في ظل تأييد وترحيب الإعلاميين ونجوم المجتمع السعودي بإعلان مصر عن تبعية جزيرتي "تيران" و"صنافير" للسعودية، كان الموقف المصري منقسماً بشدة بين مؤيد ومعارض، الانقسام الذي اعتبره البعض غير مسبوق منذ وصول عبد الفتاح السيسي إلى سدة الحكم. الانقسام المصري تجلى في أوساط عدة، سواء على المستوى الجماهيري أو النخب، فالمسألة من الناحية التاريخية وأحقية السعودية بالجزيرتين انقسم عليها العديد من الخبراء العسكريين، كما تجلى أيضاً بين الفنانين والإعلاميين المصريين على الشبكات الاجتماعية. نجوم السعودية وفي ظل اختلاف موقف الفنانين المصريين بين تأييد ومعارضة، كان التأييد هو السائد بين الفنانين والإعلاميين السعوديين، حيث أعلن البعض تأييده صراحة على الشبكات الاجتماعية، أو بشكل ضمني من خلال إعادة نشر وثائق وخرائط تثبت تبعية الجزيرتين للسعودية، مثل الفنان فايز المالكي. الإعلامي وليد الفراج، احتفى على حسابه على تويتر بترسيم الحدود بين مصر والسعودية وإنشاء الجسر البري بين البلدين، والذي كان الرئيس الأسبق حسني مبارك السبب في تأخيره. الإعلامي السعودي تركي الدخيل احتفى في مقال له بعنوان "خمسة أيام غيَّرت وجه المنطقة!" في جريدة عكاظ السعودية، بزيارة الملك سلمان إلى مصر وما تضمنته من اتفاقيات كبناء الجسر البري وترسيم الحدود البحرية. الصحافي السعودي الكبير جمال خاشقجي، بارك ترسيم الحدود البحرية بين البلدين وتسليم الجزيرتين إلى السعودية، كما قام بمهاجمة الصحافة والإعلام المصري بسبب مواقف بعضهم المعارضة لنتائج الزيارة، إذ علق على العنوان الرئيسي لصحيفة "المصري اليوم" ب "آيه قلة الأدب هذه ؟.. أي صحافة هذه ؟". فيما اعتبر رئيس مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام، د. فهد العرابي الحارثي، أن من شكك في سلامة قانونية استعادة السعودية لتيران وصنافير هم من خصوم النظام المصري كجماعة الإخوان المسلمين، الأمر الذي اعتبره غير مقبول. انقسام مصري حاد العديد من الفنانين المصريين أبدوا رفضهم لقرار التخلي عن الجزيرتين للسعودية، وكان من ضمنهم الفنان عمرو واكد، والذي نشر على صفحته وثائق وخرائط تدعي عدم تبعية جزيرة تيران وصنافير للسعودية تاريخياً. من ضمن المواقف التي اعتبرها البعض بالمفائجة، كان موقف الفنان نبيل الحلفاوي، والذي اعتبر معارضة البعض لتنازل مصر عن الجزيرتين هو من باب الاصطياد في الماء العكر، مؤكداً على ثقة المصريين في جيشهم وقرارته والأخوة بين مصر والسعودية. الإعلامى إبراهيم عيسى قال في برنامجه "هنا القاهرة" اعترض على التخلي عن تيران وصنافير، واللتين يعتبرهما مصريتين جغرافياً وتاريخياً وسياسياً، وأنه حصل على وثائق ومستندات جديدة تثبت ذاك فضلاً عن ضعف الوثائق التى قدمتها الحكومة المصرية لتثبت ملكية الجزيرتين للمملكة السعودية. وأضاف عيسى عبر برنامجه "هنا القاهرة" الذي يذاع على قناة القاهرة والناس "أن الوثائق التي تقدمت بها الحكومة المصرية وانبرت الوسائل الإعلامية فى نشرها والتغني بها خاطئة، قائلاً "أهذا كل ما لديكم؟!.. أنتم عار على التفاوض"، مضيفاً أن الفريق الفني الذي تفاوض الفترة الماضية مع الجانب السعودي سيئ للغاية ولو قدر لهذا الفريق التفاوض لعودة طابا، لكانت طابا مع إسرائيل حالياً". وبعد غياب عن المشهد الإعلامي لأشهر عدّة عاد الفريق أحمد شفيق، المرشح الرئاسي المصري في انتخابات 2012، والمقيم في الإمارات منذ ذلك الحين، إلى الواجهة مرة أخرى من خلال بيان عن "الأحداث السيئة" التي وقعت في مصر خلال الفترة الماضية، عبر حسابه على موقع "فيسبوك" الاثنين 11 أبريل 2016، والذي تضمن تساؤلات عن الأدلة التاريخية التي استندت عليها الحكومة المصرية في التخلي عن الجزيرتين. الفنان أحمد بدير كان أيضاً ضمن مؤيدي التسليم والتخلي عن الجزيرتين للسعودية، بل وهاجم المعارضين للقرار في تصريحات لموقع مصراوي قائلاً: "من يدعون أن السيسي باع الجزيرتين للسعودية هم خونة ومأجورون وجهلة أيضاً لأنهم لا يفهمون شيئاً ولا يعرفون التاريخ جيداً". وأيدت الفنانة غادة إبراهيم على صفحتها على فيسبوك، تسليم الجزيرتين إلى السعودية، ونشرت على حسابها على تويتر، اقتباسات للكاتبين الراحلين جمال حمدان ومحمد حسنين هيكل عن رجوع الجزيرتين في الأصل إلى السعودية.