تواصل السلطات الأمريكية، الثلاثاء (11 أكتوبر 2016)، محاولات إنقاذ المئات من مواطنيها والمقيمين في ولاية نورث كارولاينا التي ضربها إعصار ماثيو المدمر. واستخدمت السلطات المختصة -بحسب وكالة "رويترز"- قوارب وطائرات هليكوبتر بعدما غمرت الفيضانات بلدات بولاية نورث كارولاينا، وحذر مسؤولون من أن فيضانات الأنهار التي تهدد الحياة سوف تستمر لأيام. وفي الولاياتالمتحدة ارتفع عدد القتلى بسبب الإعصار ماثيو إلى 23 قتيلا على الأقل نصفهم تقريبًا في نورث كارولاينا. وأودى الإعصار بحياة نحو ألف شخص في هاييتي، وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون يوم الاثنين إن بعض البلدات والقرى في هاييتي "شطبت من على الخريطة". وذكر البيت الأبيض أن الفيضانات دفعت الرئيس الأمريكي باراك أوباما لإعلان حالة الطوارئ في نورث كارولاينا، أمس، لتخصص بذلك موارد مالية اتحادية للمتضررين في 10 مقاطعات اجتاحتها العاصفة. وغمرت المياه الكثير من المنازل والمتاجر في لامبرتون وشوهد السكان يتنقلون في البلدة على متن قوارب صغيرة. ورغم عودة التيار الكهربائي إلى بعض المناطق فإن نحو 1.1 مليون شخص ما زالوا يعيشون دون كهرباء في ولايات فلوريدا وجورجيا ونورث كارولاينا وساوث كارولاينا وفرجينيا. وفيما كان يبادر سكان الولاياتالمتحدةالأمريكية (على امتداد الساحل الجنوبي الشرقي للبلاد) إلى الهرب من منازلهم نحو مناطق الداخل الأمريكي، خوفًا من إعصار "ماثيو" المدمر الذي يتجه نحو المناطق المذكورة، بادر الملحق الثقافي بسفارة المملكة العربية السعودية بواشنطن، د. محمد العيسى، بتوضيح الدور الذي تقوم به السفارة في متابعة وإخلاء أفراد الجالية السعودية (من جميع الفئات)، في محيط المناطق التي يستهدفها الإعصار. وقال "العيسى"، إن جميع رعايا المملكة هناك أحوالهم مطمئنة، ولا توجد أي حوادث أو إصابات حتى الآن، وأنه تم إخلاء حالات في المناطق المستهدفة، وتوجيههم إلى فنادق آمنة، وطالبناهم بإرسال جميع الفواتير المتعلقة بالإقامة على مقر السفارة لتعويضهم". وبين "العيسى" أن هناك تواصلا بين السفارة والقنصلية مع الجالية، وتم تعميم بريد إلكتروني تحذيري لتوخي الحيطة والحذر لجميع الطلاب الذين يدرسون في ولاية فلوريدا وجورجيا وكارولينا الجنوبية والشمالية، وأسرهم وكل رعايا المملكة هناك". وفيما أوضح "العيسى" أنه "تمت مطالبة الجميع بضرورة الاستماع لنصائح السلطات والأجهزة المحلية في الولايات المذكورة"، فقد سارع السكان الأمريكيون في المناطق التي يتجه نحوها الإعصار لتخزين الإمدادات، وأظهرت طوابير الحصول على البنزين حالة القلق الشديد من "ماثيو" المدمر. ويندفع الإعصار ماثيو الأقوى في الكاريبي نحو جامايكا وهاييتي على مسار يتوقع الخبراء أن يقوده إلى شرق الولاياتالمتحدة، ويمتدّ فصل الأعاصير في المحيط الأطلسي عادة بين مطلع يونيو حتى 30 نوفمبر من كل عام. وازدحمت الطرق (في وقت سابق لهجوم الإعصار)، بفلوريدا وجورجيا ونورث كارولاينا وساوث كارولاينا، كما نفدت الإمدادات من محطات الوقود والمتاجر مع اقتراب العاصفة التي تحمل معها ارتفاعا في الأمواج وأمطارا غزيرة ورياحا تبلغ سرعتها حوالي 205 كيلومترات في الساعة. وحثّ الرئيس الأمريكي، باراك أوباما (وحكام الولايات)، ملايين الأشخاص على إخلاء منازلهم أو الاستعداد لمواجهة الإعصار الذي ضرب جزر البهاما، وسط تأكيدات بأنه الأعنف خلال السنوات العشر الماضية.