هنأ المستشار محمد عبد السلام، مستشار شيخ الأزهر، الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، بمناسبة عيد ميلاده الحادي والسبعون. وقال "عبد السلام" - في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" - "ميلاد سعيد يا إمام السلام، وعام جديد من العطاء، 71 سنة نصف قرن منها والإمام الطيب يواصل جهوده لنشر صحيح الدين وإشاعة السلام والأخوة الإنسانية، نذر حياته من أجل تقديم الإسلام الصحيح وتحقيق السلام للبشرية جمعاء، والعمل على نشر ثقافة التعايش والحوار قائلًا دوما: "إنني مستعد لبذل كل شئ من أجل أن يهنأ الجميع من كل الأعراق والأديان والألوان بالسلام والمحبة والاستقرار".
وأضاف "عبد السلام" أن الإمام في 2016 تحرك نحو 10 عواصم عالمية لمواجهة خطاب التطرف والكراهية، في تحرك هو الأول من نوعه في تاريخ الأزهر العريق، كما أطلق مبادرة عالمية للحوار بين حكماء الشرق والغرب عقد منها أربع جولات ليحقق حكمة الله تعالى في الخلق "وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا".
وتابع مستشار شيخ الأزهر، أنه في سبيل تحقيق السلام ونشره في كافة ربوع العالم، اتجه الإمام الأكبر في زيارة تاريخية هي الأولى من نوعها لشيخٍ للأزهر إلى الفاتيكان معلنًا للدنيا كلها عن أن الإسلام هو دين السلام بامتياز، كما قاد مساعٍ حثيثة لتحقيق السلام من أجل مواطني بورما إنقاذًا للمسلمين الذين يعانون من الكراهية والاضطهاد في ظل صمت عالمي استمر لسنوات طوال، واستطاع لأول مرة أن يجمع شباب منطقة الصراع من مختلف الأديان والطوائف على مائدة واحدة ليعلن من القاهرة، عن أنه يسعى لتحقيق سلام عادل في بورما للجميع مسلمين وغير مسلمين. وأردف "عبد السلام": الإمام الحكيم يواصل اهتمامه بقضايا المرأة ويدافع عن حقوقها، ويفتح باب الاجتهاد ويطالب المفتين من دول العالم في مؤتمر الإفتاء بأن يقتحموا القضايا الشائكة ويجتهدوا فيها للتيسير علي الناس ومراعاة تغير الزمان والأحداث، وكذلك الإمام القائد الذي قاد الأزهر إلى استعادة دوره الريادي محليا وإقليميا ودوليا، ينظر إليه العالم وقادته بكل تقدير واحترام، ويطلبون من فضيلته النصح والإرشاد للاستفادة من خبراته وحكمته في نشر الوسطية ومكافحة الغلو والتطرف، ويتطلعون إلى التعاون مع الأزهر الذي لايدخر جهدا في المواجهة الفكرية لما يهدد الإنسانية من مخاطر التطرف والإرهاب. وذكر مستشار شيخ الأزهر، أن الإمام المجدد يقود حركة التجديد والتطوير في الأزهر الشريف وقطاعاته المختلفة مما أحدث نهضة لم يذكرها التاريخ لأحد من مشايخ الأزهر السابقين - رحمهم الله جميعًا -، ولا زال يقدم الكثير، كما يقود حراكًا فكريًا وتجديدًا في العلوم الإسلامية، وأطلق استراتيجية التطوير التي تقوم على إعطاء مساحة أكبر للشباب للاستفادة من طاقتهم في الإصلاح والبناء، وتوظيف الوسائل التكنولوجية الحديثة لملاحقة الفكرالمتطرف وإيصال الصورة الحقيقية للإسلام وإظهار قِيَمِة الإنسانية النبيلة. وتحدث "عبد السلام" عن الإمام الإنسان، الذي لا يدخر وسعًا في نصرة الضعفاء وإغاثة الملهوفين وهؤلاء يملؤون مكتبه كل يوم ولا يغادروه إلا وقد قضيت حوائجهم - وليس حادث السيول وإغاثة الأزهر للمنكوبين منا ببعيد - فدائما يحمل همّ الفقراء ويشعر بآلامهم. وأوضح مستشار شيخ الأزهر، أن كل هذا وغيره من الجهود الكبيرة والعمل الدؤوب جعل فضيلته في المرتبة الأولى مِن حيث الشَخصيات الإسلامية الأكثر تأثيرًا في العالم خلال 2016، وهذا هو ما يليق بعالمٍ وإمامٍ جليلٍ أخلص لدينه ووطنه وأمته. وختم "عبد السلام"، قائلا: "سيدي الإمام الأكبر أحمدالطيب، دمت للأمة العربية والإسلامية ذخرًا وسندًا، ودمت لمصر وشعبها مُحبًا وقدوةً ومعلمًا، ودمت لنا وللأزهريين أستاذًا وملهمًا وموجهاً وناصحًا يا خير الناس، وكل عام حضرتك بخير وأبقاك الله على رؤوسنا أعوامًا عديدة وأزمنة مديدة".