بدأت أمس الأربعاء 28 سبتمبر من الحادية عشرة وحتى الثانية والنصف ظهراً، بسينما مركز الإبداع بالأوبرا فعاليات ورشة السينوغرافيا للكاتب والمخرج المسرحي الهندي إبيشاك ماجومدار، وذلك ضمن فعاليات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي، برئاسة د. سامح مهران. استهلت الورشة بشرح مختصر من المدرب ابيشاك نبذة تاريخية عن المسرح الهندي وكيفيه تطوره في الفترات الأخيرة، بالإضافة إلى تقديم لبعض العروض المسرحية الخاصة به، وكيف يمكن لصانع السينوغرافيا أن يقدم حكياً أو سرداً مسرحيا بشكل مرئي، كما أضاف أن لكل مصمم له رؤيته الخاصة وإبداعه وبصمته التي لا تتشابه مع أحد، مؤكداً على ضرورة تواجد مصمم المناظر مع بدايات العمل المسرحي، حتى يتثنى له أن يقدم رؤيته الخاصة بالعمل المسرحي. ثم بدأ إبيشاك بالتعرف على المتدربين وما إذا كانوا قد عملوا في مسرحيات من قبل، وما هو المتوقع من الورشة بعد انتهاء التدريب؟ وفي أثناء التعارف بدأ أبيشاك بكتابة بعض الملاحظات التي استخلصها من كلمات المتدربين والتي تلخصت في ثلاثة نقاط هي، أن البعض متوقع أن يتعرف علي المنهج الذي يعمل به ابيشاك، وأن الرؤى المختلفة والأساليب الجديدة العالمية في مجال السينوغرافيا، وأيضا السينوغرافيا في المسرح الهندي. وقد علق أبيشاك على هذه التوقعات حيث قال،"لا أظن أنه يوجد شخص واحد لديه كل تلك الخبرة، في هذه الأشياء، ولكني سأقوم بمشاركتكم كل ما أعرفه، وبالتالي سأستمع إليكم وسأشارككم خبراتكم أيضاً، بحيث تكون الورشة تفاعلية وليست مجرد محاضرة نظرية، وتم توزيع بعض أوراق الرسم والألوان على المتدربين، وطلب إبيشاك أن يقوم كل متدرب برسم حلم مر به وأثر فيه بشكل كبير، وله تأثير عليه فالمطلوب من كل متدرب أن يرسمه، وليس بالضرورة أن يكون رسام بارع، ولكن يجب أن يكون الحلم معبراً عن تجربته الخاصة، كما طلب أيضاً من كل متدرب أن يتضمن الرسم الإجابة على ثلاثة أسئلة هامة وهي : أولاً ماذا حدث في الحلم؟؟ ثانياً : ما هي مشاعر كل متدرب تجاه هذا الحلم ؟ ، ثالثاً معني الحلم من وجهة نظر كل متدرب ؟، وأعطى مدة زمنية قدرها 15 دقيقة للإنتهاء من التدريب. ثم علق أبيشاك على ما فعله المتدربون بأن : مع كل رسمه سنكتشف أن كل شخص منكم له شخصية مختلفة وخبرة مختلفة وحلم مختلف عن الأخر حتى لو كان قريب منه وحتى لو مر بنفس التجربة ونفس الخبرة، ولكنها تختلف عن الآخر سواء في الحكي أو السرد أو التعبير بالرسم، أي أن الطريقة التي يعبر بها كل شخص حتى لو كانت على نفس الحدث تكون مختلفة. واستطرد ابيشاك إن ذاكرة الإنسان نفسها تتغير مع مرور الزمن، بحيث يعيد سرد بعض تلك الأحداث بشكل مختلف عمَّا كان يعبر عنها من قبل، كما طلب من المتدربين بأن يتبادلوا أوراقهم ويعلق كل منهم على حلم زميله بالتدريب، في 3 جُمل، ثم يعيد كل منهما ورقة الحلم إلى مرة أخرى إلى صاحبها، ويقوم كل متدرب بقراءة مع ما كتبه زميله ، ويعيد النظر إلى الرسم ويقوم بإضافة بعض التعديلات وفقا لما تم كتابته على ورقته. ومضى ابيشاك في الحديث عن الانغماس في المحلية فقال هو طريقك إلى العالمية وخاصة إذا كان ما تفعله متعمق في النفس البشرية ويتماس مع العالم فالأفضل ألا تنظر ما يفعله الآخرون ويجب أن تعبر بشكل جيد ومتعمق فيما تقدمه، كما قام ابيشاك بعرض جزء من عرض مسرحي، قام بتقديمه وطلب من المتدربين أن يقولوا أهم الملاحظات التي شاهدوها في ذلك العرض كما نوه على المتدربين عدم الانسياق وراء كل ما هو حديث أو موضة وخاصة في مجال الإضاءة أو الصورة المرئية حيث تتشابها كلها بعضها مع البعض دون تشغيل الخيال الخاص بصانعي الصورة المسرحية فيجب عليهم تشغيل خيالهم بشكل دائم مع التعمق في ثقافته المحلية والنظر إلى جوهر الفنون الذي يقدمه وقبل أن أجيب على الثلاثة محاور التي تريدون معرفتها يجب أن يسأل كل متدرب فيكم سؤال هام ، وهو لماذا أقوم بعمل مسرح ؟ وما هي الذاكرة البصرية التي يجب أن أظهرها على المسرح ؟. كما نوه على شيء هام وخاصة الطلاب من المتدربين حيث قال " أن أخطر شيء يحدث هو أن تكون كل الصور متشابهة، أو الموضة التي يصنعها كل مصممي المناظر على المستوي العالمي، وفي هذا قتل للخيال والتجربة الشخصية وخاصة للطلاب كما أضاف ابيشاك أن ثاني تلك الأشياء الخطيرة وهي أن يحلم كل طالب بأن يقوم بعمل عرض كبير ومسرح ضخم ومسرحيات ضخمة ويحوز على إعجاب الناس وهذا خطر لأن فيه قتل للحلم وللإبداع ، بحيث يجب أن يبتعد المتدربين عن التماثل والتشابه مع الآخرين. وانتهت فعاليات اليوم الأول بطلب من المتدربين بعمل تصور عن عرض مسرحي غير مصري عالمي، وليكن "هاملت" على سبيل المثال وتمصيره ووضع تصور للديكور في ورقة، وتصور للملابس في ورقة أخرى، بالإضافة إلى كتابة شرح تفصيلي يشرح فيه المتدرب طريقه اختياره لهذا التصور وهذه الملابس، بالإضافة إلى التصور العام الذي يريد أن يقدم فيه العرض بهذا الشكل، كما أتاح لهم حرية اختيار أي عرض، بشرط أن لا يكون مصري ، بل يقوم بتمصيره ، قام بترجمة الورشة معتزة عبد الصبور والمخرجة عفت بركات . يذكر أن مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي برئاسة د. سامح مهران، يقيم 6 ورش مسرحية لمدربين دوليين بمجالاات التمثيل والسينوغرافيا والكتابة والإخراج المسرحي، تحت إشراف د. دينا أمين مدير المهرجان، وترجمة الفنانة معتزة صلاح عبد الصبور، والمخرجة عفت يحيى.