نشرت صحيفة "كوميرسانت" مقالا حول اللقاء الذي سيجمع رئيس الولاياتالمتحدة وحلفاءه الأوروبيين – بريطانيا، ألمانيا، فرنسا وإيطاليا في هانوفر لمناقشة مشكلات الشراكة الأورو-أطلسية. جاء في مقال الصحيفة: يجتمع اليوم في هانوفر زعماء الولاياتالمتحدةوبريطانياوفرنساوألمانيا وإيطاليا لمناقشة المشكلات الأساسية التي تواجه الشراكة الأورو-أطلسية. ويهدف اللقاء، الذي يعدُّ أحد اللقاءات الحاسمة لباراك أوباما قبل مغادرته البيت الأبيض، إلى تعزيز العلاقات بين الدول الغربية الكبرى، والتي تزعزعت بسبب الخلافات بشأن الأزمات الدولية والصعوبات التي يواجهها الاتحاد الأوروبي. وبعد "التحول نحو آسيا"، على أوباما أن يوازن سياسته الخارجية لتعزيز وجهتها الأوروبية؛ حيث يبقى محور الحفاظ على الوحدة الأورو-أطلسية هو مواجهة روسيا: الولاياتالمتحدة تطلب من حلفائها المزيد من المساهمة لتعزيز حلف الناتو، والضغط على روسيا في مسألة أوكرانياوسوريا، واستمرار العقوبات المفروضة عليها. إن لقاء أوباما مع زعماء بريطانياوألمانياوفرنسا وإيطاليا سيكون تتويجا لجولته في الشرق الأوسط وأوروبا، والتي شملت المملكة السعودية وبريطانيا. ويمكن اعتبار هذا اللقاء قمة مصغرة للسبع الكبرى (من دون اليابان وكندا)، مخصصة لمناقشة العلاقات بين الولاياتالمتحدة وحلفائها لتسوية المشكلات، التي تواجهها القارة الأوروبية. ومع أن بريطانياوألمانيا تُعدان الركيزة الأساسية للولايات المتحدة في الاتحاد الأوروبي، فإن ممثلي البلدين لم يخفوا حيرتهم من السياسة التي ينتهجها الرئيس الأمريكي. ففي لندن، صدمتهم التصريحات، التي كان قد أدلى بها أوباما إلى مجلة "أطلانتيك"، والتي رفع فيها الحجاب عن رأيه بأقرب حلفائه. لقد طلب أوباما من لندن المساهمة بنسبة اثنين في المئة من الناتج الإجمالي المحلي في ميزانية الناتو، مشيرا إلى أنه بعكس ذلك، فإن مستقبل "العلاقات الخاصة" مع الولاياتالمتحدة يصبح مهددا. وإضافة لهذا، ألقى على رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون ببعض اللوم بسبب الفوضى التي تعم ليبيا حاليا بعد إطاحة معمر القذافي؛ مشيرا إلى أنه "انصرف" إلى مسائل أخرى، ولم يولِ الاهتمام اللازم لهذا البلد. كما لامه لرفضه المساهمة في العمليات الحربية في سوريا، واعتبره غير قادر على الحصول على موافقة البرلمان البريطاني عام 2013. الأمر، الذي دعا عضو حزب المحافظين الآن دونغان إلى الرد على هذه التصريحات في تغريدة له في شبكة "تويتر" للتواصل الاجتماعي؛ حيث كتب "لقد انسحب أوباما من العراق وانهار كل شيء، وغادر الشرق الأوسط من دون أن يفعل شيئا في سوريا وليبيا وفلسطين، والآن يتهمنا". أما الشيء الآخر الذي أزعج السياسيين البريطانيين أكثر من تصريحاته بشأن سورياوالعراق وغيرها من الأزمات الدولية، فهو محاولته التأثير في نتائج الاستفتاء، الذي سيُجرى يوم 23 يونيو/حزيران المقبل بشأن خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي "Brexit"؛ حيث كان قد نشر مقالة في صحيفة "ذي ديلي تلغراف" يحذر فيها سكان بريطانيا من أن خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي سيكلفهم كثيرا اقتصاديا وسياسيا.