خريطة من الشقوق رسمتها سنوات الشقاء على يديه، تظهر علامات المشقة والتعب بسبب مهنته التي جعلته أباً مثاليًا لأبنائه بعدما التحقوا بكليات القمة، وعملوا بأفضل المجالات، أولهما يعمل رئيس بريد حلوان وابنته الثانية تعمل ناظرة بإحدى مدارس اللغات، والثالثة مدرسة بالخارج في المملكة العربية السعودية. صناعة «المُنخل» ضحى بعمره من أجلها قرابة الخمسون عامًا وراثة عن والده، وعلى الرغم من انقراضها مع بداية ظهور التكنولوجيا الحديثة إلا أنها لها الفضل عليه بعد الله فيما وصل إليه. يروي عم «عربي»، صاحب ال67 عامًا ل«الفجر تي في» حكايته مع صناعة المنخل التي لا يتعدى مكسبه من الواحد جنيهاً واحداً والتي يفخر بصناعتها: «انا شغال فيها من وانا عندي 15 سنة، وبقالي 50 سنة في صناعة المنخل». وعن طريقة صناعة المُنخل حدثنا عم عربي قائلاً: «بجيب لفة السلك من اسكندرية، وبقطعها على مقاس طارة المنخل الخشب وبركبها، والمنخل الواحد بيستغرق حوالي 10 دقايق وبعمل كل يوم 40 منخل صغير عشان أسهل شوية ومن الكبير 30 منخل، ومش محكوم بوقت إلا لو كان فيه طلبية بشتغل بإيدي وسناني». وعن أسعارهم قال: «إحنا بنبيع جملة يعني المنخل بيقف عليا ب4 جنيه وببعيه ب 5 جنيه».