فى زاوية بعيده بحى السيدة زينب يجلس راجل يبلغ من العمر 65 عاما ، يختبئ من شعاع الشمس المحرق ، الذى ترك بصمته على ملامحة الحزينة والتى تظهر على عينه الممتلئان بالدموع وخطوط وجهه العريضة البارزة الذى تعبر عن ملامحه المصرية ، لكى يمارس مهنه على وشك الاختفاء ، مهنة" صانع الأقفاص الخشيبة". " أنا بقالى 40 سنة بشتغل فى المهنة دى ووارثها أبا عن جد ، بقوم بشراء جريد النخيل من الفلاحين ، لتصنع الأقفاص الخشبية " بتلك الكلمات بدأ عم محمد عباس حديثه لكاميرا فيديو 7 قناة اليوم الساب المصورة وتابع :"المهنة خلاص راحت عليها فين وفين لما حد بيطلب اقفاص للحمام أو للفراخ أو اقفاص للعيش .. أنا بعمل القفص ب 15 أو 25 جنية على حسب المقاس..بيتجى عليه أيام مش بشتغل فيها خالص وخصوصا فى موسم الشتاء" . واستطرد :" أدواتى عبارة عن سلاح للتقطيع وخشبة تسمى ثقيلة وخشبة أخرى تسمى خفيفة وبعض المواسير الصغيرة لعمل الثقوب بها " ، مشيرا إلى أنه يقوم بصناعة كراسى من جزع النخل ولكن حسب الطلب على حد قوله. وأضاف:" كان عندى محل لكن صاحب البيت استغل سفرى وجاب أمر إزالة وتردنى من المحل من 9 سنين .. وأنا من ساعتها قاعد فى الشارع كدا مش عارف أعمل ايه مليش شغلانه غيرها". وأضاف قائلا :"أنا مليش معاش وعايش أنا ومراتى وأمى فى البيت واللى بشتغل بيه بناكل بيه"،مناشدا المسئولين : "نفسى فى محل أعيش منة أو معاش .. أنا كل اللى عايزه أعيش مستور وأموت مستور ."