في صباح الثالث من يناير لسنة 1948 ،التقت صحيفة أخبار اليوم بأحد أظرف النصابين في التاريخ المصري وهو رمضان أبو زيد العبد أو الشهير ب"الراجل اللي باع الترماي" ،الطريف في الأمر أن الجريدة التقت به فور خروجه من السجن لتمضية عقوبة الحبس في جريمة بيع التروماي و كان يبغ حينها سبعة وعشرون عاماً و بحسب ما ذُكر فأن رمضان كان قد بلغ مرحلة التعليم الثانوي قبل أن يهجر الدراسة و أحترف النصب على البسطاء كان لرمضان حوادث نصب أخرى حُبس بسبها قبل واقعة التروماي ، وأول ما لفت انتباه المحرر كانت تلك الإبتسامة العريضة التي تطغى على ملامح رمضان وهو يحكي تفاصيل عملية التروماي بحيث تجعك تشك في أنه سيحكي مزيد من الوقائع الأسطورية الأخرى ، ولكن رمضان يقطع وهم الحكايات وهو يقول : خلاص بقى .. يعني حاعمل أيه ..أبيع البحر ؟ و أصل الحكاية أن رمضان كان قد أعتاد على ركوب الترام رقم 30 من شارع القصر العيني ، ووقف الى جواره أحد القرويين و بعدما قام رمضان بتقيمه أدرك انه ضحية سهلة فأقترب منه و قدم له سيجارة و أفتتح معه كلاما وعرف منه أن هذا القروي يدعى حفظ الله سليمان و أنه حضر الى القاهرة ومعه مبلغ من المال يريد أن يبدأ به حياته في القاهرة فعرض عليه رمضان العديد من المشروعات و الأعمال غير ان حفظ الله رفضها جميعا ، وعندما أبدى هذا الأخير ملاحظته حول إذدحام الترام ، التمعت الفكره في ذهن النصاب المحترف فعرض عليه شراء الترام رقم 30 فرح حفظ الله على الفور و بالفعل قام رمضان بإصطحاب ضحيته الى مكتب أحد المحامين و بالإتفاق مع صديق لرمضان تم توقيع عقد البيع نظير 200 جنيه دفع منها 80 جنيه نقدا و الباقي نظير أيصالات أمانه قام بتوقيعها وبعد توقيع العقد نزل رمضان و حفظ الله الى محطة الترام وما أن أقترب الترام حتى صعد كلاهما و قام رمضان بدفع ثمن التذاكر دون أن يلاحظ حفظ الله و حرص على أبقاء الباقي كبقشيش للكمسري الذي قام بتحيته أمام حفظ الله كذلك فقد قام رمضان بتوصية الكمسري على الاهتمام بحفظ الله و أنزاله في أخر الخط ، وقبل أن يغادر رمضان الترام رفع صوته الى حفظ الله مشدداً عليه بضرورة الأنتباه و عد الركاب و المطالبة بالأيراج وعندما وصل الترام الى نهاية رحلته قام حفظ الله بالتوجه الى الكمسري و طالبه بالإيراد لتنكشف اللعبة و لكن بسب كون رمضان نصابا محترفا فقد تم التوصل اليه عن طريق الشرطة و أمضى عامان و نصف العام وراء القضبان بسبب بيع التروماي .