استمعت اليوم محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بالتجمع الخامس برئاسة المستشار أسامة الرشيدى الي مرافعة النيابة العامة برئاسة المستشار محمد وجيه رئيس النيابة خلال جلسة محاكمة صلاح هلال وزير الزراعة السابق ومحيي الدين محمد سعيد مدير مكتبه وأيمن محمد رفعت عبده الجميل ومحمد محمود فودة والمعروفة إعلاميا ب"رشوة وزارة الزراعة والمتهمين فيها بطلب وأخذ رشوة مقابل الحصول على 2500 فدان بوادى النطرون، حيث طالبت النيابة العامة توقيع أقصى عقوبة على المتهمين.
بدأت الجلسة فى الساعة الثالثة عصرا واحضر المتهمين من محبسهم وتم ايداعهم قفص الاتهام، وقدمت النيابة العامة صورة من مذكرة وزير الزراعة واستصلاح الاراضى المقدمة من رئيس مجلس الوزراء والمؤرخ 18 أغسطس 2015 ومرفق بها القرارات الصادرة عن اجتماع مجلس الوزراء رقم 57 الصادر 19 اغسطس 2015 .
استمعت المحكمة لمرافعة النيابة العامة حيث بدء المستشار محمد وجيه رئيس النيابة بتلاوة الأيات القرأنية والأحاديث النبوية الشريفة وقال إنه تردد كثيراً أثناء كتابة المرافعة ، مضيفًا: " هل اتحسر على وطن خانه أبنائه أم أواسي شعب خانه وزيره، وزير الزراعة المتهم الأول أمنه الشعب على طعامه وشرابه وعلى أرضه و ترابه سانده مساعده لما توليا السلطة فتحت لهما الأبواب المغلقة كان الواجب هو الحماية وتوافرت بينهما، فزالت الأبصار معا سعوا فى الارض فسادا ونسوا الله فانسوهما انفسهما ولكن الله كان ورائهم بالمرصاد واخدع كما شئت العباد .
أضاف ممثل النيابة: "أن الوزير المتهم خلط الحرام بالحلال واستخف بشعائر الأديان و لم يكن صالحاً ولا بالحلال راضي وزير للزراعة واستصلاح الأراضى عين مساعد له ونفسهما الأمارة بالسوء، وزين لهما الشيطان تفكيرهما ولم تشفع لهما ثقه شعب وفسدوا فى الأرض ليخونه أمانة الشعب، حيث اتى المتهم الثاني بتكليف من رئيسه، وحدثته نفسه الأمارة بالسوء وترددت يده فى البداية ثم أخذت تنهب من بئر الخيانة "بدل وقمصان " وارتضى لنجله الملبس الحرام كما إرتضاه لنفسه من البداية، اشارة الى المتهمين "الثالث والرابع"، وأنه لجشع الوزير ونائبة نهاية ولكنها كانت البداية عندما توجه المتهمين الثالث والرابع إلى مكتب الوزير لتقديم التهنئة له ومضت الزيارة بعدما طلبا المتهمين الحصول على 2500 فدان للمتهم الثالث بوادر النطرون فوافق الوزير ووعد بإنهاء الإجراءات".
أضاف ممثل النيابة: "ان وزير الزراعة باع مهنته وأشترى عضوية النادي الأهلي، فغار منه المتهم الثاني مساعده وطلب مثله بعضوية له ولأسرته، فقال " فودة ل أيمن "المتهم الثالث فرحًا" أني قد وجدت سلة من الفاسدين لنقنن الأرض" أتني بعضوية شرفية للأثنين فأعترضا فجلبا للوزير فقط بعضوية دائمة فأغتاظ قدح وعطل الإجراءات"، كما طلب الوزير ملابس له وأولاده كما طلب محي الدين قدح ملابس، فحمل الملابس له ولنجله ولأسرة الوزير وكانه لا يعلم أنه يحمل أوزارا ، فأنفق على المتهم الأول 109 ألف جنيه و5 الاف لنجله".
وتابع: "كما طلب الوزير رحلة حج لأسرته وطلب ذلك مساعده وأفطار بأحدي الفنادق الكبيرة، فلن يقبل الله منهما "لأن مطعمها حرام فأني يستجاب لكما الله"، مضيفًا: "استحلفكم بالله واستحلفكم بمصرالعزيزة الغالية أن تقتصوا لمصر وشعبها من الفاسدين "
اضاف ممثل النيابة: "ان المتهم الثالث محمد فودة، صحفي له علاقة به محمد فودة خبير في التعامل مع المرتشين، وأيمن رفعت، صاحب شركة يريد أراد أن يقنن شركته، فوسوس لهلال شيطانه، وقال لنفسه ما المانع أن اتاجر بالمنصب، المتهم الثاني في يديه الوزارة ومفاتيحها، فلماذا لا ينعم علينا إيمن بماله ونسي قول الله تعالى، تعاون مع شيطانه على الاثم والعدوان ففكر ودبر ثم قرر، فقام المتهم الثاني رئيس الأدارة المركزية بمعاينه الأرض بنفسه".
