عام كامل مر على تكليف الرئيس عبدالفتاح السيسي، المهندس شريف إسماعيل بتشكيل الحكومة الجديدة في 19 سبتمبر الماضي، عقب استقالة حكومة المهندس إبراهيم محلب. جاء على خلفية قضية الفساد الكبرى التي تورط فيها وزير الزراعة السابق صلاح هلال الدين ومساعده محي الدين محمد السعيد، بعد تلقيهم رشاوى عينية تقدر قيمتها ب 11 مليونا و283 ألف جنيه، من رجل الأعمال أيمن محمد رفعت الجميل رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات "كايرو ثري ايه". رحل "محلب" وجاء "إسماعيل" انتظر المواطنين قرارات حاسة تقيم العدل، وتقضي على الفساد، وتضع مصر على خطى التقدم والرقي، لكن عادتًا ما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.
غلاء الأسعار شهدت الفترة التالية لتولي حكومة المهندس شريف إسماعيل، ارتفاعًا غير مسبوقًا في أسعار المواد الغذائية، والسلع الأساسية والخضروات، لتجتاح عدد كبير من الأسواق المصرية، وتزيد من أعباء الفقراء.
إغراق محافظات مصر لم تستطع حكومة شريف إسماعيل، تدارك أزمة الأمطار التي تسببت في غرق محافظة الإسكندرية في بداية موسم الشتاء، ونتج عنها خسائر بشرية ومادية، وتوقفت الحياة اليومية بالكامل لأهل الإسكندرية، وسط تقاعس وتخاذل من المسئولين، الذين لم يحركوا ساكنًا لإنقاذ الوضع، وللمرة الثانية على التوالي غرقت محافظاتالبحيرة ودمياط، واختفت معالم بعض القرى تمامًا مثل قرية عفونة، التي اجتاحتها السيول مدمرة معالم الحياة فيها تمامًا.
عودة السوق السوداء في إطار سعي حكومة شريف إسماعيل، لخفض عجز الموازنة العامة وزيادة الاستثمارات، عن طريق تقليل الفجوة بين قيمة الدولار والجنيه المصري، أعلن البنك المركزي انخفاض الاحتياطي النقدي من العملة الاجنبية لمصر بنسبة 1.76 مليار دولار، لتمر مصر بأزمة اقتصادية جديدة لم تشهدها منذ سنوات، مما اضطر الحكومة إلى الحصول على قرض بقيمة 3 مليار دولار من البنك الدولي، في محاولة لخفض العجز، ومع استمرار ارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه المصري، وعدم القدرة على توفير العملة الأجنبية، ظهرت السوق السوداء مرة اخرى، مما أدى إلى استقالة هشام رامز محافظ البنك المركزي.
انهيار السياحة في عهد إسماعيل ضُرب قطاع السياحة بالكامل بعد سقوط الطائرة الروسية المنكوبة فوق جزيرة سيناء، والتي راح ضحيتها ركاب الطائرة بالكامل، مما أدى إلى إجلاء الدول الأجنبية لرعاياها، مثل بريطانيا وأمريكا وروسيا، خاصةً بعد إعلان تنظيم «داعش» مسئوليته عن تفجير الطائرة، مما أدى إلى توقف السوق السياحي تمامًا في مدينة شرم الشيخ، فضلا عن اختطاف أكثر من طائرة، وعدم تأمين المطارات جميعا ساهم في ضرب السياحة.
انتهاكات الشرطة الداخلية أما عن حوادث الداخلية فحدث ولا حرج، فخلال العام الماضي، وقعت عشرات الحوادث بطلها أمناء الشرطة في الغالب أما داخل أقسام الشرطة، أو في الشوارع، أو في أماكن متفرقة بإنحاء الجمهورية.
