هيمن ملف العلاقات الأميركية الايرانية على أعمال منتدى أمريكا والعالم الإسلامي التي انطلقت في الدوحة. المنتدى تزامن مع انطلاق محادثات أمريكية إيرانية في جينيف حول الملف النووي وصفت ب"البناءة". قالت السفيرة آن باترسون مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى إن بلادها تعمل على تعزيزالعلاقات مع إيران. وأضافت "نعرف أن الرئيس حسن روحاني يسعى إلى تعزيز العلاقات الدائمة ". جاء ذلك في الكلمة التي ألقتها السفيرة باترسون خلال أعمال منتدى أمريكا والعالم الإسلامي التي انطلقت اليوم الاثنين 09 يونيو 2014، في العاصمة القطريةالدوحة بحضور الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر . لكن باترسون أضافت بأن الخلافات بين بلادها وإيران تتجاوز الخلاف النووي وخصوصا التهديد الذي يمثله البرنامج النووي لدول المنطقة والولاياتالمتحدة. وقالت " نعمل مع دول 5 + 1 لاختبار نوايا إيران. ووضعنا عقوبات قابلة للمراجعة على إيران تعبيرا عن جديتنا للتوصل إلى اتفاق معها. ولا نستطيع القول باليقين بنجاح هذه الجهود لكن ينبغي أن نسعى لحل دبلوماسي لوضع خطير جدا في المنطقة". وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل خلال زيارة في اكتوبر 2013 لقاعدة أميركية في قطر الدور الأميركي في أمن الخليج وقالت آن باترسون " إن الولاياتالمتحدة تدرك بأنه لا يمكن أن يكون هناك حل دائم للمشاكل التي تواجه المنطقة دون مشاركة وانخراط دول الخليج"، مشيرة إلى أن الولاياتالمتحدة لن تدخل في أي حروب أخرى في المنطقة برغم أنها تقود حلف شمال الاطلسي، (الناتو) وتلتزم بالدفاع عن حلفائها، وأنها ما زالت تمتلك أكبر ميزانية دفاعية في العالم. وقالت أنها تأمل في انعقاد المؤتمر الدفاعي الخليجي بين دول التعاون لمناقشة السياسة الخاصة بالخروقات الأمنية وتعزيز التعاون الدفاعي من خلال مراكز التعاون الأمني. وأضافت "إن دول المنطقة يجب أن تتولى مسؤولية العمليات الدفاعية وتنسيق الجهود والسياسات ومشاركات مختلفة في منطقة الخليج". وأشارت في هذا الصدد إلى أن السعودية قد اشترت 72 طائرة من طراز أف 15 وأن الإمارات تسعى لتحديث اسطولها من طائرات اف 16 وأن قطر والكويت والبحرين تعمل على تعزيز قواتها العسكرية بأسلحة متقدمة. واستطردت قائلة: "ومع هذا نقوم بدعم الدفاع المشترك للمنطقة وإيجاد مواقع ومراكز تقوم بمسح سماء المنطقة". وحول الوضع في سوريا أكدت باترسون التزام الولاياتالمتحدة العمل مع الدول المختلفة لمكافحة التطرف العنيف والمتجسد في العراقوسوريا وفقا لما جاء في حديث الرئيس أوباما حول مكافحة الإرهاب عناصره التي تشكل تهديدا للولايات المتحدة ولمصالحها ومصالح حلفائها . وقالت "سنعمل بشكل أكبر لمواجهة الارهاب الذي يمثله تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام/داعش/ والتي تنتعش في مناطق مختلفة شمال سوريا". وأوضحت أنه ولهزيمة داعش "يجب ان تعمل دول المنطقة بتناغم وتخطي الخلافات ووضع سياسات فعالة وحلول ناجعة لمواجهة هذا التهديد . وأضافت أن"استراتيجية مكافحة الإرهاب أحيانا تتطلب استخدام القوة العسكرية لكن يجب طرق السبل الاخرى الدبلوماسية للقضاء على الارهاب". وقال الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزيرالداخلية القطري أن العلاقات بين دول العالم الإسلامي والولاياتالمتحدةالأمريكية لايجب ان تقتصر على المصالح المشتركة، وإنما ينبغي إعلاء الشراكة في الإنسانية، والعمل على إزالة التوترات والتناقضات من أجل عالم يسوده الأمن والسلام والاستقرار لخير الإنسانية. لقاء سابق بين وزيري الخارجية الاميركي جون كيري والايراني جواد ظريف على هامش اجتماع حول الملف النووي في نوفمبر 2013 لقاء جينيف كان "بناءا" وفي سياق آخر، أعلن عباس عراقجي كبير المفاوضين الايرانيين ان الحوار بين الوفدين الايراني والاميركي الذي جرى الاثنين (التاسع من يونيو 2014) لدفع المفاوضات حول الملف النووي الايراني كان "بناء". ونقلت وكالة اسنا الطالبية الايرانية عن عراقجي قوله اثر محادثات بين الوفدين استغرقت ساعات عدة في جنيف "ان الحوار مع الولاياتالمتحدة جرى في اجواء ايجابية وكان بناء". واضاف ان "المحادثات ستتواصل غدا (الثلاثاء) في الساعة التاسعة" بالتوقيت المحلي. وبشكل متزامن، اعلنت الخارجية الاميركية الاثنين ان المحادثات في جنيف بين الاميركيين والايرانيين تعقد بسبب "عدم احراز تقدم كاف" خلال اللقاءات الماضية. وقالت ماري هارف المتحدثة باسم الخارجية الاميركية ان واشنطن ترغب في "القليل من الواقعية" في هذه المفاوضات. واستمر هذا الاجتماع الاول بين الوفدين الايراني والاميركي في حضور هيلغا شميت مساعدة وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون نحو خمس ساعات. وهو اللقاء الرسمي الأول بين ممثلين أميركيين وإيرانيين خارج جلسات التفاوض مع القوى الست الكبرى (الولاياتالمتحدة وفرنسا وروسيا وبريطانيا والصين وألمانيا) بشأن الملف النووي الإيراني، إلا أن لقاءات شبه رسمية بين الطرفين جرت في سلطنة عمان في 2013.