سرد ممثل النيابة وقائع الدعوى موضحًا أن الرشوة تمثلت في عضوية عاملة في النادي الأهلي بقيمة 10 آلاف جنيه لأحد المتهمين ومجموعة ملابس من أحد محلات الأزياء الراقية بقيمة 230 ألف جنيه وهواتف محمول بقيمة 11 ألف جنيه، كما كشفت التحقيقات ان المتهمين طلبوا إقامة مأدبة إفطار في شهر رمضان بأحد الفنادق تكلف قيمته 14ألفا و500 جنيه، كما طلب المتهمين سفر 16 فردا من أسرهم للحج بإحدي الشركات السياحية تكلف خلالها الفرد 70 ألف ريال، كما تبين ان المتهمون قاموا بطلب إهداء وحدة سكنية باحد منتجعات مدينة 6 أكتوبر قيمتها 8 ملايين و250 الف جنيه، وقد انتهت تحقيقات النيابة وتقرير التحريات ان المتهم صلاح الدين هلال وزير الزراعة وباقي المتهمين متورطون في تلك الواقعة.
جاء بأمر الإحالة أنهم ارتكبوا الجرائم المنسوبة إليهم بقرار الاتهام خلال الفترة من شهر أبريل 2015 وحتى 7 سبتمبر الماضي. وذكر أمر الإحالة أن المتهم الأول صلاح هلال بصفته موظفا عموميا (وزير الزراعة ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية في ذلك الوقت) طلب وأخذ لنفسه ولغيره عطية لأداء عمل من أعمال وظيفته بأن طلب من المتهم الثالث (رجل الأعمال) بواسطة المتهمين محي الدين السعيد ومحمد فوده عضوية عاملة له ولأسرته بالنادي الأهلي وملابس وأحذية له ولنجله من متجرين شهيرين لبيع الملابس الباهظة وهاتفين محمولين وإقامة وإفطار خلال شهر رمضان بأحد الفنادق الفارهة بالقاهرة الجديد وعقار بمنتجع بالم هيلز بمدينة 6 أكتوبر بمحافظة الجيزة وصيدلية بمحيط مسكنه ونفقات أداء فريضة الحج له و 6 من أفراد أسرته بقيمة 11 مليونا و 283 ألفا و 542 جنيها على سبيل الرشوة، حيث حصل منها على العضوية العاملة بالنادي الأهلي والملابس والأحذية والهاتفين المحمولين والإقامة والإفطار بقيمة 403 الاف و524 جنيها مقابل تقنين وضع يد شركة رجل الأعمال للإنتاج الزراعي و الحيواني المملوكة له على مساحة 2500 فدان بنطاق مدينة وادي النطرون بمحافظة البحيرة.
أضاف أمر الإحالة أن المتهم الثاني مساعد وزير الزراعة السابق وبصفته موظفا عاما طلب وأخذ لنفسه و لغيره عطية لأداء عمل من أعمال وظيفته بأن طلب من المتهم الثالث رجل الأعمال أيمن الجميل وبواسطة المتهم الرابع محمد فوده ملابس وأحذية من متجرين شهيرين لبيع الملابس باهظة الثمن وهاتف محمول ونفقات أداء فريضة الحج له و لثلاثة أفراد من أسرته وعضوية عاملة له وأسرته بالنادي الأهلي وأخرى بنادي وادي دجلة وذلك بقيمة 948 ألفا و 484 جنيها على سبيل الرشوة.. حيث حصل منها على الملابس والأحذية والهاتف بقيمة تبلغ 189 ألفا و109 جنيهات مقابل سرعة إنهاء إجراءات تقنين وضع يد شركة كيرو ثري ايه للإنتاج الزراعي والحيواني على مساحة الأرض المذكورة. وأكد أمر الإحالة أن المتهم الثاني توسط في رشوة موظف عمومي (صلاح هلال) لأداء عمل من أعمال وظيفته بان توسط في جريمة الرشوة.
تبين أن المتهم الثالث (رجال الأعمال) قدم رشوة لموظف عمومي لأداء عمل من أعمال وظيفته بأن قدم للمتهم الأول صلاح هلال - بواسطة المتهمين الثاني مساعد الوزير السابق والرابع محمد فوده - وعودا وعطايا على سبيل الرشوة كما قدم رشوة لموظف عمومي آخر لأداء عمل من أعمال وظيفته بأن قدم للمتهم الثاني مساعد وزير الزراعة بواسطة المتهم محمد فوده وعودا وعطايا على سبيل الرشوة.
أضاف أمر الإحالة أن المتهم الرابع محمد فوده المنتحل صفة كاتب صحفي توسط في رشوة موظفين عموميين لأداء عمل من أعمال وظيفتيهما بأن توسط في جريمة الرشوة للمتهم الأول وزير الزراعة "السابق" والثاني مساعده.