تكبدت برفقة زوجها عناء المشقة والتعب، جادت بزهرة عمرها، من غير ضير أو صخب، لتنجب أبناءً يرفعون هامتها هي وزوجها، ليكونوا عبرة وخير مثال للأسرة المكافحة. «فاكهة حسن علي عبدالله» أم إلى 5 أبناء وفتاة، تجيد القراءة والكتابة، ومتزوجة من «أحمد عباس»، الذي كان يعمل عاملًا، بدخل بسيط، لتساعده في البحث عن وظيفة عمل لها، وتتخذ من الخياطة وسيلة لجمع بعض الأموال لتساعدهم على مصاعب الحياة. استطاعت «فاكهة» أن تساعد زوجها الذي أنعم بوظيفة بسيطة بإحدى الوحدات الصحية بمركز دشنا جنوب محافظة قنا، وتسعى في كسب رزقها أيضًا في خياطة بعض الأقمشة لتخفف من مصاعب الحياة اليومية، بعد أن ادخرت بعض الأموال لتشتري ماكينة خياطة صغيرة، وتبدأ مشروع كفاحها أملًا في كسب الأموال. كانت «فاكهة» تطمح في تعليم أبنائها جميعًا، فكما يقولون «العلم نور» لتصمم وزوجها على تعليم أبنائها جميعًا ولن يتوقفوا عند مرحلة تعليم معين، بل سيتابعون دراستهم الجامعية، وبعد التخرج أيضًا. حصل أبناء «فاكهة» على العديد من الدرجات العلمية، فالابن الأكبر «محمد» تعلم ودرس الهندسة، بقسم الهندسة الكهربية، وتخرج بعدها ليعمل في إحدى محطات الكهرباء، ويلحق به شقيقه «حسني» بذات الكلية، ويتخرج ليعمل مهندسًا بمصنع الورق. استطاعت «فاكهة» بعد أن حصل ابنها الثالث على مجموع أقل من أخويه أن تدفع به إلى الأمام، فبعد دخوله كلية العلوم، طمحت في استكمال دراسته بعد الجامعية، بعد إنزاع صيته في كليته، واجتهد وحصل على مرتبة الشرف بتقدير جيد جدًا، ليعمل بعدها معيدًا بقسم الجيوفيزيا. فيما يعمل نجليها «عباس وعلاء»، في الأعمال الحرة، لتتابع «فاكهة» نجاحها في أبنائها، وتعمل على كسر قاعدة العادات والتقاليد المتبعة بالصعيد، لتجعل من ابنتها الوحيدة «رجاء» مثالا يحتذى به، لتتخرج من كلية العلوم بتقدير عام جيد جدًا مع مرتبة الشرف، بعد أن برعت في مجال الرياضيات التطبيقية، وعملت معيدة بالقسم، وحاليًا تستكمل دراستها للدكتوراة في دولة بلغاريا. وحققت فاكهة برفقة زوجها العظيم، أهدافها البسيطة وسط صراع مع متاعب الحياة، لتصارع ضد تيارات متنوعة، من ضيق العيش والعادات والتقاليد، وغيرها لتكون الأم المثالية التي تكرمها المحافظة والدولة لتكون مثالُا للجميع.