شيع اليوم الأحد، الآلاف من أهالي مدينة بركة السبع بمحافظة المنوفية جثامين شهداء كمين الصف بالعريش . وخرجت جنازة عسكرية للثلاثة شهداء من مسجد الانصار بالمدينة حيث ادى المصلون صلاة الجنازة على الشهداء وتوجهت الجثامين الى المقابر بمراكز بركة السبع وقويسنا وشبين الكوم لدفنهم بمقابر الاسرة.
وحضر الجنازة اللواء محمد مسعود مدير أمن المنوفية ومصطفى بيومى سكرتير عام مساعد محافظة المنوفية والعديد من القيادات الامنية بالمحافظة.
وردد المشيعون العديد من الهتافات المناهضة للارهاب ومنها "يا شهيد نام وارتاح واحنا نكمل الكفاح, لا اله الا الله الشهيد حبيب الله , يا شهيد نام واتهنى واستننا على باب الجنة".
كما شهدت الجنازة حالات اغماء بين اهالى الشهيد حيث لم تتمالك والدة النقيب محمد عمرو البدرى نفسها وفقدت وعيها داخل المسجد وتم نقله لمنزلها .
النقيب محمد عمرو البدرى شاب صغير لم يتجاوز 27 عاما تخرج من كلية الشرطة ليلتحق بالعمل فى قطاع الامن المركزى .
يخدم الشهيد فى سيناء منذ سنتين بقطاع الشهيد عمرو الغضبان بسيناء وتم تكريمه فى يناير الماضى لتفانيه فى عمله وتنفيذه المهام المكلف بمنظومة الامن المركزى.
وقال محمد البدرى من اقارب الشهيد انهم تلقوا خبر وفاته مساء امس السبت من احد اصدقائه بسيناء حيث تلقى والده وشقيقه اتصالا هاتفيا يؤكد استشهاد نجلهم وانهم حاولوا الاتصال به ولكن دون استجابة .
واكد ان الشهيد متزوج منذ عام 2012 من نجله عمته ولديه طفله ديلارا تبلغ من العمر سنة وشهر، مضيفا ان الشهيد هو من قام بتجديد عمله بسيناء حيث يخدم بها منذ سنتين ورفض طلبات والدته وزوجته بالانتقال بعيدا عن احداث الارهاب بسيناء.
واضاف حسن جمال احد اقاربه ان الشهيد هو اكبر اشقائه الذكور حيث ان لديه شقيقه واحدة تكبره بعام وشقيقان اصغر منه احمد وابراهيم .
وتابع ان اليوم كان موعد لاجازة الشهيد حيث كان ينتظره والده ووالدته للنزول اليهم اجازة ولكنه جاء اليهم جثمان بعد ان قتله الارهابيين .
ودخلت والدته وزوجته واشقائه فى حالة انهيار تام فور سماعهم للخبر حيث لم يصدق ايا منهم نبا وفاته لتردد والدته بين الحين والاخر انها تنتظر منه اتصالا للاطمئنان عليه.
وتؤكد زوجته دينا السيد 25 عام انها تلقت منه اتصالا صباح امس السبت يطمئنها على احواله وعندما علمت بتفجير كمين بالعريش حاولت الاتصال به ولكنه لم يرد .
واضافت انها طالبته بالنقل اكثر من مرة وترك العمل بسيناء الا انه رفض وطلب التجديد فى مقر عمله بالعريش.
كما اكتست قرية اجهور بقويسنا بالحزن لفقدها المجند حمادة غريب عبدالعزيز على الحلوانى ، 22 سنه، ووالدة يعمل عامل زراعى ووالدتة ربة منزل ، وله سته من الشقيقات وشقيق وحيد لدية 29 عاما وحاصل على دبلوم زراعة ويعمل سائق على سيارة اجرة .
وقال احمد شحتة زوج شقيقة الشهيد،ان الشهيد كان حسن الخلق، ويحبة الجميع وكان بارا بوالدية ، مشيرا الى ان المدينة تستعد لاستقبال جثمان الشهيد لتشييعه الى مثواة الاخير بمقابر العائلة بالمدينة .
وسط حالة من البكاء قال امير فؤاد والد المجند يوسف شهيد كمين الصف بسيناء من قرية حصة مليج بمركز شبين الكوم فى المنوفية، انه علم باستشهاد نجله صباح اليوم من الكنيسة بالقرية وحاول الاتصال بنجله ولكن دون استجابة.
واضاف ان نجله يبلغ من العمر 19 عاما وكان يقضى خدمته بالجيش فى سيناء منذ 9 اشهر وكنا ننتظره لانهاء خدمته والمقررة بسنتين، مؤكدا انه ليس لديه اولاد سوى فؤاد 22 سنة ويوسف 19 سنة .
واشار الى ان نجله كان متواجد معهم منذ 10 ايام فى اجازته الاخيرة وكان يساعدهم على ظروف المعيشة فى اجازته حيث كان يعمل نجار مسلح او اى وظيفة لمساعدتى. واكد اهالى القرية ان اسرة الشهيد تحت خط الفقر حيث يعمل والده سائق جرار باليومية ووالدته تعمل بصيدلية وحالتهم المادية ضعيفة وكان نجلهم يساعدهم على ظروف المعيشة.
وتابع مينا سمير من اصدقاء الشهيد انه التقى به فى اجازته الاخيرة منذ 10 ايام حيث كان بالقرية وقال له " حاسس انى مش هشوفك تانى " . واوضح ان الشهيد كان يتمتع بحسن الخلق والسمعة الطيبة بين اهالى القرية.