أدى آلاف الأقباط بمحافظة بورسعيد مساء اليوم الاربعاء، شعائر قداس عيد الغطاس بمختلف كنائس المحافظة وسط حالة من الاستنفار الامني التام منقبل قوات مديرية الامن برئاسة اللواء زكي صلاح. وقد رصدت عدسة "الفجر" صلاة القداس من داخل كنيسة الأنبا بيشوى الكائنة بميدان المنشية، حيث ترأس اقامة الصلاة كبار كهنة وأباء الكنيسة وهم القمص بيشوى فخرى والقمص بولا سعد والقس بيمن صابر والقس أرميا فهمى بجانب حضور العديد من رجال الدين المسيحى. وتضمن القداس على مجموعة من الطقوس الدينية والترانيم الخاصة بتلك المناسبة الدينة بجانب مجموعة من المواعظ أيضًا. ومن جانبه قال القس أرميا فهمي المتحدث الإعلامي باسم مطرانية الأقباط الأرثوذكس ببورسعيد في تصريح خاص ل"الفجر":" إن هناك العديد من المظاهر الاجتماعية، والأكلات المرتبطة بعيد الغطاس المجيد وعلاقتها به، يتبعها الأقباط كل عام تزامنا مع هذا العيد. وأضاف القس " أرميا انه يشتهر عيد الغطاس ببعض الأكلات المحددة، بجانب مظاهر احتفالات شعبية والتي تعرف ب"البلابيصا" وهي كلمة هيروغليفية تعني "الشموع". واردف قائلًا ان " قناديل عيد الغطاس أو " البلابيصا" من تراث الشعب القبطى وهى تشبه الفانوس المضئ، وهي عبارة عن عود قصب يوضع به صليب من جريد النخيل وبكل ضلع من أضلاعه توضع شمعة كما توضع أعلى الصليب حبة يوسفي منوها بأن نور الشموع الذي يخرج منها يدل أن قلب الإنسان لابد أن يشع خير وسلام للجميع. وأوضح القس أرميا " من أساسيات الاحتفال بعيد الغطاس غناء ترانيم عيد الغطاس، ويقوم الأقباط بوضع فانوس" البلابيصا" " بداخل منازلهم، كما يتوجه الأطفال للكنائس ليليلا يحملون تلك القناديل ويغنون بعض الأغاني الشعبية المرتبطة بعيد الغطاس مثل "ليلتك يا بلابيصا ليلة هنا وزهور، وفي ليلتك يا بلابيصا حنو العصفور" وأكد المتحدث الإعلامي باسم مطرانية الأقباط ببورسعيد ان أشهر مأكولات عيد الغطاس " تناول القلقاس والقصب ، من مظاهر الاحتفال بعيد الغطاس أيضا، فنبات القلقاس من الداخل لونه أبيض بينما المادة الخارجية له مختلفة اللون وهذا يرمز بأن الحكم على الإنسان ليس بمظهره الخارجي، ولكن بقلبه فالقلب الأبيض المؤمن هو الأهم. وأضاف "بداخل نبات القلقاس مادة سامة ومضرة إلا أن هذه المادة السامة إذا اختلطت بالماء تحولت إلي مادة نافعة وهو فكرة العماد والتخلص من الخطايا كما نزل المسيح فى المياه أثناء التعميد حسب المعتقدات المسيحية. وأكد القصب أيضا يزرع فى أرض كلها مياه وبالتالي يرمز إلى عملية المعمودية، كما أن القصب قلبه ابيض وتنتج منها المادة السكرية دلاله على أن الخير ينبع من القلوب المؤمنة ". ومن جانبه قام " كيرلس ماهر" أحد شباب كنيسة الأنبا بيشوى ببورسعيد بعمل مجموعة من قناديل " عيد الغطاس" البلابيصا معبرا عن سعادته بها، وذلك لتعليقها فى المنزل للاحتفال بالعيد . جدير بالذكر أن قداس عيد الغطاس بجميع كنائس المحافظة هو أحد أعياد الديانة المسيحية ويرمز لذكرى معمودية المسيح فى نهر الأردن على يد يوحنا المعمدان، وتم إطلاق عليه اسم "عيد الغطاس" لأن عملية التعميد تتم من خلال تغطيس الطفل بالماء وذلك على حسب المعتقدات المسيحية.