يُقال أن "مصائب قومٍ عند قومٍ فوائد" ويتجسد هذا في قدرة الأفلام التي يتولى إنتاجها المنتج محمد السبكى، والتي يصنفها البعض بأنها أفلام "تجارية"، في السيطرة على الساحة الفنية بشكل قوى منذ عدة أعوام، في حين جاء اختفاء الأفلام التي تعتمد على المضمون والقصة، مفيدا لظهور أفلام أخرى لا تتناسب مع جميع فئات المجتمع أو أعماره. وبالرغم من الهجوم الذي تتعرض له أفلام السبكى، بدعوة أنها لا ترقى للذوق العام، وغيرها من الاتهامات، نجد أن هذه الأفلام تستطيع الحصول على أعلى الإيرادات بعرضها فى دور العرض السينمائي، وذلك بسبب شدة إقبال الجمهور على مشاهداتها، وخاصة من فئة الشباب، وكان آخرها فيلم "أوشن 14" بطولة عدد من أعضاء فرقة مسرح مصر، الذى تم طرحه خلال موسم إجازة نصف العام الدراسي الماضي، وحصوله على أعلى نسب الإيرادات، متفوقا على غيره من الأفلام التى تم طرحها فى الموسم نفسه. نوارة يعتبر فيلم "نوارة" للمخرجة هالة خليل، أحدث الأفلام التي تم طرحها في دور العرض السينمائي، وبالرغم من مشاركته فى عدد من المهرجانات الدولية، وكان أولها مهرجان دبى السينمائي الدولى، فى دورته الأخيرة، والذى قام بتكريم بطلة الفيلم، الفنانة منة شلبى، بجائزة أفضل ممثلة عن دورها، إضافة إلى مشاركته فى مهرجان "تطوان" فى دورته ال22 فى دولة المغرب، وحصول منة شلبى على جائزة أفضل ممثلة عن دورها بالفيلم، وتسلمتها نيابة عنها المخرجة هالة خليل. وعكس جميع التوقعات، لم يكن عرض الفيلم فى دور العرض السينمائي، مشابها لعرضه فى المهرجانات التى شارك بها، حيث شهد إقبالا ضعيفا من الجمهور، خلال أسبوعين من طرحه فى دور العرض السينمائي، وترددت أنباء عن تحقيقه مايقرب من 700 ألف جنيها إيرادات، برغم ما حصل عليه من إشادة النقاد وصناع السينما خلال الآونة الأخيرة. "نوارة" يشارك فى بطولته بجانب منة شلبى كلا من الفنان الكبير محمود حميدة وشيرين رضا وأمير صلاح الدين، من تأليف وإخراج هالة خليل، ويدور الفيلم حول فتاة من حى شعبى تدعى نوارة، لا تستطيع العيش مع زوجها فى منزل واحد بسبب ظروفهما المادية الصعبة بعد ثورة 25 يناير وتعمل خادمة لدى عائلة ثرية، ولكن يتم القبض عليها بعد اتهامها بالسرقة. قدرات غير عادية لم يستطع فيلم "قدرات غير عادية" للمخرج داوود عبدالسيد، الصمود لوقت طويل فى دور العرض السينمائي، بسبب عدم إقبال الجمهور، وقلة الإيرادات التى حظى بها خلال فترة عرضه، بدءا من طرحه فى شهر ديسمبر الماضى، حيث قرر عدد من مسئولى دور العرض السينمائي، رفع الفيلم لطرح عدد من الأفلام الأجنبية الجديدة بدلا منه، إضافة إلى عرضه فى عدد محدود من دور العرض السينمائي. وبالرغم من فشل فيلم "قدارت غير عادية" جماهيريا، فإنه نجح فى حصد جوائز مهرجان المركز الكاثوليكى للسينما، فى دورته الأخيرة، إذ فاز بجائزة أفضل فيلم سينمائي وأفضل إخراج وسيناريو، فضلاً عن جوائز باقي طاقم العمل، إضافة إلى حصول الفيلم على جائزة أفضل مكساج، خلال الدورة الأولى من مهرجان توزيع جوائز السينما العربية، الذى أقيم مؤخرا بالقاهرة. "قدرات غير عادية" بطولة خالد أبو النجا، نجلاء بدر، إيهاب أيوب، حسن كامى، ويدور الفيلم حول "يحيى" الذي يفشل بحثه العلمي عن القدرات غير العادية في البشر، ويُجبر على أخذ إجازة من عمله وحياته المعتادة سارحًا بلا هدف، ويستقر في بنسيون على البحر تسكنه مجموعة من الشخصيات الطريفة. فيلم خانة اليك نافس فيلم "خانة اليك" للمخرج أمير رمسيس، عدد من الأفلام التى تم طرحها خلال موسم إجازة نصف العام الدراسى الأخير، معتمدا على البطولة الشبابية التى ضمت كلا من الفنان محمد فراج، محمد شاهين، عمر السعيد، ورامز أمير، لكنه لم يستطع تحقيق إقبالا جماهيريا كبيرا، محققا إيرادات ضعيفة، خلال فترة عرضه بدور العرض السينمائي. فيماُ عُرض فيلم "خانة اليك" ضمن عروض مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، في قاعة المؤتمرات الدولية بمدينة الأقصر مؤخرا، بحضور عدد من صناع وأبطال الفيلم من بينهم الفنان محمد فراج، والمخرج أمير رمسيس، وعدد كبير من ضيوف المهرجان والجمهور. وتدور أحداث فيلم "خانة اليك" حول 5 شباب يستيقظون من نومهم، ويجدون أنفسهم داخل مكان مهجور، ولا يعرفون سبب تواجدهم بهذا المكان، أو من أتى بهم إليه، ولا يتذكرون هويتهم، وبعدها يدخل الشباب الخمسة في رحلة طويلة للبحث عن سبب وجودهم بهذا المكان من الأصل، والبحث عن ذاتهم. ماجدة موريس: أفلام السبكي والتعسف يطيحان بالأفلام الناجحة وأرجعت الناقدة الفنية ماجدة موريس، معاناة الأفلام الناجحة على المستوى النقدى، والحاصلة على جوائز من المهرجانات الدولية، من قلة الإيرادات وإقبال الجمهور عليها فى دور العرض السينمائي، إلى اختلاف الذوق العام للجمهور، الذي اعتاد على مشاهدة أفلام "السبكى" بحسب وصفها. وأضافت موريس، فى تصريح خاص ل "الفجر الفنى" مشيرة إلى ما وصفته بالتعسف الذي يمارسه متخصصي توزيع الأفلام السينمائية، على تلك الأفلام التى لا تحمل طابع الأفلام "التجارية"، وذلك بعرضها في عدد محدود من دور العرض، مايتسبب فى قلة العائد المادي لها، إضافة إلى تقصير منتجي هذه الأفلام في عمل حملات دعائية كبيرة لها، بالمقارنة بغيرها من الأفلام، بحسب قولها. وتابعت موريس، أن اختفاء جمهور الأفلام الناجحة نقديا، فى دور العرض السينمائي، يرجع إلى عدد من التصرفات التى يقوم بها الجمهور المتردد على دور العرض، موضحة أن جزءا كبيرا من الجمهور لم يعد يثق بدور العرض، التى تتولى عرض النوعية الجيدة من الأفلام الحالية، مضيفة أن هناك أفلام استطاعت أن تحظى بإقبال جماهيرى كبير، برغم ذلك، ومنها فيلم "الفيل الأزرق"، والجزيرة2"، بحسب قولها.