ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أن أندريس بيرينج بريفيك المتهم في أحداث النرويج الإرهابية التي وقعت يوم الجمعة الماضي كان شديد التأثر بمجموعات صغيرة من المدونين الأمريكيين الذين عمدوا على مدى سنوات إلى التحذير مما أسموه ب"تهديد الإسلام". وقالت الصحيفة - في سياق تقرير أوردته على موقعها الالكتروني - "إن الوثائق والمذكرات الشخصية التي نشرها المتهم على شبكة الإنترنت تضمنت أقوالا لبعض ما كتبه المدونون الأمريكيون بشأن التحذير من الإسلام ، كما بدا أنه تابع عن كثب المناقشات الحادة التي دارت على تلك المدونات". وأشارت الصحيفة إلى أنه جاء في الوثائق استنكار المتهم لفشل السياسيين النرويجيين "في الدفاع عن بلادهم من التأثير الإسلامي" في عبارة أخذها عن مدير موقع (جهاد ووتش) روبرت سبينسر ، كما جاء بها مقولات لعديد من الكتاب الغربيين الذين يرون أن المهاجرين المسلمين يشكلون خطرا محدقا بالثقافة الغربية. وأوضحت أن النقاد في أمريكا أكدوا أن تكثيف الضوء المسلط على التهديد من مسلحين إسلاميين أدى للحط من قدر مسلمي أمريكا على نحو غير عادل في الوقت الذي قلل فيه على نحو خطير من تهديد هجمات من جانب راديكاليين محليين آخرين. وفي هذا الصدد ، نقلت الصحيفة عن الضابط السابق بجهاز المخابرات الأمريكي (سي أي إيه) والخبير في مجال الإرهاب مارك ساجمان قوله "ليس من العدل أن ننسب عنف بريفيك إلى الكتاب الذين ساعدوه على تشكيل نظرته للعالم من حوله" لكنه أكد في الوقت نفسه أن كتاباتهم "المناهضة للجهاد" تعتبر البنية التحتية التي اعتمد عليها المتهم في سلوكه العدائي. وأضاف ساجمان - المتخصص أيضا في الطب النفسي - أن كتابات بريفيك خلت من أية علامات تدل على وجود مرض ذهني لديه ، مشيرا إلى أن شخصيته تتشابه كثيرا مع الشخصية الإجرامية التي ظهرت في ثمانينيات القرن الماضي في أمريكا تيودور كازنسكي والذي قضى سنوات طويلة في كتابة وثائق ومذكرات شخصية ، كما شن حملة من التفجيرات بواسطة الطرود البريدية في محاولة منه للفت الإنتباه لنظرياته التي أوردها بتلك الوثائق التي نشرت عام 1995.