تظل لغة الدمار والخراب، هي المتحدث الوحيد في المنطقة العربية، فمعظم الدول تعيش الآن خرابا واسع المجال، تتسع آفاقه كثيرا عن ذي قبل، على اعتبار الحروب التي تتصاعد شيئا فشيئا حول العالم، ومن أخطر ما تخلف تلك الحروب، هي مشكلة اللاجئين، الذين يتركون ديارهم خوفا من الموت، وبحثا عن مأوي يحتمون به، إلا أنه يبدو أن القدر أطبق عليهم من كل اتجاه، إذ باتوا هم الآخرين من المغضوب عليهم. كبير مساعدي ترامب: سنغلق أبوابنا بوجه اللاجئين هذا ما أكده بالضبط، راينس بريبوس، كبير مساعدي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس موظفي البيت الأبيض، الذي نطقها وبكل جراءة، مؤكدا إنهم سيغلقون الأبواب بعد ذلك في وجه اللاجئين، خاصة المسلمين. وأوضح بريبوس، أن ترامب سيهتم بهذا الجانب كثيرا، في الأيام القادمة، خاصة أمام اللاجئين الذين يأتون من دول تعاني من الإرهاب، منوها على أن الكثير من هؤلاء الإرهابيين هم مسلمون، ولابد من التعامل مع أبناء هذه الديانة بما يستوجبه الأمر، وتتطلبه الأوضاع. تخوفات أصبح هذا التوجه ضد اللاجئين، يثير الكثير من التخوفات الشديدة، ويطرح العديد من التساؤلات، يأتي على رأسها أهمية، هل اغلاق أبواب الدول في وجه اللاجئين، من الممكن أن يكون سببا في اعتناقهم الفكر المتطرف، نتيجة التضييق عليهم؟ وما الذي يجب اتخاذه من الأساس لحل هذه المشكلة؟. إغلاق الأفاق أمام اللاجئين سيجعلهم يعتنقون التطرف وفي سياق ما تقدم أكد الدكتور مختار غباشي، الخبير بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، أن تفكير دونالد ترامب في إغلاق الأبواب أمام اللاجئين سيسبب الكثير من المشكلات، حيث من الممكن أن تتخذ بعض الدول الأخرى هذا الاتجاه في المستقبل، وهو ما سيسبب مشكلات ربما تجعل هؤلاء اللاجئين يلجأون إلى اعتناق الفكر المتطرف، نتيجة إغلاق الأبواب في وجوههم. وأضاف غباشي في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن قضية اللاجئين بالأساس، تعد قضية عربية خالصة، وأن الحكومات العربية، عليها أن تهتم أولا بهذه القضية، وإلا ستكون عواقبها وخيمة، وستسبب للعرب مزيد من المشكلات المستقبلية، التي هم في غنى عنها الآن، ويكفي ما هو متواجد وحاصل. وأوضح غباشي، أن دونالد ترامب لديه نظرة سيئة للغاية ضد اللاجئين، حيث ينظر إلى اللاجئين السوريين، على أنهم إرهابيين ودواعش، فضلا أن المستقبل يحمل اتجاهات مغايرة، ربما تتخذ ضمن السياسات الجديدة للدول ضد اللاجئين، ومنها ألمانيا، التي استقبلت أكثر من مليون لاجئ، إلا أنها أعربت عن تضررها الشديد، فضلا عن السياسات التي اتخذتها المجر. وشدد أن قضية اللاجئين، لن تحل إلا بتسوية الصراعات السياسية في هذه الدول، وعلى حكومات العالم، خاصة الولاياتالمتحدة، أن تهتم بإيجاد حلول سياسية بدلا من تكريس الحرب، وكذلك الدول العربية، واصفا قضية اللاجئين بأنها عار عربي. قضية اللاجئين حساسة ويجب التعقل بشأنها من جانبه أكد الدكتور عمرو عبد المنعم، المتخصص في شأن الجماعات الجهادية، أن قضية اللاجئين، تسبب حرجا كبيرا للكثير من الدول، وتسبب أيضا العديد من التخوفات، إلا أن ترامب يتعامل بتطرف كبير مع هذه القضية، بإغلاق الأبواب في وجوههم، وهو ما سيجعل الكثير من هؤلاء اللاجئين ينقلبون إلى بلادهم معتنقين الفكر المتطرف. وأضاف في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن الولاياتالمتحدة تتعامل فعليا مع المنطقة العربية على أساس التقسيم، وأن هناك الكثير من الاستراتيجيات، أكدت هذا التوجه منذ زمن بعيد، لافتا إلى أن العالم الآن لا يتحرك بمنطق المواطنة، وإنما يتحرك بمنطق الصراعات التي تتكرس إلى هذا اليوم. وبيّن عبد المنعم، أن تصدير فكرة تواجد الإرهاب في البلدان العربية، يسبب مشكلة للأمن القومي العربي، خاصة مع إبراز عدم القدرة في احتواء هذا الإرهاب، قائلا أن الأمن القومي له حدود كبيرة للغاية لا يمكن تخيلها، وبالتالي لابدّ على المسئولين المصريين أن ينتبهوا لهذا الأمر، وان لا يصدروا دائما صورة الإرهاب المصري للخارج، مع عدم القدرة على السيطرة، مشددا أن هذا خطيرا للغاية، ويجب التنبه إليه. الغلق شر لابد منه كما أكد الدكتور سعيد اللاوندي، ألمتخصص في السياسات الدولية، أن قضية اللاجئين، تعد من أكثر القضايا حساسية، ويجب التعامل معها، بحذر شديد للغاية. وأضاف في تصريحات خاصة ل"الفجر"، أن خطورة قضية اللاجئين تتمثل في الأعداد المتزايدة، التي تتجه صوب الدول الأوروبية، منوها على أن إغلاق الأبواب في وجوه هؤلاء اللاجئين، ربما يجعل الكثير منهم منضما إلى الجماعات الإرهابية، نتيجة عدم إيواءه. وأوضح اللاوندي، أنه في ذات الوقت ينبغي عودة اللاجئين السوريين، إلى دولتهم، حيث أن إفراغ سوريا من مواطنيها، يعد مخططا صهيونيا، يفك من خلاله الدولة السورية، وبالتالي سيؤثر تأثيرات سلبية على الأمن القومي العربي.