العرابي الحارثي: قضوا على إمكانية أي تعاطف معهم.. حمدان: السعودية ستطر الجماعة دلائل كثيرة تشير إلى عودة فتور العلاقات بين المملكة السعودية وجماعة الإخوان بعد أن قادت الثانية حملة هجوم على الأولى عقب رد «مصر» لجزيرتي «تيران وصنافير» للحجاز، فشمرت الجماعة عن ساعدها للتحريض على رفض اتفاقية ترسيم الحدود بين البلدين الشقيقين، كما حرصت على دعوة المواطنين للتظاهر لإسقاط الدولة. تطاول الإخوان أصدرت جماعة الإخوان بيانًا شديد اللهجة عقب اتفاقية ترسيم الحدود قالت فيه إنه لا يحق للسعودية وللملك سلمان احتلال المناطق المائية في مصر من غاز وغيرها لتعطي مصر فقط الفتات من الغاز، متسائلة: «ماذا تبقى بعد أن باع السيسي مصر وباع مياهها وباع نهرها وهجر أهل سيناء بسبب مكافحة الإرهاب الذي هو من يصنعه»- بحسب تطاولها. الإخوان ونكران الجميل ورغم أن وصول الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى سُدّة الحكم في المملكة العربية السعودية مطلع العام الماضي؛ حمل تغيرات في العلاقات فيما يتعلق بالخطر القادم من الإخوان المسلمين وبدت أكثر انفتاحا عليهم وعلى حلفائهم الإقليميين في قطر وتركيا، ذلك في مقابل تسخير كافة جهود المملكة من أجل التصدي للأخطار القادمة من إيران، إلا أن ذلك لم يشفع لهم وشنوا هجومًا شرسًا على المملكة بعد قضية الجزر في محاولة منها لتصدر المشهد وكسب أهداف شخصية. سعوديون ينقلبون على الإخوان على إثر ذلك شن عددًا من الإعلاميين السعوديين هجوما على الجماعة، بعد أن هدأت الأوضاع قليلًا في عهد الملك سلمان، بخلاف التوجه الذي اتبعه الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز تجاه هذه الجماعة. في هذا الشأن يقول الدكتور فهد العرابي الحارثي، رئيس مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام السعودي، إن جماعة الإخوان في مصر قضوا، لدى كثير من السعوديين، على إمكانية أي تعاطف معهم ومع قضيتهم والرئيس المعزول محمد مرسي، بعد هجومهم على المملكة العربية السعودية. وتساءل العرابي:« هل كان ينتظر خصوم السيسي والإخوان المسلمون أن يطلب الملك سلمان من مؤسسة الحكم أن تترجل عن الحكم؟ وهل هذا من مسؤوليته؟ أشياء غير معقولة». وأضاف قائلًا: «عندما تهاجم السعودية بذريعة أنها دعمت الاقتصاد المنهار الذي كان سيعجل بسقوط السيسي : نتساءل وما ذنب المصريين البسطاء في ذلك الانهيار؟». وتابع في سلسلة تغريدات له على "تويتر": «الإخوان المسلمون وخصوم السيسي يقولون إن اقتصاد مصر منهار فلماذا جاءت السعودية لتنقذه ؟ولو صح ما قالوا فهل هذه مثلبة تؤنب عليها السعودية؟». واستطرد: «إذا كانت السعودية دعمت بهذه الاتفاقيات اقتصاد مصر المنهار كما يقال فهذه مسؤوليتها القومية إذ يجب ألا تنهار الدولة يكفي ما لدينا من الدول الفاشلة». وأكمل: «لا أدري لمصلحة مَنْ تهاجم السعودية ومشروعاتها الحيوية في مصر ؟ ألا يدرك هؤلاء العميان أن هذه المشروعات مفيدة للتنمية ولمستقبل الاقتصاد المصري؟». وقال: «أهم الرسائل التي حملتها زيارة الملك سلمان لمصر أن مستقبل التنمية في الدولة الأكبر تقع ضمن أولويات السعودية فكأنها تقول: نعم المصريون أولاً»، مؤكدًا على أن الاتفاقيات السعودية مع مصر ليست هدية عابرة لمؤسسة الحكم هناك، بل هي مشروعات باقية ونامية ومستمرة على مدى السنين للمصريين والسعوديين. وشدد على أنه بهذا الهجوم الرقيع على السعودية يكون الإخوان المسلمون قد قضوا (لدى بعض السعوديين) على إمكانية أي تعاطف محتمل مع مرسي أو مع مشكلهم الراهن. وأوضح "العرابي" أن الهدف لم يكن الجزيرتين بل تخوين السيسي وإظهار السعودية مغتصبة لحق مصر والمتضرر الأكبر في هذه الحفلة هم الخصوم ومن بينهم الإخوان المسلمون. وتساءل مستنكرًا: «هل كان ينتظر خصوم السيسي والإخوان المسلمون أن يطلب الملك سلمان من مؤسسة الحكم أن تترجل عن الحكم ؟ وهل هذا من مسؤوليته؟ أشياء غير معقولة !». واختتم قائلًا: «ماذا ينتظر خصوم السيسي من السعودية هل عدم التعامل مع النظام القائم في مصر ؟ طبعا هذا غير مقبول ولا معقول في منطق السياسات والعلاقات الدولية». وبدوره احتفى الإعلامي السعودي «تركي الدخيل» في مقال له بعنوان «خمسة أيام غيَّرت وجه المنطقة!» في جريدة عكاظ السعودية، بزيارة الملك سلمان إلى مصر وما تضمنته من اتفاقيات كبناء الجسر البري وترسيم الحدود البحرية، وهاجم الرافضين للاتفاقية وفي القلب منهم الإخوان. أما الصحافي السعودي الكبير جمال خاشقجي المتعاطف مع الإخوان، فقد بارك ترسيم الحدود البحرية بين البلدين وتسليم الجزيرتين إلى السعودية، كما قام بمهاجمة الصحافة والإعلام المصري بسبب مواقف بعضهم المعارضة لنتائج الزيارة، إذ علق على العنوان الرئيسي لصحيفة «المصري اليوم» ب «آيه قلة الأدب هذه ؟.. أي صحافة هذه ؟».. الهجوم الذي شنه سعوديون على المعارضين لرد الجزر لهم دلل بقوة على وجود إرهاصات لتغيير سياسة المملكة تجاه الجماعة؟. طرد الجماعة من السعودية يرجح مجدي حمدان، الخبير السياسي، أن تطرد السعودية الإخوان من أرضها، وأن تصنف أفرادها على قوائم الإرهاب بتصريح رسمي، لكن بعدما تقوم أمريكا نفسها بتجريم الجماعة وهو لم يحدث حتى الآن. ودلل حمدان في تصريح خاص ل«الفجر» على بوادر أزمة بين الجماعة والمملكة بقوله إن وزير الخارجية السعودي في تصريحه الأخير لم يوجه هجومًا مباشرًا لجماعة الإخوان لكنه قالها بشكل مواري إن المملكة لن تسمح بوجود أي جماعة تقوم بالقتل، وهو ما يعني أن المملكة يمكنها أن تقوم بعدة إجراءات منها طرد بعض رجال جماعة الإخوان من أراضيها.