أزمة القمح في الشهر الماضي أعلنت مصر، أكبر مستورد للقمح في العالم، عن تفتيش حكومي في منظومة القمح بعد صدور رقم أعلى من المعتاد للكميات الموردة محليا، أثار شبهات، أطلقها مسئولون كبار في القطاع وتجار وأعضاء بالبرلمان، في وقوع عمليات احتيال محتمل، هذه الوقائع الجديدة هي أكبر قضية فساد تم اكتشافها هذا العام، بحسب تصريحات اللجنة البرلمانية التي شكلها مجلس النواب للتحقيق في التلاعب الذي جرى، خاصة بعدما نفت وزارة الصحة ما أشيع عن أن القمح المستورد غير مطابق للمواصفات فيما يخص فطر الأرجوت، بعد انتشار تحذيرات من خطورة القمح المستورد.
قرض صندوق النقد في الوقت الذي تسببت فيه هذه أزمة الدولار بتصاعد الخلافات بين عدد من الشركات الدولية العاملة في الدولة مع الحكومة التي تعجز عن توفيره ، أعلنت حكومة شريف إسماعيل أنها تستهدف تمويل برنامجها الاقتصادي بنحو 21 مليار دولار على 3 سنوات بدعم من صندوق النقد الدولي، دون توضيح ما إذا كان ال 21 مليارًا كلها من صندوق النقد الدولي أم من جهات أخرى أيضًا.
ارتفاع الأسعار في سابقة هي الأولى من نوعها ارتفع سعر جرام الذهب بشكل جنوني تأثر به الغني والفقير من أبناء الشعب المصري، حيث ارتفعت أسعار الذهب في مصر بشكل حاد في الأسبوع الماضي، بسبب تزايد حدة أزمة الدولار، التي تعاني منها مصر منذ عدة شهور تلك الزيادة السريعة في ارتفاع الأسعار أدت إلى تدشين بعض القرى حملات تدعو إلى مقاطعة الشبكة والذهب. سعر الدولار من بين تلك الأزمات التي تسببت في خسائر كبيرة للمصريين، ارتفاع سعر الدولار ليتعدى ال13 جنيها في السوق، مهددة بذلك عرش الجنيه المصري في أخطر ضربة للاقتصاد المصري. نقص الدواء تعتبر أزمة نقص الأدوية من المشاكل المستمرة مع حكومة شريف اسماعيل، حيث بلغ عدد الأصناف التي ليس لها بديل مئات الأصناف، وقد بدأت أزمة الأدوية تتفاقم منذ أكتوبر 2015، فأدوية تعالج القلب والمخ وعددًا كبيرًا من الأمراض الحيوية اختفت من الصيدليات تدريجيا وتسببت في أزمة كبيرة في صحة المواطن تُعرض حياة المئات للخطر وربما للموت ببطء، وازدات الأزمة سوءً بعد ازمة نقص الدولار، كما شهد سوق الدواء فى مصر حالة من الارتباك الشديد بسبب التلاعب فى أسعار الدواء وإحكام السيطرة على الصيدليات الامر التى بات يهدد عرش وزير الصحة فى حكومة شريف إسماعيل.
تسريب امتحانات الثانوية العامة تعتبر تسريبات امتحانات الثانوية العامة من أبرز التحديات التي فشلت حكومة شريف إسماعيل في مواجهتها، فوزارة التربية والتعليم لم تتفاجئ بتسريب الامتحانات بل كانت على علم بأن هناك مجموعة من الصفحات على الإنترنت، أعلنت تحديها للوزارة وعزمت على تهريب الامتحانات لكن الوزارة لم تستطع مواجهة هذه الظاهرة حتى الآن، الأمر الذى يعجل بإقالة وزير التربية والتعليم الهلالي الشربيني. دراج: الأداء السياسي للحكومة هزيل من جهته قال الدكتور أحمد دراج، الخبير السياسي، إن التقييم الشعبي لحكومة "إسماعيل" ضعيف للغاية، وأدائها ضعيف ويشوبها كثير من الفساد مستشهدًا بآخر قضية فساد التي كان آخرها "التموين". وأضاف دراج في تصريح خاص ل"الفجر" أن الأداء السياسي هزيل، ووضع الاقتصادي في عهدها سيئ للغاية، وليس لديهم أي شيء يقدمونه. وأوضح الخبير السياسي أن العيب ليس في الحكومة أو التعديلات الوزارية، وإنما في وضع سياسات جديدة وأسس تقوم عليه البلاد.