الحاج صلاح طلبة ذو ال 47 عاما وال 9 أولاد من البنين والبنات رجل سيفوتك الكثير إذا لم تلتق به وسيفوتك حتمًا التعرف على تجارته المثيرة التي توارثها هو وأجداده لأكثر من 300 عام، بمنطقة أبورواش بمحافظة الجيزة. وفي زيارة قصيرة لأول حديقة حيوان خاصة، والتي لم يسمع عنها كثير من المصريين بينما يعرفها جيدًا الكثير من الأجانب والعلماء وأساتذة الجامعات. زوج من الأسود النادرة ضمن حيوانات "طلبة" للوهلة الأولى ستعتقد أنك داخل نموذج مصغر من حديقة الحيوان بالجيزة ولكن بعد دقائق قليلة من ملاحظة النظافة والرعاية الذي تحظى بها الحيوانات ستتأكد أنك لست في حديقة الجيزة، وعلى الرغم من صغر مساحة المكان ولكن يوجد بها العديد من أنواع الحيوانات من أقفاص الشمبانزي وأنواع مختلفة من القرود والذئب المصري والقط البري والضباع والطاووس والدجاج والأوز الفرعوني. بالإضافة إلى العديد من الزواحف كالتماسيح والثعابين والأناكوندا العملاقة، وزوج من أسود "بوما" النادرة الذي تم إضافته حديثًا للحديقة. كما يتم إعداد قاعة للأفراح في الدور الثاني للحديقة تم تصميمها لتكون "كوشة" العروسين فوق قفص الأسد مباشرة!. صيد الحيوانات مهنة متوارثة في عائلات "طلبة" ومع كوب من الشاي وواجب الضيافة بدأ الحاج صلاح حديثه عن مشروعه الصغير، قائلا: "توارثت مهنة صيد الحيوانات أبًا عن جد وعائلة طلبة المعروفة لكل هواة تربية الحيوانات في مصر وخارجها فضلا عن أساتذة وطلبة كليات العلوم والطب البيطري الذين يعتبروا "زبائن" دائمين لفئران التجارب والضفادع وأنواع من الثعابين والحشرات. والعائلة بالكامل تعمل بصيد وبيع الحيوانات فضلا عن من علمناهم المهنة بسيناء والفيوم والصحراء الغربية وكل شبر بمصر تقريبًا. وبمدخل الحديقة يعلق الحاج طلبة صورة له مع أحد الأسود، والذي قال عنها: "إنها صورة لأنثى أسد وأنها حصلت على لقب ملكة جمال الأسود في 2012 وتم تصديرها لهولندا في أول عملية تصدير لحيوان تتم من مصر. وتابع: "أنا مش ببيع حيواناتي لأي حد ولازم قبل ما أبيع حيوان أبص للي هيشتريه ولو شكله معجبنيش برفض أبيع لأن الحيوانات دي أمانة وأنا بحافظ عليها ومحبهاش تتهان"، موضحًا أن تجهيز قفص للأسد قد استغرق عامين ليليق به. وعن تجارة الحيوانات بمصر أكد طلبة، أن بيعها وتصديرها يواجه العديد من الصعوبات والمعوقات على الرغم من أنها يمكن أن تدر أرباحا طائلة قائلا: "عرضت منذ سنوات عقد لرعاية حيوانات حديقة الجيزة مقابل مليون جنيه شهريًا ولكنه لم يلقى اهتمام من قبل المسؤولين". ممنوعون من تصدير "البرص" بحجة أنه ثروة قومية! وأشار طلبة، إلى أن الدولة تمنع تصدير الحيوانات كالذئب المصري والزواحف كالأبراص والثعابين والحرابي والتماسيح والحشرات كالخنافس وفرس النبي بحجة أنها معرضة للانقراض على الرغم أنها موجودة وبوفرة وتباع داخل مصر بجنيهات زهيدة بينما تباع بالخارج بمئات الدولارات ويكفي أن تعرفوا أن التمساح المصري يباع ب100 جنيه داخل مصر بينما يتم تصديره للخارج ب 900 دولار وكذلك يباع الثعلب المصري ب 20 جنيه ويتم تصديره للخارج ب 700 دولار أما البرص فيتم تصديره ب100 دولار ولكن الدولة ترفض تصديره بحجة أنه ثروة قومية!!. ومنذ أيام قليلة فقط استطاع "طلبة" الحصول على ترخيص رسمي لحديقته الصغيرة من الهيئة العامة للخدمات البيطرية التابعة لوزارة الزراعة. وناشد طلبة، الرئيس عبد الفتاح السيسي بصفته المسؤول الأول في الدولة بإزالة المعوقات عن تلك التجارة التي يمكنها أن تكفل ملايين الدولارات لمصر إذا تم منح التراخيص الأزمة وتذليل المعوقات البيروقراطية لتصدير الحيوانات واستيرادها والاستفادة منها في جميع الأغراض العلمية. لمشاهدة الفيديو اضغط هنا