سرق هاتفها المحمول ونقل صورها الخاصة من داخل غرفة نومها كشفت إحصائيات صدرت مؤخرًا عن عدد من المنظمات الحقوقية المصرية أن 68% من النساء العاملات يتعرضن للتحرش الجنسى من رؤسائهن فى العمل، وتكرر الأمر بشكل مخيف ينذر بكوارث، خصوصًا فى ظل تفضيل غالبية المتحرش بهن للمواجهة. وإحدى هؤلاء اللائى قررن المواجهة تعمل موظفة بأحد مراكز شباب محافظة الجيزة، وتبلغ من العمر نحو 38 عامًا، وقالت ل«الفجر» فوجئت بمديرى فى العمل يبتزنى فى أحد الأيام، وقدم لى صورًا حصل عليها خلسة ذات مرة عندما تركت هاتفى المحمول على مكتبى، أثناء انشغالى بإنهاء بعض الأمور الخاصة بالعمل . وحاول معى كثيرا، لكنى رفضت ابتزازه ومراوغاته المستمرة، لقد أخطأت عندما تركت هاتفى، لكنى لم أظن أن مديرى أو زميلى بالعمل قد يقوم بنقل صورى الخاصة التى التقطها لى زوجى ليراودنى عن نفسى ويهددنى بنشر هذه الصور على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» وإيصالها لأبنائى. لم يكن أمامى سوى خيارين لا ثالث لهما، إما الانصياع لتهديدات المدير المستمرة والوقوع معه فى جريمة الزنى، أو الإبلاغ عنه وليفعل الله ما يريد، وبعد فترة لم تتجاوز اليومين من التفكير قررت إبلاغ زوجى بما حدث، وعدم الانصياع لتهديدات هذا المدير المتحرش. الغريب فى الأمر أن واقعة ذلك المدير معى لم تكن الأولى من نوعها، إذ كشفت التحقيقات التى حدثت فيما بعد تاريخه الملىء بهذا النوع من الحوادث والابتزازات، حيث لم أكن أنا الضحية الأولى، حيث كانت ضحيته السابقة موظفة أخرى، لكنها سلكت الطريق الآخر الأكثر مسالمة، وتركته يتحرش بها وقتما وكيفما شاء، خوفًا من قطع عيشها والفضيحة. أما فيما يخصنى فقد قدمت على إجازة بدون رصيد لمدة طويلة؛ لتفادى الصدام مع مديرى الذى يملك نفوذا أقوى منى، ولن أحصل فى النهاية سوى على خسارة سمعتى ووظيفتى كما اعتقدت آنذاك. ونصحنى زوجى بتحرير محضر لمديرى فى قسم الشرطة، وبالفعل سمعت نصيحة زوجى وحررت شكوى ضد مديرى المتحرش بالنيابة الإدارية، اتهمته فيها بالابتزاز الجنسى وسرقة تليفونى المحمول، وتعرضت لمساومات عديدة منه وهددنى بفضحى وفضح عائلتى والتشهير بزوجى وبى، وما زالت التحقيقات فى هذه القضية سارية حتى الآن. وخلال التحقيقات التى جرت فى النيابة الإدارية أنكر المدير كل الاتهامات الموجهة إليه، وادّعى أننى حصلت على مبلغ مالى 11 ألف جنيه منه على سبيل «سلفة» ولم أردها إليه، لذلك ادعيت عليه بشكواى تلك، إلا أنه لم يقدم للنيابة أى مستندات أو شيكات أو إيصالات أمانة تؤكد صدق كلامه، خصوصًا أن المبلغ المالى الذى حصلت عليه منه ليس بسيطا كما يدعى، الغريب أنه ورغم كذبه ساومنى للتنازل عن القضية وهددنى علنًا أمام زملائى فى العمل.