أقر أندرس بيرينج بريفيك، المتهم بارتكاب الهجوم الإرهابى المزدوج الذى روع النرويج الجمعة الماضى، وأسفر عن 93 قتيلا، بالتهم الموجهة إليه، معتبرا أن ما قام به «وحشي ولكن كان لابد منه». قال محامى المتهم جير ليبيستاد للتليفزيون النرويجى، الأحد، إن موكله الذى يصف نفسه ب«الوحش النازى» يقر بالوقائع المنسوبة إليه. وبيرينج بريفيك الذى وصفته الشرطة ب«الأصولى المسيحى واليمينى المتطرف» متهم بتفجير سيارة مفخخة فى وسط العاصمة أوسلو، ما أسفر عن 7 قتلى، وبعدها بساعات قليلة ارتكب مجزرة بواسطة رشاش فى جزيرة أوتويا المجاورة للعاصمة راح ضحيتها 86 قتيلا فى معسكر لشباب الحزب الحاكم. فى غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام نرويجية أن المتهم نشر على موقع «يوتيوب» مقطع فيديو يهاجم فيه بعنف الإسلام والماركسية والتعددية الثقافية ويشيد بالحروب الصليبية. وتبلغ مدة شريط الفيديو 12 دقيقة، وهو عبارة عن نصوص وصور تبجل الحروب الصليبية وتشن هجوما عنيفا على الشيوعية والإسلام. ونشر الفيديو على موقع «يوتيوب» وهو يصف الإسلام خصوصا ب«الأيديولوجيا الرئيسية للإبادة». ويقول فى أحد النصوص الواردة فى الشريط إنه «قبل أن نبدأ حربنا الصليبية علينا أن نقوم بواجبنا المتمثل فى القضاء على الماركسية والتعددية الثقافية». وينقسم الشريط الذى نشره مستخدم يدعى «بيروكاندرو» إلى 4 أقسام هى «انطلاق الماركسية الثقافية، والاستعمار الإسلامى، والأمل، والتجدد». ونقلت صحيفة داجبلادت النرويجية عن مصدر فى الشرطة أن هذا الفيديو هو خلاصة «مانيفستو» من 1500 صفحة وضعه المتهم ونشره على الإنترنت وأبلغ المحققين به خلال استجوابه. وكشف المتهم بريفيك فى الوثيقة التى نشرها أنه بدأ التحضير لعمليته هذه منذ خريف عام 2009. ويفصل بريفيك فى هذه المذكرات كيف بدأ التحضير لعمليته، ويبرر فعلته ب«استخدام الإرهاب وسيلة لإيقاظ الجماهير»، مؤكدا أنه يريد أن ينظر إليه على أنه «أكبر وحش نازى على الإطلاق منذ الحرب العالمية الثانية». وتتضمن المذكرات فى قسم كبير منها مراجع تاريخية طويلة، وهى حافلة بالتفاصيل التى ترسم شخصية المتهم وتخصص جانبا منها لشرح كيفية إعداد قنبلة والتدرب على إطلاق النار، وتفصل أيضا تنقلات صاحبها منذ 3 سنوات وحتى تنفيذ الاعتداءين. وفى الصفحة الأخيرة من هذه المذكرات كتب بريفيك «أعتقد أن هذا سيكون دخولى الأخير، نحن اليوم الجمعة 22 يوليو الساعة 12.51» أى قبل أقل من 3 ساعات على انفجار السيارة المفخخة فى وسط أوسلو والذى تلته المجزرة. والمذكرات مدونة باللغة الإنجليزية تحت عنوان «إعلان أوروبى للاستقلال 2083» وتحمل توقيع «أندرو بيرويك، قائد فرسان العدالة»، ولكن فى متن المذكرات يقول صاحبها إنه نرويجى واسمه الحقيقى هو أندرس بيرينج بريفيك. والمذكرات حافلة بالأفكار المعادية للإسلام والماركسية. وكتب بريفيك فى مذكراته الطويلة جدا التى يقول إنه بدأ بوضعها قبل 9 سنوات إن «أحد الأهداف الرئيسية هى الاجتماع السنوى للحزب الشيوعى الاجتماعى - الديمقراطى فى بلدكم». ويبرر عداءه للحزب الحاكم بأنه يشجع التعددية الثقافية ويسمح بهجرة المسلمين الأجانب. وحاول بريفيك رسم صورة عدائية للإسلام معتبرا أنه ديانة تحرض على العنف، واقتبس فى مذكراته مقولات لحسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين والمفكر الإسلامى سيد قطب. ودعا بريفيك إلى «أوروبا بلا مسلمين». ووضع لائحة بالدول الأوروبية الواجب استهدافها، مرتبة بحسب نسبة المسلمين فيها وتتصدرها فرنسا.