علمت "العربية.نت" من مصدر داخل إدارة النادي الأهلي السعودي، أن النائب المستقيل عبدالله بترجي كان يخطط للبقاء في المجلس الإداري حتى نهاية ولايته في منتصف عام 2019، بيد أن رسالة شرفية غير مباشرة طلبت من الرجل الاستثماري مغادرة المنزل الأخضر على الفور.
وبحسب المعلومات الخاصة التي حصلت عليها "العربية.نت"، فإن توجهات عبدالله بترجي اختلفت مع رغبة الشرفي الأمير فيصل بن خالد حول إنشاء هيئة مستقلة في قلب النادي كي تتمكن من خلالها تسيير الأمور المالية في شؤون كرة القدم على غرار دفع مرتبات اللاعبين والطواقم التدريبية وتحديد قيمة التعاقدات، وهو ما وافق عليه بترجي لاحقاً بمعية رئيس النادي مساعد الزويهري وسط مباركة الرمز الداعم الأمير خالد بن عبدالله الذي طالب الثنائي بالاستمرار ومضاعفة الجهود من أجل المحافظة على مكتسبات الفريق الأول.
ولكن نقطة التحول في موضوع الاستقالة حدثت منذ أسبوعين حينما تجاوزت الهيئة الجديدة حدودها المالية وباتت تتدخل في الشؤون الإدارية – الفنية، وهو ما قفز بشكل مباشر على مسؤوليات النائب بترجي الذي وجد تهميشاً كبيراً، وباتت أدواره غير واضحة بسبب التداخل مع أعضاء الهيئة التي يرأسها فيصل بن خالد، وبجانب عضوية كل من: الزويهري، مروان دفتردار، عبدالإله مؤمنة، محمد القنب، عبدالله الصبان، وليد عبدالرزاق، أحمد خوج، إضافة إلى منصب المشرف العام على كرة القدم حسام أبو داود الذي تم تعيينه قبل يومين.
ووسط الأحداث المتسارعة، رفض بترجي أن يكون مجرد عضو غير فاعل داخل مقر النادي، بل حاول التمسك بصلاحياته، بيد أن رسالة شرفية رحّبت بقبول استقالته في حال تقديمها، وهذا ما تم لاحقاً برحيل الإداري عن منصبه. فيما يتساءل مسؤول أهلاوي سابق عن هوية الرجل الذي دفع بالنائب بترجي نحو الاستقالة: "هل يستطيع أحد تنحية بترجي عن منصبه في حال رغب الرمز الكبير بالإبقاء عليه؟"، فيما يواصل حديثه قائلاً: "القصة غريبة، أحدهم سرّب لوسائل الإعلام اختفاء الأموال من النادي ضمن شائعة تأذى منها الزويهري وبترجي". وختم بقوله: "الإدارة لا تستطيع المساس بريال واحد دون معرفة المجلس التنفيذي المرتبط مباشرة بالمجلس الشرفي، فلماذا سياسة تحريض الرأي العام على الإدارة مسبقاً؟".
فيما حاولت "العربية.نت" التواصل مع الأمير فيصل بن خالد الذي رفض التجاوب مع كافة الاتصالات، أما المستقيل بترجي فرفض الحديث حيال الموضوع قائلاً: "لا أريد التعليق على الموضوع، أنا مبتعد عن التصريحات الإعلامية تماماً". بينما نفى الرئيس الزويهري الشائعات التي راجت حول رحيل مساعده بترجي، وكتب عبر صفحته الشخصية في تويتر: "بكل شفافية أقول استقالة البترجي ليست لها علاقة باختلاف وجهات النظر، الغالي عبدالله اعتذر لظروفه الخاصة التي تم تقديرها وهو معنا قلباً وقالباً".
ويعتبر عبدالله بترجي البالغ 32 عاماً، متخصصاً في إدارة الأعمال والتسويق، وقد نجح هذا الموسم في رفع مداخيل الأهلي بقيمة تتجاوز 30 مليون ريال – بحسب الموازنة التي أظهرتها الجمعية العمومية - فضلاً عن كونه أحد مهندسي عقد الخطوط القطرية الشريك الاستراتيجي للنادي والذي ينتهي العقد بينهما في الموسم المقبل.
وخلال عام كامل فقط، أعلن 8 مسؤولين رحيلهم عن النادي الأهلي بشكل رسمي، من بينهم عبدالله بترجي، إذ كان في طليعة الراحلين، الرئيس الفخري الأمير خالد بن عبدالله، تلاه الرئيس السابق الأمير فهد بن خالد، ومن ثم مدير الاحتراف فهد بارباع، والإداريون الثلاثة مروان دفتردار وباسم ابو داود وموسى المحياني، وأخيراً طارق كيال الذي حصل على وظيفة الإشراف على المنتخب السعودي في رحلة مونديال روسيا 2018 نقلًا عن العربية نت.