدائية.
محاولات اغتياله تعرض البرغوثي إلى أكثر من محاولة اغتيال ولكنه نجا منها، وكانت إحدى أشهر هذه المحاولات هي إطلاق صواريخ موجهة عليه وعلى مساعديه، كما تم إرسال سيارة ملغومة له خصيصاً.
حقد الإسرائيليين ل"البرغوثي" ينظر الفلسطينيون إلى "مروان البرغوثي" على أنه رمزًا من رموز المقاومة الشعبية للاحتلال الإسرائيلي، وبسبب التفاف الفلسطينيين حوله، كان يحقد عليه الإسرائيليين، فذات مرة وزارة العدل الإسرائيلية كانت قد طلبت رسميا من ياسر عرفات في شهر سبتمبر سنة 2001، نفي البرغوثي خارج الضفة الغربية، وقال عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون "يؤسفني إلقاء القبض عليه حياً، كنت أفضل أن يكون رماداً في جرة".
أما شاؤول موفاز، وزير الدفاع الإسرائيلي فقد علق قائلاً: "إن اعتقال البرغوثي هو هدية عيد الاستقلال التي يقدمها الجيش للشعب الإسرائيلي، إان اعتقاله ضربة قاتلة للانتفاضة"، والياكيم روبنشتاين المستشار القانوني للحكومة قال عنه "إنه مهندس إرهابي من الدرجة الأولى وقد راجعت ملفاته طوال ثلاثين عاما ووجدت انه من النوع الذي لا يتراجع ولذلك يتوجب إن يحاكم بلا رحمة وإن يبقى في السجن حتى موته".
كيف يمضى "البرغوثي" فترة اعتقاله؟ "أقطع يدي ولا اكتب اعترافاً، وإني اعتبرت نفسي في مهمة نضالية استشهادية. وإذا كان الجلاد يملك من أدوات القتل والتعذيب والقهر الكثير وأنا أسير مقيد لا أملك سوى إرادة المقاومة والإيمان المطلق بعدالة قضية شعبي، وإذا كان ثمن حرية شعبي فقدان حريتي، فسأدفع هذا الثمن".. هكذا لخص المناضل "مروان" فترة تحقيق كبار المحققين الإسرائيليين معه وهم الذين كانوا ينتظرون آية معلومات تدين الرئيس الراحل ياسر عرفات معتبرين ذلك، حسب أقوالهم، جوهر التحقيق وخاصة علاقة الرئيس بكتائب شهداء الأقصى.
وقد استخدمت إسرائيل أساليب تعذيب، جسدية ونفسية، قاسية بحق البرغوثي طوال مئة يوم من التحقيق، ويقول "مروان" بهذا الصدد: "يبدو جلياً ان هذه الأساليب الإحباطية والنفسية، المصحوبة بالنزعة العنصرية والغرور وتشويه الحقائق والتاريخ، كانت تستهدف مني اعترافاً على ياسر عرفات الرأس المطلوب واقراراً مني بفشل الانتفاضة والمقاومة وعدم جدواها".
وتقول زوجته فدورى البرغوثى، إن مروان "يقضى فترة اعتقاله فى قراءة الصحف العبرية وإعطاء محاضرات للأسرى فى مواضيع مختلفة، وحصل على شهادة الدكتوراه فى العلوم السياسية من معهد البحوث والدراسات العربية فى القاهرة عام 2010، وغاب عن مناقشة رسالته واكتفى بالرد على أسئلة اللجنة فى رسالة هربها من السجن، ولكن حضرت صوره وروحه وصوته الذى لا يغيب".